حذر الفقيه المصري والرئيس الأسبق لجامع الأزهر أحمد عمر هاشم، سهرة الجمعة، بوهران، الأمة الإسلامية، مما أسماه التضليل الذي يمارسه بعض الإعلام الموجه لزرع التفرقة والفتن. تأسف المفكر لدى تنشيطه بعد صلاة التراويح محاضرة في إطار اليوم الثاني من فعاليات الطبعة الثانية عشرة لسلسلة الدروس المحمدية التي تنظمها الزاوية البلقائدية بوهران “لوجود بعض القنوات الإعلامية التي يتم اتخاذها منبرا معاديا للفكر الإسلامي الأصيل”، مبرزا أن القنوات ذاتها “قد أضحت أيضا وسيلة للنيل من السنة النبوية الطاهرة”. وأشار عمر هاشم الذي قدم محاضرة عنوانها “سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نعمة الله العظمى” إلى “خطورة الأفكار الهدامة التي تنشرها التيارات المتعصبة من خلال هذه المنابر الإعلامية والتي تهدف الى زرع الفتن والفرقة داخل الأمة الإسلامية”، داعيا إلى المبادرة إلى تعزيز ونشر الأفكار البناءة ونشر التعاليم الإسلامية السمحة وإيصالها لكل العالم “حتى يعلم أن الإسلام هو حضارة السلم والأمان والخير للبشرية”. وحث بالمناسبة على ضرورة تكثيف النشاط الفكري والعلمي “لاسيما في هذا الوقت الذي نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى تجميع كلمة الأمة ورأب صدعها وتوحيد صفها”، مشيدا بالدور الكبير لمثل هذه الملتقيات -في إشارة إلى الدروس المحمدية- في تنوير العقول بالفكر الإسلامي الصحيح والأصيل ومحاربة بذور التطرف والغلو. وتطرق الفقيه إلى أهمية الشعور بنعم الله وشكره عليها حتى تتحقق استدامتها داعيا الأمة الإسلامية إلى التمسك بتعاليم دينها الإسلامي من منابعها الحقيقية حتى تهتدي إلى الحلول المناسبة لإشكالاتها المستعصية في الوقت الراهن. ويعد الفقيه أحمد عمر هاشم من كبار الباحثين في الشريعة الإسلامية حيث تقلد بمصر مناصب رفيعة في المجال العلمي والديني، كما أن له عدة مؤلفات حول الفقه والسنة النبوية الشريفة. كما تميز اليوم الثاني من هذه التظاهرة الفكرية الدينية التي تقام بالزاوية البلقائدية الهبرية الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف شرق مدينة وهران من 1 إلى 15 يونيو الجاري بإلقاء محاضرة بعد صلاة العصر من قبل الأستاذ أحمد معزوز تحت عنوان “نعم الدنيا والآخرة في مودة العترة النبوية الطاهرة”. وأبرز هذا الباحث الجزائري في أصول الفقه من خلال محاضرته إلى أنه “ينبغي على الأمة الإسلامية إتباع وفهم الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة حول مناقب ومآثر أهل بيت رسول الرحمة وذلك تحصينا للأجيال الصاعدة”. يذكر أن هذه الطبعة الجديدة من سلسلة الدروس المحمدية التي تنظم سنويا تزامنا وشهر رمضان قد خصص لها عنوان محوري وهو “الشعور بنعم الله” وتتميز بمشاركة عدة مشايخ وعلماء الفقه والشريعة الإسلامية من شتى أقطار الأمة الإسلامية.