استشهاد 11600 طفل فلسطيني في سن التعليم خلال سنة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    ملفّات ثقيلة على طاولة الحكومة    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    هذا جديد سكنات عدل 3    تندوف: نحو وضع إستراتيجية شاملة لمرافقة الحركية الإقتصادية التي تشهدها الولاية    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    دي ميستورا يعقد جلسة عمل مع أعضاء من القيادة الصحراوية في مخيمات اللاجئين بالشهيد الحافظ    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    لماذا يخشى المغرب تنظيم الاستفتاء؟    حزب الله: قتلنا عددا كبيرا من الجنود الصهاينة    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    مجلس الأمة يشارك بنجامينا في اجتماعات الدورة 82 للجنة التنفيذية والمؤتمر 46 للاتحاد البرلماني الافريقي    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    السيد طبي يؤكد على أهمية التكوين في تطوير قطاع العدالة    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفا و788 شهيدا    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    الوزير الأول الباكستاني يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    المقاول الذاتي لا يلزمه الحصول على (NIS)    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    عبر الحدود مع المغرب.. إحباط محاولات إدخال أزيد من 5 قناطير من الكيف المعالج    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    الجزائر تعلنها من جنيف.."عودة الأمن في الشرق الأوسط مرهونة بإنهاء الاحتلال الصهيوني"    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    قافلة طبية لفائدة المناطق النائية بالبليدة    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    كوثر كريكو : نحو مراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المسنين وإثراء نصوصه    الدورة التاسعة : الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للأدب    إجراءات وقائية ميدانية مكثفة للحفاظ على الصحة العمومية.. حالات الملاريا المسجلة بتمنراست وافدة من المناطق الحدودية    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكفل الطبي    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نفي قسري للرجال واغتصاب وحشي للنساء
''الشعب'' تنشر شهادات مثيرة لصحراويين من العيون المحتلة

يقف الشابان الصحراويان (أ.ه) و حسن لحيرش في هذه الشهادات التي خصا بهما جريدة الشعب، عند الانتهاكات المغربية البشعة الممارسة في حق الشعب الصحراوي المتواجد بالأراضي الصحراوية المحتلة لاسيما بالعاصمة الصحراوية ''العيون'' التي حولها نظام المخزن بفعل أعماله القمعية إلى سجن غوانتانامو ولكن مفتوحا على كل أنواع الانتهاكات والاعتداءات التي فاقت كل التصورات فابتداء من العنف الجسدي والنفسي وصولا إلى الترحيل قصرا من أرض الأجداد إلى وجهة غير معروفة يتلقى الشعب الصحراوي خاصة الشباب العديد من الضربات الموجعة بسبب أنه متمسك بحقه في تقرير المصير،
فإذا نجا من العنف الجسدي والنفسي يجد نفسه متابعا قضائيا بتهم واهية أو مرحلا قصرا في قوارب الموت باتجاه بلد أجنبي، أما النساء الصحراويات فتلك الفاجعة الكبرى فإلى جانب إفقادهن أجنتهن بالنسبة للحوامل يغتصبن بطريقة بشعة وأمام إخوتهن وأخواتهن وجيرانهن دون مراعاة الحشمة ولا مبادئ الدين الإسلامي.
العيون المحتلة غوانتانامو مفتوح على كل الانتهاكات
اختزل لنا الشاب الصحراوي (أ.ه) الذي أمرنا بعدم الكشف عن هويته والإكتفاء بالإشارة إلى إسمه حتى لا يتعرض للاعتقال بمجرد عودته إلى العيون المحتلة، ما بقي وما سيبقى عالقا بذاكرته وذاكرة كل صحراوي الموشومة بكل الفضائع التي ارتكبها النظام المغربي الغازي في حق أبناء الشعب الصحراوي بكل مكوناته، ورغم أنه عجز عن تصوير المعاناة التي يتلقاها رفقة إخوانه نظرا لهولها وبشاعتها إلا أنه لم يفوت الفرصة لتعرية نظام محمد السادس الذي يتغنى بالديمقراطية وحماية حقوق الإنسان .. فالحياة في الصحراء الغربية المحتلة أشبه بقطاع غزة بل هي غوانتانامو بحد ذاته هكذا رد علينا (أ.ه) عندما سألناه عن الوضع العام والحياة بالأراضي الصحراوية المحتلة، فالتنقل في البلاد ومن منطقة إلى منطقة بالنسبة لأي صحراوي لا يكون إلا بتصريح يسلم له من قوات الاحتلال..ممنوع من التنقل..ممنوع من السفر.. مراقبة مستمرة للهواتف النقالة والتجسس على المكالمات الهاتفية كل هذا في كف والإتهامات الملفقة للصحراويين في كف آخر، فعامل الإقليم بالعيون المحتلة سابقا والمدعو صالح لمراغ يقول الشاب الصحراوي اعتمد خطة جهنمية للإطاحة بالصحراويين والزج بهم في السجون فقد كان يكتب ليلا على الجدران كتابات عنصرية ليعمل صباحا على توقيف كل صحراوي بالمنطقة التي كتبت عليها تلك الكتابات، ليتم اعتقالهم بعد تلفيق لهم تهمة الكتابات الحائطية ويزج بهم في السجون والمعتقلات دون أن يتوفر دليلا واحدا يدينهم ويوجد صحراويون مكثوا في السجن مدة 5 إلى 7 سنوات بسبب تلك التهم ثم أطلق سراحهم.
ينعتوننا برعاة البقر ويحطمون كل شيء بمنازلنا
يسترسل الشاب الصحراوي في سرد أبشع الانتهاكات الممارسة ضد أهله وإخوانه وجيرانه، فمن الانتفاضة أي ماي 2005 ضاعف نظام المخزن عدد عناصر الأمن ومع مضاعفة عدد رجال الأمن تضاعفت عمليات القمع خاصة في التعدي على السكان بالبيوت حيث كانوا يحطمون أي شيء يعترض طريقهم ''لم يتركوا شيئا حتى الأجهزة الإلكترومنزلية كانت تحطم كالثلاجة وغيرها من الآلات ومع تحطيم أي جهاز كان يتعالى سبهم وشتهم وكانوا يقولون لنا كيف تستعملون هذه الآلات انتم مثل رعاة البقر ويتمادون إلى ضرب الصغار والكبار وحتى النساء الحوامل ولا يتركون أي أحد، كيف لا وهو المحتل الذي يدخل البيوت بدون شفقة وإذا دخل لن يخرج إلا بعد أن يفرغه من كل المحتويات حتى أنهم يخرجون النساء بالشد من شعورهم إلى الشارع والشيوخ بالشد من لحاهم، وأمام الهراوات يصبح الجميع سواسية فلا ينجوا منها لا الصغير ولا الكبير لا الرجل ولا المرأة.
وبعد خطاب الملك السادس في ذكرى ال 34 لمسيرة الذل والعار، أصبحنا نتعرض للتفتيش في أي نقطة مراقبة وفي أي مكان تتواجد به قوات الأمن المغربية حتى أنه إذا لمحوا صحراوي يطالبونه بالتوقف وبتقديم هاتفه النقال لعل وعسى يجدون دليل يدينه بتهمة الانتماء إلى جبهة البوليزاريو أو يعثروا على مكالمات هاتفية مع النشطاء الحقوقيين حتى يتم تعريضه للضرب المبرح ومن ثمة إلى الاعتقال، أما إذا عثروا على العلم الصحراوي فتلك نهاية الشخص.
احتيال منظم على الهيئات الدولية
يتوقف الشاب الصحراوي لحظة ويعود بذاكرته إلى الوراء يوم شارك في مظاهرة بالعيون المحتلة ليكشف انتهاكات من نوع آخر تفنن فيها الغازي المغربي، فبالإضافة إلى استعانته بترسانة من قوات الأمن والأسلحة الحربية عمد إلى الاحتيال على منظمة حقوق الإنسان التي كانت تزور المنطقة يومها وفي هذه المظاهرة يقول الشاب الصحراوي تجمع الصحراويون بعد أن علموا بقدوم منظمة حقوق الإنسان للمنطقة من تلقاء أنفسهم على اعتبار أنهم في وضع المدافع عن أرضهم وماذا فعل المغاربة؟ -يضيف ذات المتحدث- جلبوا مستوطنون للجهة المقابلة وأعطوهم الأعلام والشعارات لتمويه اللجنة الدولية ولكي يثيروا انتباهها ويعطوا الانطباع لها بأن هؤلاء صحراويون وهم راضين بالوضع، فما كان على الصحراويين الحقيقيين إلا رشق المستوطنين بالحجارة لتفريقهم، لتتدخل عقب ذلك أكثر من 600 سيارة للشرطة والدرك والقوات المساعدة وكل أصناف الأمن ..احتلوا الشارع بالسيارات الحربية وكانوا مدججين بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
لم يتركوا احد لا صغير ولا كبير حتى الشيوخ لم يسلموا من قمع الأمن استنجدوا بالجيش لتفريق المتظاهرين ولتشديد المراقبة ومنع تحرك الصحراويين وضعوا في كل حي دورية خاصة تتكون من 5 سيارات وأي شخص شكوا فيه حتى وإن لم يرتكب أي شيء يتعرض للضرب المبرح، بقينا بين شد وجذب مع قوات الاحتلال حتى العاشرة ليلا لتنتهي المظاهرة باعتقالات واسعة في صفوف الصحراويين المشاركين وبجرح العشرات خاصة كبار السن والنسوة، وما يزيد الوضع سوءا أن قوات الأمن المغربية تستنجد في كل مرة بالمستوطنين لتكسير المظاهرات وضرب الصحراويين حتى أنهم في إحدى المظاهرات نظمت في سنة 1999 أخرجتهم علينا بالسيوف فكسروا كل ما وجدوا في طريقهم وثبت أنه لصحراوي فلا سيارات بقيت على حالها ولا منازل سلمت من النهب والتخريب وكل هذا إرضاء للنظام الجديد الحاكم ولأمير المؤمنين الجديد الذي أمر باجتثاث كل صحراوي يشك أن له علاقات بالنشطاء الحقوقيين وبقيادة البوليزاريو.
نظام رقابي مشدد وإجبار التلاميذ على ترك الدراسة في سن مبكرة
ولأن أي صحراوي مهدد بالمتابعة وتلفيق التهم له بالأراضي المحتلة، سواء ثبتت علاقته بقيادة الجبهة أو النشطاء الحقوقيين الصحراويين أو لم تثبت فإن تلاميذ المدارس الذين هم جزء من تركيبة المجتمع الصحراوي يتعرضون هم كذلك إلى أبشع أساليب القمع والترهيب في حالة إذا ما ثبتت مشاركتهم في إحدى المظاهرات ضد المحتل، فنظام المخزن خصهم يقول الشاب ( أ.ه) برقابة شديدة أثناء دخولهم وخروجهم من وإلى المدارس وهو نظام جائر أجبر الكثير من الصحراويين على ترك مقاعد دراستهم وهم في مستوى الرابعة متوسط، فالكثير منهم لا يتحمل المضايقات اليومية والرقابة اللصيقة التي تنتهي غالبا بتعريضهم للضرب المبرح والاعتقال التعسفي.
وأول إجراء تقوم به إدارة المدرسة في يوم إحياء ذكرى ال20 ماي أو 10 ماي بالنسبة للصحراويين هو طردهم من المدرسة وأحيانا فصلهم بسبب أنهم جاءوا إلى المدرسة وهم مرتدين اللباس الصحراوي.
وفي المقررات المدرسية فرضت وزارة تربية المحتل، تدريس تاريخ المغرب وتقديم الصحراء الغربية على أنها مغربية رغم أن الجميع يعي حقيقة الأحداث التاريخية وهم زوروا التاريخ وعقب مظاهرات الانتفاضة السلمية في ماي 2005 ألزم المحتل المغربي الصحراويين بحفظ النشيد الوطني المغربي وفرضه فرضا ضمن المقررات والبرامج المدرسية بعد أن كان لا يولي أهمية لهذا الجانب والآن أصبح من أولى الأشياء التي ينبغي للصحراوي حفظها وفي حالة رفضه وعدم امتثاله لتعليمات المدرس يفصل نهائيا من المدرسة.
وإذا سمحت قوات الاحتلال للصحراويين بمتابعة دراستهم فإنها لا تسمح لهم بدخول الجامعات وإتمام الدراسات العليا، يتنهد الشاب الصحراوي ويسترسل قائلا: النظام المغربي وصل إلى ظاهرة هي إغراق المؤسسات التربوية بالمخدرات فلم يعد يكفيه النظام الرقابي المشدد على تلاميذ المدراس والثانويات المشاركين في المظاهرات ضده لإجبارهم على ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة بل عمد إلى إغراق المؤسسات التعليمية بالمخدرات، فأمام أعين رجال الأمن والقوات المساعدة والدرك المغربي يقول (أ.ه) تروج عصابات الأفيون سمومها أمام أبواب المدارس وداخلها وهو ما تسبب في ارتفاع معدل استهلاك هذه المادة ليبلغ مستويات قياسية وسط التلاميذ.
جمع القمامة العمل الوحيد المسموح به للصحراويين
إذا كنت صحراوي فإنك لن تعمل، ولن تقبل بأي وظيفة حتى وإن كنت تتوفر على شروط المسابقة الخاصة بها هكذا رد علينا الشاب (أ.ه) عندما سألناه عن وضع العمل بالأراضي الصحراوية المحتلة فحتى وان كان الصحراوي صاحب شهادة أو دبلوم وحاول الالتحاق بوظيفة وفق تخصصه، يقال له أن التخصص غير موجود ويمنع من المشاركة في مسابقات التوظيف فالمحتل المغربي يكيل بمكيالين في جانب العمل، حيث يعمد إلى استقدام المستوطنين المغاربة للمشاركة في مسابقات التوظيف فإذا كان 200 منصب عمل تمنح 8 مناصب للصحراويين وباقي المناصب للمستوطنين رغم الشعارات العديدة التي يرفعها هنا وهناك بإعطاء الأولوية للصحراويين في العمل والسكن ولكن الصحراويين وفق منظوره الخاص وهذه من بين مجمل الإغراءات التي يمنحها للمستوطنين بهدف البقاء في الصحراء الغربية.
الصحراويون وفي هذه الحالة، لا يبقى أمامهم إلا جمع القمامة بأجر لا يتجاوز 1500 درهم وحتى هذا العمل يطردون منه بحجة أنهم لا يتقيدون بساعات العمل ولا يتقنون عملهم وقد تركت قبل مجيء إلى المخيمات عمال نظافة صحراويين معتصمين منذ أكثر من شهر بعد تعرضهم للطرد التعسفي من العمل، أو يضطرون إلى دفع الرشوة للمغاربة أو ما يسمى بتأدية الواجب من أجل التوظيف وتقدر القيمة المدفوعة مابين 70 ألف درهم إلى 80 ألف درهم.
أمام هذه المعاملات الجائرة، نضطر - يضيف الشاب الصحراوي- إلى التعامل مع المستوطنين لشراء مستلزماتنا فالتجارة حكرا عليهم وباعتبار أنهم يمثلون الأكثرية نضطر للشراء من عندهم حتى لا نموت من الجوع، حتى الصيد حكرا على المستوطنين المغاربة فبالداخلة والجدور المحتلتين يتواجد أكثر من مليوني مستوطن بقرى الصيادين لاستنزاف الثروات السمكية، ويضاف على كل هذه الامتيازات الكثيرة التي تمنح للمستوطنين بمناسبة ومن دون مناسبة حتى أن الأراضي الصحراوية باتت قبلة للكثير من المغاربة لتحقيق أهداف ظلت إلى سنوات أحلاما صعبة المنال بأرضهم ومن ذلك الحصول على تأشيرة الحج ورخصة السياقة التي تمنح لهم دون صعوبات تذكر بالأراضي الصحراوية حتى أن مغربيات تضطررن إلى ارتداء اللباس الصحراوي وتقديم أنفسهن على أنهن صحراويات للمشاركة في قرعة الحج ولكن سرعان ما يكشف أمرهن لأنهن لا يتقنون اللغة الحسانية التي يتحدث بها الصحراويون.
رجال أمن مغاربة متورطون
في شبكات الهجرة السرية
بالموازاة مع ذلك تتبع قوات الاحتلال المغربية سياسة ممنهجة لبعث روح اليأس ودفع الشباب الصحراوي للهجرة من الوطن المحتل، فالشاب الصحراوي إذا ما حاول الهجرة بطريقة سرية لا يجد عوائق في طريقه يقول الشاب (أ.ه) حتى أن رجال امن مغاربة بالزي الرسمي يقومون بشد القوارب ليركبها الصحراويون الراغبون في الهجرة ويمنحون تسهيلات تساعد الصحراوي على الحرقة ولكن بشرط أن يكون القارب متكون من شباب أغلبيتهم من الصحراويين ولا يكون ضمن المهاجرين أفارقة.
وشخصيا جربت مرة الهجرة من الأراضي الصحراوية المحتلة، أذكر أن رحلتنا كانت على الساعة الرابعة صباحا وبعد أن دفعنا 4 آلاف أورو ركبنا في القارب صاحبه مغربي وفي عرض البحر أمسكتنا دورية اسبانية أخذونا إلى مخفر الشرطة ولحظتها تعرضت للمساءلة رفقة الذين كانوا معي كنا 17 صحراويا و3 مغاربة ومعنا طفل لا يتجاوز ال13 سنة قالوا لي انك مغربي فجاوبت بلا وطلبت منهم الاتصال بمكتب صحراوي لكنهم رفضوا طلبي وجاءوا بمترجم مغربي الكلام الذي كنت أقوله كان يقوم بقلبه فلما قلت لهم أنني لست مغربي قال انه يقول انه مغربي ويريد العودة إلى بلاده فاعتقلت 17 يوما في سجن رهيب باسبانيا ثم تم ترحيلنا إلى أرمينيا ومن بعد ذلك إلى المغرب ليتم محاكمتنا وعند محاكمتنا طلب منا رجال الأمن المغاربة إعادة الكرة وعدم الفشل.
بدوره، كشف لنا الشاب حسن لحيرش أبشع الانتهاكات الممارسة في حق الشعب الصحراوي الأعزل، لاسيما المعتقلين المتواجدين بغياهب السجون المغربية فقد اعتقل في مظاهرات 25 ماي 2005 بالعيون المحتلة بعد منتصف الليل ''كنا في مظاهرة تقريبا من السادسة مساء وفي الساعة 00,12 بدأت مداهمة المنازل والاعتقالات وتم اعتقالي على اثر تدخل القوات المغربية بجميع الأصناف بما فيها قوات المخزن والقوات المساعدة والأمن بالزي المدني بدأت مداهمة المنازل وتكسير كل ما يوجد فيها وتعريض النساء والأطفال والشيوخ للعديد من أصناف التعذيب ومن بعد تم توقيف ما يقارب 500 شاب من بين المعتقلين 50 شابا منهم نساء وأطفال كانوا معنا في التظاهرة، كما تم اعتقال النساء اللواتي تم مداهمة منازلهم بعد الاشتباه في إيواء الشباب المشاركين في المظاهرة.''
وقبل أخذنا لمقر الشرطة - يضيف لحيرش- تم تعريضنا للتعذيب في المكان الذي اعتقلنا فيه ''كل أنواع التعذيب ذقناه بما فيه الضرب بالعصي وأي شيء توفر في تلك اللحظة ضربونا به وبعد اقتيادنا إلى مقر الشرطة المتواجد بشارع 24 نوفمبر تم تعصيب أعيننا بمجرد دخولنا مديرية الأمن وقبل أن يعصبوا عينيا لاحظت شباب ونساء اعتقلوا قبلنا وشاهدت امرأة تفقد جنينها ''رأيتها جالسة في مستنقع من الدم''، بعدها تم تجريدنا من ملابسنا ووصلت درجة الانتهاكات إلى ممارسة الجنس على النساء، كما أنهم عرضوهن رفقتنا لأبشع أنواع التعذيب على غرار طريقة الدجاجة المشوية وهي ربط اليدين مع البعض والرجلين مع بعض ثم يدخلون عصى كبير في الوسط ويبقى يقلبون ويضربون بالعصي، ضف إلى ذلك أشربونا البول وهم يقولون هذا جزاء المضي مع البوليزاريو، بعد هذا التعذيب احضروا النساء عاريات عرضوهم لأبشع التعذيب ثم بعد ذلك أجبروهم على الجلوس على العصي وهن عاريات وهم يخاطبوننا انظروا ها هم الصحراويات الذين تتحدثون عنهم وتدافعون عنهم .
نتيجة ذلك التعذيب والصور البشعة دخلت في غيبوبة ولم أعد أعي أي شيء وأدخلت إلى مستشفى الحسن الثاني، حيث أجريت لي عملية على انفي وتم غلق الجرح الذي كان برأسي نتيجة الضرب بالهراوات، مكثت بالمستشفى مدة 21 يوما تحت حراسة مشددة فقد تم منع عائلتي من زيارتي ومنع إدخال الأكل التي تحضره لي، وبعد هذه المدة تم إحالتي على المحكمة وقد طرحت عليا العديد من الأسئلة منها ماهي علاقتك بالنشطاء الحقوقيين الصحراويين هل لك علاقة أو ارتباطات بكوادر جبهة البوليزاريو التنسيق من يدعمكم من يمنحكم الأموال وجهوا لي على إثرها العديد من التهم منها تكوين عصابة إجرامية حرق العلم استعمال الزجاجات الحارقة، وبعد أسبوع من المحاكمة تم إدخالي السجن ثم أعادوني للمحكمة بطلب من هيئة الدفاع الذي طالب بتأجيل المحاكمة لعدم الاطلاع كفاية على الملف، وبعد أسبوع آخر حولوني من جديد للمحكمة ليحكم عليا ب 20 سنة سجنا.
وفي الطريق الرابط بين المحكمة والسجن عرضوني لأنواع الضرب والشتم فقد كانوا يخاطبوني بالقول ''من انتم ليس لديكم أي أصل انتم جاهلين انفصاليين لا تعرفون شيء وتطالبون بالاستقلال.''
معركة ثانية في السجن ومضايقات
أدخلوني السجن رفقة المتهمين الآخرين وهناك بدأنا خوض معركة ثانية، شرعنا في إضراب عن الطعام لمدة فاقت 52 يوما من أجل تحقيق مكتسبات هي من حق السجين على غرار السماح لأهلنا بزيارتنا، دخول الجرائد، عدم عزلنا عن سجناء الحق العام، عدم مضايقة عائلاتنا أثناء الزيارة فقد كانوا يتعرضون للمضايقات من قبل رجال الأمن خارج السجن وداخله، تدهورت صحة العديد من الرفقاء نتيجة الإضراب عن الطعام وأثر الإضراب عن الطعام لحد الساعة لازلنا نعاني منها فقر الدم أمراض الكلى وغيرها لكن بعد دخولنا الإضراب عن الطعام حققنا العديد من المكتسبات حيث فرضنا على إدارة السجن الاستجابة لمطالبنا رغم أنها لم توفر لنا كلها إلا انه تم تحقيق جزء منها.
يوم 3 شهر جويلية 2005 تم استئناف الحكم ليتم تخفيض عقوبتي من 20 سنة إلى 6 سنوات وبعد ذلك أعادونا للسجن عشنا واقع وتجربة مختلفة حملات تفتيش ضرب عنف فقد كانوا يستفزوننا من اجل إفقادنا المكتسبات التي ربحناها بعد إضرابنا عن الطعام وبعد قضاء 11 شهرا بفضل ضغط المنظمات والشعب الذي أجج الانتفاضة السلمية تم إطلاق سراح البعض منا.
صور بشعة لن تمحى من الذاكرة
تصادفنا في السجن بوجود أطفال في سن 11 سنة بالرغم من أن القانون يشدد على ضرورة نقلهم إلى الإصلاحية وليس إلى السجن لمنع اختلاط الأطفال بالقتالين وتجار المخدرات ولكن في سجون المغرب كل شيء مباح، حتى أن المخدرات متفشية إلى درجة لا يمكن تصورها، مناظر بشعة لن تمحى من ذاكرتي فحالات مأساوية للسجناء الصحراويين وأمراض معدية أصابت الكثير منهم ناهيك عن اغتصاب جماعي للنساء وما بقي يحز في نفسي فصلي من الدراسة بعد اعتقالي فقد كنت طالبا في الأولى ثانوي ويوم عدت للمدرسة فوجئت مكتوب على سبورة المدرسة بموجب قرار وزاري تم فصل فلان ابن فلان وعندما أردت استخراج الوثائق قالوا لي اذهب إلى البوليزاريو سيمنحونك ما تطلب، وهو ما جعلني أطالب سلطات الاحتلال بجواز سفر وقد دخلت معهم في صراع لمدة شهرين وتحقيق معمق لأسباب طلبي جواز السفر وعندما قلت لهم أني أريد الهجرة إلى بلد أوربي منحوني إياه.
تحصلت بعدها على تأشيرة الدخول إلى موريتانيا ومن ثمة التحقت بأهلي هنا في مخيمات اللاجئين، لأفاجأ بإصدار مذكرة بحث في حقي عقب ظهوري مع الرئيس الصحراوي خلال زيارة شاعر المليون الموريتاني.
ورغم ذلك سأعود إلى أهلي ووطني العيون المحتلة رغم أني أعلم أنني سأعتقل، فالطامة الكبرى لن تكون في اعتقالي مادام أن مخزن الرباط لا يزال مستمرا في غيه وفي مسلسل القمع والاستبداد و جرح كرامة ساكني البيداء في ظل صمت المنتظم الدولي الذي يتفرج على جرائمه دون المساءلة أو تقديمهم إلى المحاكمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.