يتواصل بين الفينة والأخرى توافد النشطاء الحقوقيين الصحراويين القادمين من جنوب المغرب والأراضي الصحراوية المحتلة لزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين ''مخيمات العزّة والكرامة'' في تحدّ للآلة القمعية المغربية وتصدّ للترهيب والتخويف المعتمد من قبل النظام المخزني، وفي هذا السياق زار نهاية الأسبوع الوفد الرابع من النشطاء مخيّم ''الداخلة'' حاملا معه التأكيد على مواصلة الانتفاضة السلمية ورفض كلّ أنواع المساومات والإغراءات. تحت وقع التصفيقات والأهازيج والشعارات الحماسية ''رغم كلّ الجبروت، نحن شعب لا يموت''، ''يا شهيد ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح''، ''لا بديل لا بديل، عن تقرير المصير''، تواصل وفد الحقوقيين مع أهاليهم في ''الداخلة''، مغتنمين المنبر التضامني المنظّم على هامش الدورة السابعة لمهرجان الصحراء الغربية السينمائي الدولي لتجديد التنديد بالتجاهل المتعمد من طرف الأمم المتّحدة لما يتعرّض له الصحراويون في ظلّ الاحتلال المغربي. وأكّد رئيس الوفد الحقوقي محمد الهيبة ميارة على أنّه حان الوقت للأمم المتحدة ومن ورائها المجتمع الدولي لتفيق من سباتها وتنظر بعين الجدية لمأساة الشعب الصحراوي من تقتيل وقمع أمام بعثة مراقبيها بالعيون، السمارة، الداخلة وبوجدور، وأضاف قائلا ''المقاومة السلمية الصحراوية مرتبطة باحترام حقّ تقرير المصير وتحقيق أهداف جبهة البوليساريو في تقرير المصير''، وتوقّف عند سياسة التعتيم والحصار الإعلامي المضروب على المناطق المحتلة. وأكّد الناشط الحقوقي أنّ النظام المخزني يعيش حالة ارتباك واضطراب بفعل الانتفاضة السلمية المندلعة في هذه المناطق منذ سنة ,2005 وأنّ تواجد الاحتلال المغربي أصبح مسألة وقت فقط، منبّها إلى أنّ السلطات المغربية حاولت مؤخّرا افتعال صراع بين المستوطنين المغاربة والمواطنين الصحراويين، وأوضح أنّ هذا النوع من السياسات سيحول المنطقة إلى بؤرة صراع مفتوحة على مصراعيها. وأشادت انحبوها بوتنكيزة عضو ''جمعية أمهات المختفين ''15 بدور المرأة الصحراوية في المقاومة، والصبر رغم الظروف الطبيعية القاسية التي عاشتها وتعيشها بفعل الاحتلال المغربي داخل المناطق المحتلة وفي مخيمات اللاجئين الصحراويين، مندّدة بدور الأممالمتحدة المنحاز للمغرب، وطالبت الهيئة الدولية بإنصاف الشعب الصحراوي ومنحه الحق في تقرير المصير بشكل حرّ وعادل، مشدّدة على ضرورة الوحدة الوطنية والتمسّك بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل وحيد للشعب الصحراوي. النهب المتواصل للثروات الطبيعية الصحراوية تحدّث عنه الناشط الحقوقي الصحراوي محمد سالم اعمر، وأكّد ضرورة تحرّك كلّ المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان لوقف استنزاف خيرات الشعب الصحراوي، وقال إن ''الصحراء الغربية في الجهة المحتلة تواجه نهب وسلب ثرواتها الطبيعية من طرف المغرب تحت أعين هيئات دولية متواطئة''، وأضاف''لا الاعتقال ولا التعذيب يثنينا عن مواصلة النضال ودعم جمهوريتنا، ومهما حاول العدو طمس هويتنا وثقافتنا بالوثائق المغربية فإنّنا نضرب بها جلادينا كلّ يوم''، ليختم تدخّله بالتأكيد أنّ ما يريد المخزن ترويجه حول واقع ''مخيمات العزّة والكرامة'' هدفه تغليط الرأي العام العالمي وأكّد أن ''الصحراويين في الأراضي المحتلة هم المحاصرون''. من جانبه، أكّد الناشط الحقوقي محمد عالم أنّ القضية الصحراوية قضية مواقف عادلة وقيم واضحة وليست مبنية على شراء الذمم، وأضاف ''نحن من طينة لا تبتلع ولا تذاب، والصحراء الغربية أرض وشاشة تعرض عليها أحسن مسلسلات التحدي والصمود، والأراضي المحتلة مرآة عاكسة لفصول التعذيب الممارسة في حق الصحراويين''. وأكّد الوفد أنّه لمس بمخيّم ''العزة والكرامة'' الدعم الإنساني الجزائري، كما لاحظ أيضا مدى التطوّر الحاصل في المؤسّسات الصحراوية وقدرتها على التواصل مع المواطن الصحراوي، مضيفا أنّ الأهداف المرجوة من هذه الزيارة تحقّقت ومن بينها تفنيد الخطاب المضلل للمخزن ضد الشعب الصحراوي، مبديا استعداده لكلّ ردّات الفعل المغربية. وحمّل الوفد الحقوقي المشاركين في مهرجان السينما من سينمائيين وكتّاب ومثقفين ومراسلي الصحافة رسالة إلى المجتمع الدولي لفكّ الحصار المضروب حول المنطقة والتنديد بظاهرة الاختفاء وجرائم حرب الإبادة المرتكبة في حق الصحراويين'' فكانت بذلك رسالة من عمق الجرح. وكشف الوفد الحقوقي عن تعليق المعتقلين السياسيين الصحراويين الستة بسجن سلا المغربي إضرابهم المفتوح عن الطعام بعد 41 يوما من الإضراب، بعد أن تلقّوا تعهّدات من السلطات المغربية بتسوية ملفهم، وقد عرفت حالتهم تدهورا خطيرا نتيجة مضاعفات الإضراب المفتوح عن الطعام ومعاناتهم من عدّة أمراض مزمنة، وأضاف الوفد أنّ تعليق ''معركة الأمعاء الخاوية'' جاء بعد تولي جمعية ''الوسيط'' وهي هيئة دولية التفاوض مع النظام المغربي الذي قدّم ضمانات للجمعية تحقيق أحد مطلبي المضربين وهما إمّا إطلاق السراح الفوري أو تقديمهم لمحاكمة عادلة. مبعوثة ''المساء'' إلى مخيم ''الداخلة'': نوال جاوت