توجهت اللجان المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار في صعدة ومحاورها إلى مواقع القتال السابقة وباشرت تطبيقه على الأرض، كما أكد الجيش اليمني أن الهدوء ساد جبهات القتال. يأتي ذلك بعد أن أمر زعيم الحوثيين أتباعه بالالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس علي عبد الله صالح، ودخل حيز التنفيذ الليلة ما قبل الماضية. وقالت الإنباء إن اللجان المشرفة على تنفيذ وقف النار في صعدة ومحاورها قد توجهت بالفعل الجمعة إلى مواقع القتال السابقة. وتحدث عن أربع لجان يشارك فيها الحوثيون ستنتشر على محاور سفيان والملاحيظ وصعدة والشريط الحدودي بعد التزامهم بالسماح بنشر الجيش وإزالة الألغام، وأكد المراسلون التزام الطرفين بوقف النار. وقال إن مهمة اللجان ستكون التأكد من تنفيذ الآليات والشروط التي اتفق عليها الطرفان، وفيما إذا أوفى الحوثيون بوعودهم بشأن إنهاء التمترس وفتح الطرقات والسماح للجيش بالانتشار على الحدود مع السعودية. وقال مصدر يمني رسمي إن هذه اللجان ستكون مرنة بشأن الإطار الزمني لتطبيق شروط الهدنة. أما الحوثيون فأكدوا أنهم سيباشرون إزالة نقاط التفتيش وفتح الطرقات بمجرد أن تستقر الهدنة. وذكر بيان للحوثيين أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أصدر توجيهاته إلى جميع الجبهات ومحاور القتال، لإيقاف إطلاق النار، تزامناً مع التوقيت المعلن من قبل الحكومة. وتعهد الحوثي بأنه سيتم فتح الطرقات، ورفع نقاط التفتيش منها، وإنهاء التمترس من جميع محاور القتال. ودخل وقف النار بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين حيز التنفيذ بدءا من منتصف الليلة ما قبل الماضية، وجاء ذلك بعد إعلان الحوثيين قبولهم الشروط الستة التي أعلنتها الحكومة، كما كلف الرئيس صالح لجنة من مجلسي النواب والشورى بالتوجه إلى صعدة للإشراف على تنفيذ تلك الشروط. وجاءت هذه التطورات عقب إعلان مصدر بالجهة التي تتولى الوساطة بين الجانبين أن رد الحكومة اليمنية على تصور الحوثيين لتنفيذ الشروط الستة يشمل الموافقة على مشاركتهم باللجان الميدانية، وإطلاق معتقلي الجماعة، وعدم انتقاص أي حق من حقوقهم كمواطنين. وقال مصدر يمني رسمي إن الحكومة وافقت على تشكيل لجان مشتركة مع الحوثيين، على أن تقوم الجماعة المتمردة بتسليم السلاح الذي استولت عليه من القوات اليمنية والسعودية، وفق ما نقلت رويترز. وكان الحوثيون والجيش اليمني خاضوا ست جولات من الحروب منذ منتصف جوان 2004، أدت لمقتل وإصابة الآلاف من الجانبين. وتقول الأممالمتحدة أن هذه الحرب شردت نحو 250 ألف يمني من مناطقهم. واستمر التمرد الحوثي متقطعا منذ عام 2004، وازدادت حدة القتال في أوت الماضي عندما شن الجيش هجوما كبيرا تحت اسم عملية الأرض المحروقة. ودخلت السعودية طرفا في الحرب في نوفمبر الماضي بعد أن احتل الحوثيون أراضي سعودية، بدعوى أن المملكة تسمح للقوات اليمنية باستخدام أراضيها لشن هجمات عليهم، وأعلنت الرياض انتصارها على الحوثيين الشهر الماضي بعدما عرضوا هدنة من جانب واحد.