كشف رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام محمد جوادي، أن خرائط نزع الألغام المسلمة من طرف السلطات الفرنسية والمزروعة عبر 7 مواقع في شرق وغرب وصحراء الجزائر على طول 750 كم وعرض 3 كلم على الحدود لم يعد لها أي معنى ولم تعد مجدية بعد 55 سنة خلت بسبب التغيرات الطبيعية. أوضح جوادي لدى إلقائه محاضرة حول التحسيس بمخاطر الألغام بالمركب الثقافي عائشة حداد برج بوعريريج، والمنظمة من قبل المكتب الولائي لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري أن تسليم السلطات الفرنسية لخرائط نزع الألغام بعد مرور مدة زمنية طويلة على زرعها لم يكن لها أية فائدة، بحكم التغييرات التي طرأت على أماكن زرعها من حيث تغير التضاريس والأماكن، نتيجة انجراف التربة وتوسعها بصورة عشوائية، مما أدى إلى تحرك الألغام من مكان إلى أخر، مشيرا في ذات السياق إلى حادثة النعامة حيث تم إحصاء عدد من المواقع تغير فيها مكان زرع القنابل إلى أكثر من 20 كلم مقارنة بمواقعها الأصلية التي تم تسليمها منذ الاستقلال وهو ما يشكل بحسب ذات المتحدث بالحرب التي مازالت مندلعة حتى الآن وتتربص بحياة كل جزائري. و تساءل عن السبب الذي دفع المستعمر إلى زرع أكثر من 11 مليون لغم تم اكتشافها إلى غاية الآن وعدد سكان لم يتجاوز 7 ملايين نسمة في ذلك الوقت وهو ما يبرز بشاعة وحقيقة الاستعمار الذي لطالما تغنى بالحرية والديمقراطية. كما كشف ذات المتحدث عن الخطر المتعلق بالمواقع التي لم يتم الإعلان عنها من طرف السلطات الفرنسية والمتعلقة بالمواقع الداخلية ومنها ولاية برج بوعريريج التي تجاوز بها عدد المعطوبين وضحايا الألغام 146 ضحية ومشوه تختلف درجات إصاباتهم بين تشوه خلقي وبتر للأطراف السفلية والعلوية إلى جانب صدمات نفسية، داعيا سكان الأرياف إلي اخذ الحيطة والحذر من هذه الألغام المزروعة بشكل عشوائي. كما أعلن رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام، عن تقديم مشروع لبناء مستشفى خاص على المستوى الوطني مخصص لمعالجة هذه الفئة، قال سيعرضه على نواب المجلس الشعبي الوطني. يذكر أن الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام التي تتمثل مهمتها الأساسية في التحسيس من مخاطر الألغام والتي تم إنشاؤها بموجب قانون الجمعيات في 1990 وكانت ذات صفة ولائية ثم أصبحت وطنية بعد اعتمادها في سنة 2002، وهي جمعية تعني بالتعريف بمخاطر الألغام والدفاع عن حقوق ضحايا الألغام أشرفت على العديد من البرامج وتناضل من اجل نزع الاعتراف بحقوق هذه الشريحة من الضحايا.