أكد رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام محمد جوادي أمس الأربعاء أن خرائط نزع الألغام المسلمة من طرف السلطات الفرنسية ليست لها مصداقية ولم تعد مجدية بعد 50 سنة خلت بسبب التغيرات التي طرأت على المناطق المزروعة بالألغام. وأوضح محمد جوادي لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، أن تسليم السلطات الفرنسية لخرائط نزع الألغام بعد مرور مدة زمنية طويلة على زرعها لم يكن لها أية فائدة بحكم التغييرات التي مست التضاريس بالمنطقة نتيجة انجراف التربة و توسعها بصورة عشوائية مما أدى إلى تنقل الألغام من مكان إلى مكان. وشدد رئيس الجمعية الوطنية على أن الألغام المزروعة داخل الوطن في مناطق بعيدة عن الحدود، والتي لم تكشف عنها السلطات الفرنسية، هي الأكثر خطورة مبرزا أن عددا من الولايات الداخلية سجلت فيها خسائر بشرية نتيجة انفجار هذه الألغام المزروعة منذ الفترة الاستعمارية. وفي هذا الجانب كشف جوادي عن تسجيل 142 ضحية على مستوى ولاية برج بوعريريج منذ الاستقلال، في حين سجلت ولاية الأغواط أزيد من 300 ضحية، داعيا سكان هذه الولايات إلى أخذ الحيطة والحذر خاصة القاطنين منهم بالمناطق الريفية. وفيما يخص تكفل الدولة بفئة ضحايا الألغام، أكد ذات المتحدث على استفادة هذه الفئة من منح من طرف وزارة المجاهدين أو وزارة التضامن الوطني والأسرة، إلى جانب التكفل الصحي، وكذا الدعم النفسي المتمثل في تجنيد أطباء نفسانيين لمتابعة الضحايا. وقال جوادي في هذا الإطار "وعلى اعتبار أن فرنسا هي المتسببة في معاناة حوالي 7 آلاف ضحية ألغام وفقا للأرقام المعلن عنها من قبل وزارتي المجاهدين والتضامن الوطني، فلا بد عليها من بناء مستشفى على المستوى الوطني مخصص لمعالجة هذه الفئة، رغم أن السلطات العمومية تتكفل بها بصفة كلية." كما تطرق ضيف الأولى إلى دور الجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام، التي تتمثل مهمتها الأساسية في التحسيس بمخاطر الألغام، التعريف بمخاطرها من خلال القيام بحملات توعية على المستوى الوطني . هذا وتحصي الجزائر خلال اليوم العالمي لمكافحة الألغام المصادف للرابع من أفريل من كل سنة، أزيد من 7 آلاف ضحية جراء الألغام المتواجدة بالحدود الشرقية والغربية وعبر خطي شال وموريس، حيث تقوم بعض الجمعيات على التجند للقضاء كليا على الألغام المتبقية على المستوى الوطني والمقدرة ب 3 ملايين لغم. وأوضح رئيس جمعية ضحايا الألغام بالطارف يوسف رفعي أن عدد الألغام الموجودة في الجزائر تقدر ب 11 مليون لغم تم تدمير 8 ملايين لغم . كما تقوم الجزائر بفضل جيشها الشعبي الوطني لعملية إتلاف واسعة للألغام المخلفة من قبل الجيش الفرنسي من خلال اتفاقية تعاون في مجال مكافحة الألغام وفي إطار اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأشخاص. وفي هذا الصدد أوضح المكلف بتطهير المنطقة الشرقية من الألغام بالجيش الوطني الشعبي العقيد حسين هامل أن غداة استقلال الجزائر تم تنفيذ حملات من أجل نزع الألغام على طول الحدود الشرقية والغربية من قوات الجيش الوطني الشعبي منذ سنة 1963 في تدمير ما يقارب 8 ملايين لغم من بين 11 مليون لغم زرعه الجيش الفرنسي في الفترة الاستعمارية وبذلك يبقى حوالي 3 ملايين لغم لا يزال موجودا على المناطق الحدودية على مستوى الوطن. من جهتها تطالب شريحة ضحايا الألغام بتطبيق قوانين خاصة وبزيادة المنحة المقدرة ب12 ألف دينار. هذا وينتظر خلال سنة 2017 القضاء الكلي على الألغام المضادة للأفراد ما يوضح التزام الجزائر الثابت من أجل عالم خال تماما من الألغام.