قدر ما هو مصطلح انسجام سهل وسلس النطق.. قدر ما هو مصطلح صعب تطبيقه على أرض الواقع وحيازته. لأن امكانية الفوز به تتطلب جهودا معتبرة وزمنا مشحونا بالصبر والتأني .... لاحظنا جمعيا فريقنا الوطني في آخر مقابلاته ضد الطوغو..كيف كانت عناصره تصول وتجول كالخيول غير المروضة..تائهون لا يعرفون من أين يبدأون ولا أين ينتهون..وكأن بهم في حصة تدريبية يلتقون فيها لأول مرة. وهذا أهم مشكل لازال يضرب بأطنابه داخل بيت الفريق وهو غياب الوحدة الموضوعية. وعدم وجود مؤشرات عن أنه كتلة واحدة. وهذا يؤكد عدم استقرار التشكيلة حتى إشعار آخر .... بل بالعكس يعد أهم المعضلات التي تقف حجر عثرة في المسار الصحيح لصناعة فريق ذي قوائم وأسس...ومن باب إعطاء الأمثلة الحية قصد المقارنة شاهدنا فريق تونس وكيف استطاع هذا الأخير أن يكسب تنسيقا وضبطا ولا في الخيال كما يقال...ونتساءل جميعا كيف حدث هذا وجاء وحل وحضر...أليس بعد فترة طويلة شبه مستقرة عاشها جل العناصر .وهذا عكس فريقنا الذي ظل مشتتا تائها.كالمركبة الهائمة في صحراء شاسعة لا يعرف أين يحط وكيف يعيد بدء الرحال...لا يمكن البتة أن يتحقق الانسجام المطلوب بين عشية وضحاها.بل يتطلب هذا حنكة وإحكاما على المدرب الوطني الجديد أن يعيها جيدا وأن يسارع لتحقيق هذا بمجرد أن يعرف مكانة ومركز كل لاعب..وليس أن يظل الفريق عبارة عن لعبة شطرنج في كل مرة تُستبدل المراكز والأدوار ...إلى غاية أن يتحول اللاعبون إلى فئران تجارب دون النظر إلى أفق أعلى وهو كيفية صناعة الانتصارات.لأن الجميع مل التجريب باسم التجريب وإلى متى ونحن نجرب؟ .وكأن بالفريق ورشة عمل .همها الوحيد هو أن تكون حية وغير معطلة ؟ا قد يذهب خيال سائل بأن ذلك بسبب أن معظم لاعبينا في اغتراب مبين .لكن هذا لم يعد حجة مطلقة فلقد رأينا فرقا كبيرة كالإسبان والألمان تلعب عناصرها كذلك في أندية مشتتة لكن حينما يتعلق الأمر بمقابلة رسمية ودولية ينسجمون بقدرة قادر ويؤدون أدوارهم كما ينبغي..إن مشكلة الكرة في الجزائر هي مشكلة برامج وخطط وذهنيات لم تعر عدة جوانب الأهمية القصوى وهي في الحقيقة الأصل. في حل جميع المشكلات.ولذلك فإن الانسجام هو هبة تاريخية ونتيجة حتمية تظهر وحدها هكذا جزافا إلى الوجود ولكن بعد جهود مبذولة كما أشرنا. يبذلها طاقم مستقر وواع بمسؤولياته .وإلا كيف استطاع فريق الثمانينيات أن يحوز على هذه الصفة لولا توفر عوامل تاريخية وبشرية أهمها الإكثار من اللعب الجماعي وتقارب العناصر فيما بينها .عكس فريق اليوم الذي يبدو أنه يحاول أن يكون صانعا للأمجاد وهو يجهل طبيعة بعضه البعض. وكذلك ينزع من فكره بأنه ماضِ أو مجرد ضيف لا غيروأنه يمثل أزيد من أربعين مليون جزائري ..,هذه هي المشكلة النفسية الداخلية التي لازالت تلازم أغلب العناصر.. فلاد من هضمها وجعلها مركز وعي وإدراك وفطانة. *شاعر وصحفي جزائري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.