خبرة المدرب غربي في المستوى العالي تشجّع اللاعبين استعادت قاعة حرشة بريقها وجوها الذي تمّ فيه “صنع” أمجاد كرة اليد الصغيرة الجزائرية، وهذا بمناسبة احتضان الجزائر للبطولة العالمية لكرة اليد لأقل من 21 سنة، والتي تتواصل بنجاح كبير بفضل التوافد الكبير للجمهور الذي يتابع باهتمام ويشجع المنتخب الوطني في خرجاته التي تعدّ جدّ مشجّعة بالنسبة لمستقبل هذه اللعبة في بلادنا. فتنظيم بطولة عالمية يعدّ منعرجا لتحفيز التقنيين والمسيرين على ترقية مستوى هذه اللعبة، لا سيما وأنه ظهر جليا شعبية كرة اليد لدى الجزائريين الذين يضعون هذه الرياضة في المركز الثاني بعد كرة القدم بالنظر الى المتابعة الهائلة للمقابلات. فبعد الصور الجميلة التي شاهدناها في حفل الافتتاح بحضور قوي للجمهور، فإن هذا الأخير لعب دورا كبيرا في تشجيع اللاعبين على بذل مجهود مضاعف في مباراة الأرجنتين والتي تمكّن خلالها أشبال المدرب غربي من كسب نقطة التعادل في الثواني الأخيرة من المقابلة التي كانت من مستوى كبير يؤكد الامكانيات الممتازة التي تزخر بها الكرة الصغيرة الجزائرية. وحتى مدرب المنتخب الايسلندي أرندال كان قد أكد على الدور الكبير الذي يلعبه الجمهور الجزائري في مقابلات “الخضر” الذي يزيد من قوة الفريق الجزائري من الناحية المعنوية.. لذلك، فإن عدم تعود لاعبينا على اللعب أمام جمهور كثيف وتخوف الطاقم الفني من هذه النقطة قبل انطلاق البطولة العالمية قد تمّ تجاوزه وتأقلم زملاء عبيد مع ظروف المونديال بسرعة، مما يعطيهم أشياء ايجابية قد تجعلهم يتأهلون إلى الدور القادم، ليس في المركز الرابع وإنما محاولة احتلال المركز الثالث لتجنب الوقوع مع أحد المنتخبات المرشحة لنيل اللقب في الدور الثاني. ونجاح المنتخب الوطني في بداية المونديال جاء لعدة عوامل تقنية التي ترافق العامل المعنوي، وفي مقدمتها الخبرة الكبيرة التي يتمتّع بها المدرب الوطني رابح غربي الذي لعب لعدة سنوات مع “الخضر” في مستوى عال أين شارك عدة مرات في بطولة العالم .. ولعب ضد ايسلندا في مونديال اليابان مع المدرب الحالي لايسلندا أرندال الذي أكد أنه يتذكر قوة الفريق الجزائري بوجود غربي، حيث انتهت المباراة أنذاك بالتعادل .. وكان ذلك بعد بطولة العالم لسنة 1995 التي جرت بايسلندا والتي أبدع فيها المنتخب الجزائري. كما أن غربي لعب على مستوى الأندية بنجاح كبير، حيث كان ضمن فريق مونبيلييه الفرنسي الذي نال معه كأس أوروبا للأندية. وقدّم هذا المدرب تجربته للاعبين من الناحية الفنية، أين شاهدنا أن لاعبينا في تحسن مستمر مع مرور الجولات .. بالإضافة الى تشجيع اللاعبين على بذل قصارى جهدهم للوصول الى مستوى كبير، بالرغم من أننا نلاحظ من حين لآخر بعض الهفوات التقنية بسبب فقدان التركيز في أوقات الضغط الكبير .. وحسب بعض الاختصاصيين، فإن هذه الأمور تحدث كون هذه المنافسة عالمية ذات مستوى عال واللاعبين مازالوا في مرحلة تكوين على هذا المستوى، لأنها بطولة تحت 21 سنة. غضبان ... على خطى الحراس المميّزين للكرة الصغيرة الجزائرية من ضمن الأوراق الرابحة للمنتخب الجزائري، فإن الحارس خليفة غضبان يأتي في المقدمة بفضل آدائه الكبير الذي جعله يحتكر الواجهة في خرجات المنتخب الوطني، حيث ساهم كثيرا في النتائج الايجابية للفريق الوطني بتدخلاته الحاسمة. فالإمكانيات الكبيرة لهذا الحارس تجعله في رواق مميّز لمستقبل زاهر، كونه يتمتع بتركيز كبير في مرماه ويساعد زملاءه في مواصلة المجهود لتحقيق الهدف .. والكل في قاعة حرشة يقارنوه بالحارس السابق للمنتخب الوطني للأكابر سلاحجي والذي كان هو الآخر في عام 2014، بمناسبة تنظيم الجزائر للبطولة الافريقية نجم الدورة وساهم كثيرا في تتويج المنتخب الوطني باللقب القاري. يمكن القول إن المنتخب الجزائري كان دائما يعوّل على حارس ممتاز، أين يكون لهم أدوار كبيرة في نتائج كرة اليد الجزائرية التي احتكرت لسنوات طويلة اللقب القاري لدى الأكابر على الهاشمي، أوشية، بوسبت، باكير، الموهب، معاشو، داود .. والحارس الحالي للمنتخب الوطني لأقل من 21 سنة مرشح بقوة للسير على خطى هؤلاء الحراس الذين شارك أغلبهم في بطولات عالمية للأكابر. المنتخب الوطني في مواجهة صعبة أمام كرواتيا وتنتظر المنتخب الجزائري مساء اليوم مباراة قوية أمام الفريق الكرواتي الذي يعدّ الفريق الأقوى في هذه المجموعة ومرشح للعب الأدوار الأولى في البطولة، حيث سيحاول المدرب غربي اللعب بحذر وإعطاء الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين في هذه المباراة التي تسبق المقابلة الأخيرة في الدور الأول والمقررة يوم الاثنين 24 جويلية أمام المنتخب السعودي. في المجموعات الأخرى، فإن المستوى العالي من حيث الأداء والندية تحتكره منتخبات المجموعة الثانية التي تتنافس بالقاعة البيضوية حيث إن فرق السويد، الدنمارك، فرنسا، سلوفينيا، مصر وقطر يشكلون المجموعة الأقوى في هذه الدورة. قمة اليوم في هذه المجموعة منتظرة بين العملاقين السويدي والدنماركي في مواجهة تعدّ بالكثير وقد تجلب جمهورا غفيرا من عشاق الكرة الصغيرة بالقاعة البيضوية. برنامج اليوم القاعة البيضوية الدنمارك – السويد (16:00) قطر – فرنسا (18:00) سلوفينيا – مصر (20:00) قاعة حرشة إيسلندا – المغرب (16:00) الأرجنتين – العربية السعودية (18:00) الجزائر – كرواتيا (20:00)