تواصل مصالح البيطرة بتندوف مجهوداتها الحثيثة للقضاء على مرض الحمى المالطية الذي تم اكتشافه في 11 بؤرة ببلدية أم العسل لوحدها، ويأتي هذا بعد تسجيل عدة إصابات بالمرض في المواشي والذي انتقل بعدها إلى البشر وسط مخاوف من تفشي الوباء في تراب بلدية تندوف. يعود مصدر العدوى حسب القائمين على قطاع التربية الحيوانية بالولاية ل«الشعب» إلى قطعان المواشي التي انتشرت بإقليم الولاية في خريف 2016، والتي توافدت بالآلاف من ولايات الهضاب العليا بحثاً عن المراعي الخصبة عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها ولاية تندوف، جالبةً معها الوباء الذي انتقل بسبب السوق الحرة لبيع المواشي إلى بلدية أم العسل ومنه إلى البشر، لتُسارع مصالح الطب البيطري إلى دق ناقوس الخطر وحظر دخول أو خروج المواشي من 11 بؤرة تم التأكد من انتشار المرض بها وتسجيل حالات جديدة بكل من واد الخورب وقرية حاسي مونير. حسب شاقور جلطية محمد المفتش الولائي للبيطرة فإن البياطرة المكلفين بمتابعة حركة المواشي تنبهوا شهر مارس الفارط بوجود نوع جديد من المرض أصاب الماعز في بداية الأمر، ليتم بعدها إجراء فحوصات مخبرية وأخذ عينات من 974 رأس، وكذا فحص 3850 رأس ببلدية أم العسل، أثبتت النتائج أثبتت وجود حالات إصابة بمرض الحمى المالطية في قرابة 345 رأس منها 280 رأس من الماعز، وأضاف المتحدث أن مصالح البيطرة اتخذت كل التدابير الاحترازية لحصر انتشار المرض ومنع وصوله إلى قطعان المواشي بتراب بلدية تندوف من خلال توقيع الحجر الصحي على المناطق المصابة، كما تمت الاستعانة بقوات الجيش الوطني الشعبي وتشكيل اللجنة الصحية العسكرية التي تضم 10 أطباء بيطريين أوكلت لهم مهمة مراقبة أي حركة للمواشي من وإلى بؤر الوباء بهدف التقليل من خسائر هذا المرض الذي أصاب إلى حد الساعة حوالي 60 مواطنا من سكان بلدية أم العسل ممن اتصلوا مباشرة بالحيوانات المصابة أو استهلكوا ألبانها، من جهة أخرى لم يُخف المفتش الولائي للبيطرة تخوفه من احتمال وصول المرض إلى بلدية تندوف وانتشاره بين قطعان الإبل التي لا يُمكن التنبؤ بحركتها ومسارها. في هذا الإطار عمدت مصالح البيطرة إلى توزيع مطويات وعقد ندوات وتنظيم أيام تحسيسية لفائدة المربين بُغية تسليط الضوء على هذا الوباء الذي استنزف ثروات المربي وفتك إلى حد الساعة ب280 رأس من الماعز. و في سياق متصل وتبعاً لتوجيهات الوزارة الوصية، فتحت مصالح البيطرة جبهة جديدة جنوب عاصمة الولاية لمجابهة انتشار الحمى القلاعية وحمى واد ريفت وسط المواشي، واعتبر المفتش الولائي للبيطرة أن هذه الإجراءات والتدابير هي وقائية وسابقة لأوانها وتأتي لمنع دخول المواشي من موريتانيا، مالي والنيجر، وهي ذات المناطق التي تعرف انتشاراً كبيراً لهذه الأمراض. وأضاف المتحدث أن العملية جُند لها بياطرة تمركزوا بالمناطق الحدودية مع موريتانيا والأراضي الصحراوية المُحررة وتأتي بالتنسيق مع قوى الأمن المُختلفة وبالتعاون مع مصالح البيطرة بالجمهورية الصحراوية، ونفى المتحدث وجود أي إصابات بالحمى القلاعية أو حمى واد ريفت إلى حد الساعة مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة أخذ الحيطة والحذر خاصة في هذا الموسم الذي يعرف عبور رؤوس الماشية للحدود بكثرة من موريتانيا والأراضي الصحراوية المحررة اللتان تعتبران موردا رئيسيا للمواشي لولاية تندوف.