سلاح الإشارة عصب الحروب الحديثة أشرف اللواء المدير المركزي للإشارة وأنظمة المعلومات بوزارة الدفاع الوطني، عبد القادر لشخم، أمس الأول، على حفل تخرج الدفعة 15 في شتى الاختصاصات بالمدرسة العليا للإشارة «المرحوم المجاهد عبد الحفيظ بوصوف» بالقليعة، فضلا عن متربصين من دول شقيقة وصديقة، بعد سنة دراسية حافلة بالجد والانضباط، أبانت عن المجهودات الجبارة التي تبذلها المؤسسة العسكرية في سبيل ترقية التعليم في شتى المجالات لمواجهة التحديات الراهنة، باعتبار سلاح الإشارة العصب المسير للحرب الحديثة، بحضور سلطات عسكرية ومدنية ومدعوين من الأسرة الجامعية وعائلات الطلبة المتخرجين، بحيث أطلق على هذه الدفعات اسم الشهيد موسوني شريف. أبرز قائد المدرسة العليا للإشارة العميد فريد بجغيط، في كلمة ألقاها خلال حفل التخرج المجهودات الجبارة التي تبذلها المديرية المركزية للإشارة وأنظمة المعلومات، لمسايرة التحولات في شتى المفاهيم والتقنيات، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، واعتبارا لطموحات الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني والدور الكبير المنوط به تجاه الوطن والأمة، وكذا المكانة البارزة التي يحتلها سلاح الإشارة وأنظمة المعلومات بين مختلف أسلحة قوام المعركة. أكد العميد بجغيط، في هذا الصدد أن هذه المصلحة تعتبر العصب الحيوي للمعركة الحديثة دون منازع وأنه ادراكا منها للتحولات الهائلة والسريعة، التي تطرأ على ميدان التكنولوجيات الحديثة وقطاع الاتصالات العسكرية، تم تدعيم المدرسة بأساتذة عسكريين من خيرة إطارات سلاح الإشارة وأنظمة المعلومات ونخبة من الأساتذة الجامعيين المحنكين. موازاة مع ذلك، وفرت أحدث أنواع العتاد والأجهزة بتزويد المدرسة بمخابر جد متطورة لتعليم مواد الإشارة والحرب الالكترونية، تتيح نفس المزايا التقنية المتوفرة لدى الجيوش المتقدمة، ما جعل المدرسة في وضع مريح سهل عليها تنمية قدراتها لمواكبة تقنيات وأساليب التكوين الحديثة وساعدها على استغلال الوسائل المتطورة أحسن استغلال، وكذا الاستفادة منها ومن مهارات الأساتذة بأقصى قدر ممكن، لتكون بذلك أرضية حقيقية للعلم والمعرفة ولصناعة رجال من الطراز العالي، مكونين عسكريا وتقنيا ومتشبعين بالروح الوطنية للدفاع عن حرمة الوطن بكل جدارة واقتدار، أضاف قائد المدرسة. بالمقابل، كشف العميد عن أن جديد هذه السنة هو تخرج أول دفعة لدورة الإتقان «أنظمة الإعلام والقيادة» وأول دفعة من الطور الثاني ماستر في تخصص الإلكترونيك وأنظمة الاتصالات، مشيرا إلى أن المدرسة لم تدخر أي جهد ضروري لضمان مسار تكويني جيد وتزويد الطلبة بالمفاهيم الاحترافية المعمول بها في قطاع اختصاص الطلبة، ولقنتهم أحدث العلوم والتقنيات وفقا للمعايير الدولية، مع توفير الشروط الملائمة للتحصيل العلمي والعسكري، مطالبا الطلبة بالتحلي بالمهنية العالية والعمل على الرفع من أداءات الوحدات التي سيقصدونها، قائلا:» كونوا في مستوى ثقة القيادة فيكم، وكونوا خير سفير للمدرسة وأقوى سند للجيش والأمة». أضاف قائد المدرسة: «أود أن أنبه المتخرجين إلى شيئين هامين لابد منهما أولهما شرف الانتماء إلى أسرة الجيش الوطني الشعبي الذي يجب أن يكون مبعث افتخار للجميع، وثانيهما التحصيل العلمي»، حاثا الطلبة على تحسين مستواهم العلمي بالتكوين المتواصل والبحث المستمر، وحسبه فإن العدة والعدد وحدهما لا تعطي القدرة على منافسة الجيوش المتقدمة ولا لمواجهة الكم الهائل من التحديات، دون التزود بالعلم الرفيع والتحكم فيه لإيجاد الحلول المناسبة للمسائل الصعبة، وبالتالي التخلص من التبعية للغير إلى الأبد. لم يفوت العميد الفرصة للتنويه بالدعم المطلق الذي قدمته القيادة العليا على رأسها اللواء المدير المركزي للإشارة وأنظمة المعلومات بوزارة الدفاع الوطني، من خلال توفير الوسائل والإمكانات أو التعليمات والمتابعة والتوجيه من خلال زياراته الشخصية للمدرسة، مما جعلهم يعملون بكل ثقة وأريحية، على حد قوله. تشمل الدفعات الدفعة ال 28 لضباط القيادة والأركان «مواصلات عسكرية»، الدفعة العاشرة لضباط القيادة والأركان «حرب الكترونية»، الدفعة 73 لضباط الإتقان «مواصلات عسكرية»، الدفعة العشرين لضباط الإتقان «حرب الكترونية»، الدفعة الأولى لضباط الإتقان «اتصال»، الدفعة 22 لضباط التطبيق «مواصلات عسكرية»، الدفعة السادسة لدروس التخصص «تحويل»، الدفعة السادسة لدروس التخصص»راديو»، الدفعة السادسة لدروس التخصص»أنظمة الإعلام والقيادة»، الدفعة الخامسة من دروس التخصص «تراسل»، الدفعة الخامسة من دروس التخصص «اتصال»، الدفعة الرابعة من دروس التخصص حرب الكترونية شعبة «راديو»، الدفعة الأولى الطور الثاني ماستر «إلكترونيك وأنظمة الاتصالات»، الدفعة السابعة من الطلبة الضباط العاملين حملة شهادة الليسانس نظام «أل.أم.دي» في الإلكترونيك والإعلام الآلي. الشهيد موسوني شريف تحت الضوء @ من مواليد 7 جانفي 1940 بالقليعة ولاية تيبازة، ينحدر من عائلة فقيرة كانت تمتهن تجارة الخشب المستعمل في تزويد الحمامات والمقاهي، ونظرا لظروف العائلة القاسية بسبب الاحتلال ترك الشهيد مقاعد الدراسة مبكرا للعمل في مزارع المعمرين، وعند اندلاع الثورة التحريرية انخرط في جبهة التحرير الوطني. كلف بمراقبة تحركات القوات الفرنسية في منطقته وإبلاغ القيادة بذلك. @ عند اكتشاف أمره انضم لصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1958 بالمنطقة الثانية، من الناحية الثالثة القسم الأول من الولاية التاريخية الرابعة، وقد شارك في العديد من المعارك والاشتباكات ضد القوات الفرنسية إلى غاية استشهاده في أواخر شهر فيفري 1962 على إثر كمين نصبه جيش العدو. للعلم قام اللواء لشخم بزيارة لهياكل المدرسة، مستمعا لشروح قدمت له حول بحوث نهاية التكوين ومشاريع أخرى.