بكالوريا تحت هاجس التسريبات و كاميرات مراقبة و أجهزة تشويش بالمرصاد يجتاز، اليوم، أزيد من 761 ألف مترشح امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2017، موزعين على 2518 مركز إجراء على المستوى الوطني، حيث تعطي وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت إشارة انطلاق هذا الامتحان الذي يدوم خمسة أيام من (11 إلى 15 جويلية ) من ولايتي قالمة وسوق أهراس، وقد اتخذت الوصاية جملة من الإجراءات المشددة لتأمين الامتحان و منع تسريب المواضيع، حيث جهزت مراكز بكاميرات مراقبة، وأجهزة كشف الهواتف النقالة. تقلص العدد الإجمالي للمترشحين بفارق 56817 مترشح مقارنة بالسنة الماضية، ومن بين المترشحين تم تسجيل 491.298 متمدرس و 270.403 أحرار، وتمثل الإناث نسبة 54.71 بالمائة. ولم تكتف الوزيرة بطمأنة المترشحين من خلال التأكيد على اعتماد نفس الإجراءات المعمول بها في الدورات السالفة هذه السنة مع إمكانية الاختيار بين موضوعين اثنين في كل مادة والاستفادة من نصف ساعة إضافية زيادة عن الوقت القانوني المخصص لكل موضوع، بل وجهت رسالة من خلال مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لمترشحي امتحانات شهادة البكالوريا لدورة 2017. الوصاية تحذر من المواقع التي تشوش على التلاميذ قالت بن غبريت إنه ككل سنة، «نستقبل امتحان البكالوريا، هذا الامتحان الذي وإن كان يقلقكم، تلاميذي الأعزّاء، فهو يفتح لكم أبواب المستقبل، ولكن اعلموا، أيها الطلبة، أن البكالوريا ليست المفتاح الوحيد، فهناك، خيارات أخرى بعد نهاية الدراسة بالثانوية»، مبرزة الإنجازات التي قامت بها الدولة الجزائرية، التي فتحت المجال لمن لم يسعفهم الحظ في اجتياز هذا الامتحان، بتوفير شبكة واسعة من مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين التي تقترح الكثير من التخصّصات. كما دعت المقبلين على هذه الامتحانات «إلى الاحتراس من المواقع التي قد تبدوا مفيدة – للوهلة الأولى – لما تتضمنه من مواضيع مختلفة، مصحوبة بالتصحيح، ولكن، في الواقع الهدف منها هو التشويش عليكم وجعلكم تفقدون هدوءكم وسكينتكم، وهي أفضل ما يتحلّى به المترشح في فترة الامتحانات» طالبة من المترشحين التركيز على كل المعارف التي تم دراستها خلال السنة، والاعتماد على القدرات الشخصية، لأن التركيز والثقة في النفس هما أحسن سبيل والضامن الوحيد لتبني السلوك السوّي في شهر رمضان الكريم». الأولياء مطالبون بترسيخ القيم السامية في أبنائهم وبما أن هذا الامتحان يشكل محور اهتمام كبير لدى الأولياء دعتهم بن غبريت لترسيخ في أذهان أبنائهم « السلوك الأخلاقي، احترام الذات، احترام الغير واحترام الشأن العام، والتركيز في تربيتهم على القيّم التي تجد مصدرها في عمق موروثنا الحضاري وهويتنا». ولفتت الانتباه إلى ضرورة ألّا تكون الرغبة في نيل شهادة البكالوريا على حساب قيّم سامية مثل النزاهة وبذل الجهد، التي تستند على أخلاقيات المسؤولية»، كما أوصت الأولياء بالوقوف إلى جانب أبنائهم مهما كانت العلامات التي يتحصّلون عليها، ومهما كانت نتائجهم، مذكرة بالموارد المالية، التي لم تتوقف الدولة عن رصدها حتى مع تراجع المداخيل بسبب الوضعية الاقتصادية للبلاد، تحقيقا لمدرسة الجودة . إجراءات لضمان مصداقية الشهادة لضمان مصداقية البكالوريا وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين تم تأمين المواقع المختلفة وفق مخطط مصادق عليه من طرف وزارة الداخلية، مع إعادة تأهيل المقر الجهوي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالعاصمة، وتقليص عدد المراكز التي تحفظ فيها مواضيع الامتحان وتنصيب أجهزة التشويش وكاميرات المراقبة والتسجيل على مستوى مراكز طبع مواضيع البكالوريا ومراكز حفظ المواضيع، علاوة على منع دخول السيارات إلى مراكز الإجراء وعدم قبول أي تأخر يوم الامتحان ووضع الهواتف النقالة وكل وسيلة اتصال بمدخل المركز في قاعة تخصص لذلك. رغم تفهمها لأهمية هذه الامتحانات بالنسبة للتلاميذ وتشجيعها لهم، إلا أن بن غبريت توعدت بإجراءات عقابية مشددة، تتراوح بين الإقصاء لمدة خمس سنوات، بالنسبة للمتمدرسين وعشر سنوات بالنسبة للمترشحين الأحرار، معتبرة أن كل مترشح يضبط لديه هاتف نقال يعتبر محاولة غش. أما بخصوص التأخير، دعت الوزيرة جميع المترشحين إلى «الالتحاق بقاعة الامتحان نصف ساعة على الأقل قبل انطلاق الاختبار»، مؤكدة أن أي تأخر بعد الساعة التاسعة تماما (09سا00د) «سيحرم المترشح من المشاركة في الامتحان». واعتبرت الوزيرة في هذا الصدد أن مسألة التشويش على الامتحانات الرسمية، هي ممارسات لا أخلاقية تتسم بالخطورة على مستقبل الأجيال القادمة، داعية التلاميذ وأوليائهم إلى ضرورة التحلي بالوعي والابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي التي هدفها التشويش على السير الحسن للامتحانات. مخطط أمني خاص لتأمين الإمتحان لتأمين هذه الامتحانات المصيرية، وضعت قيادة الدرك الوطني مخططا أمنيا خاصا يشمل كامل التراب الوطني، بوضع حيز الخدمة تشكيلات عملياتية ثابتة ومتحركة مناسبة لمرافقة وإنجاح هذه العملية وذلك بإقحام جميع الوسائل البشرية والمادية لضمان السير الحسن لهذه الامتحانات على مستوى 48 ولاية. ومن جهته سخر أمن ولاية الجزائر 5718 شرطي لتأمين امتحانات نهاية السنة من بينهم 1567 شرطي للتأمين المباشر لشهادة البكالوريا على مستوى 166 مركز امتحان حسب ما جاء في بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، كما اتخذت مصالح أمن الولاية كل التدابير الأمنية والاحترازية، لتوفير الأمن والسلامة بمراكز الامتحانات الخاصة بهذه الشهادة المصيرية، قصد توفير الجو المناسب للممتحنين مسخرة 1567 شرطي لتأمين 166 مركز إجراء الامتحانات، ولتأمين عملية نقل المواضيع والأجوبة إلى مراكز التجميع والتصحيح وذلك بالتنسيق مع مصالح وزارة التربية المتمثلة في المديرين المشرفين على هذه العملية. وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني أن هذه التشكيلات الأمنية المسخرة لتأمين امتحانات شهادة البكالوريا قد تم تدعيمها بوحدات الأمن العمومي لغرض تنظيم حركة المرور وتعزيز الدوريات الراكبة والراجلة ومنع توقف المركبات بمقربة من مراكز الامتحانات قصد توفير الأجواء المناسبة للمشرفين والقائمين على هذه العملية بالإضافة إلى الممتحنين. وبدورها ستقوم المديرية العامة للحماية المدنية، بتسخير 38697 عون تدخل و1914 سيارة إسعاف وكذا 1092 شاحنة إطفاء في إطار جهاز أمني خاص بهذا الغرض.