شدد، الدكاترة والخبراء في علم الفيروسات، على ضرورة استعمال اللقاح المضاد لوباء أنفلونزا الخنازير، لوقف انتشار الفيروس وتسجيل الوفيات، مؤكدين في ذات الوقت، أن الفيروس القاتل ''إتش1 إن,''1 يمكن قتله بمجرد غسل اليدين بأي صابون أو غاسول. وتكمن خطورة الإصابة بالفيروس ''إتش1 إن''1 في تركيبته في حد ذاتها، يقول البروفيسور بوحامد، الذي قدم مداخلته خلال يوم التكوين والتحسيس الذي نظمته، أمس، الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، بدار الإمام بالمحمدية، حول فيروس إنفلونزا الخنازير ''إتش1 إن.''1 وأوضح البروفيسور بوحامد أن خطورة الفيروس تكمن في تركيبته المتغيرة، والذي يستطيع بفضلها بمجرد دخوله جسم الإنسان، أن يستقر في الرئتين المكان المفضل لديه ويؤكد بأن لهذا الفيروس قوة خارقة في تدمير الأنسجة الرئوية خلال 24 ساعة، مما يؤدي إلى التدهور السريع للوضعية الصحية للمريض، وينتهي الأمر إلى الوفاة، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف، مشيرا إلى أن درجة الإصابة تختلف من شخص لآخر. ويفسر هذا، البروفيسور سبب تسجيل حالات الإصابة والوفاة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و55 سنة، كون هذا الفيروس الذي اكتشف سنة 1918 وكانت آنذاك تركيبته ليست معقدة بالنحو الذي هو عليه حاليا، وقد خلف 20 مليون وفاة آنذاك، ليعاود الإنتشار سنة 1957 مخلفا 2 ملايين وفاة، يكون قد شكل لدى الأشخاص المسنين مناعة، مما جعل درجة الإصابة لديهم أقل من الأشخاص الأصغر سنا، ويبقى اللقاح أحسن وسيلة لوقف انتشار الوباء. ومن جهتها، تؤكد الدكتورة كدور من مستشفى حسن بادي، ببلفور للتوليد والحمل ذا الخطورة العالية، على أن الفيروس إنتشر بصفة أسرع من البرق، خاصة في الجزائر، الأمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تصنفها في الدرجة ال 6 (آخر الدرجات)، وتوضح بأن النساء الحوامل هن أكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس، بحيث أن 25٪ من حالات الوفيات سجلت في أوساط هؤلاء النساء، مستعرضة في سياق حديثها، الإرشادات التي يجب العمل بها لتفادي الإصابة بهذا الوباء كالتقليل من التنقل خلال هذا الفصل، وتفادي القبلات والمصافحة وضرورة غسل اليدين. وذكرت الدكتورة كدور أن هناك 3 أنواع من اللقاحات المضادة لفيروس ''إتش1 إن,''1 مشيرة إلى أن اللقاح ضد أنفلونزا الموسمية لا يقي من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، وتضيف أن اللقاح المضاد لهذا الأخير لديه آثار ومضاعفات كالحمى، الحساسية والآلام. أما الدكتور مكي، خبير في علم الفيروسات لدى منظمة الصحة العالمية، فقد عمد خلال مداخلته إلى تبيان خطورة الفيروس بتحليل تركيبته، التي تطورت وتعقدت، لأن فيروس ''إتش1 إن''1 المكتشف في 1918 ليس نفس الذي ينتشر في العالم سنة .2009 فالتركيبة الحالية، كما شرح الخبير مكي، مشكلة من ''غلوتينين'' و''نورامينيداز''، هذه التركيبة المتغيرة تجعله قادرا على تدمير خلايا الرئة بسرعة فائقة خلال 24 ساعة، وما يميز هذا الفيروس، يقول، هو سرعة تكاثره بالملايين خلال 6 ساعات من دخوله جسم الإنسان، وتعد الرطوبة أهم عامل مساعد لانتشار الفيروس، غير أن هذا الأخير، يؤكد الخبير، يمكن قتله بالغسل بأي صابون أو غسول، مؤكدا أن السوائل الكحولية التي يتهافت عليها المواطنون، هي في الواقع موجهة لعمال المستشفيات، وغسل اليدين يقلل 80٪ من الإصابة بالوباء. ويصل عدد المصابين بالوباء في الجزائر حاليا إلى 553 حالة، يؤكد البروفيسور صحراوي، الذي أشار إلى أن تكلفة التحاليل باهضة، وأن عدد الوفيات في العالم بالفيروس (10562) وفاة و(32) حالة وفاة في الجزائر.