ضرب زلزال عنيف قوته 8,8 درجات على مقياس ريختر سواحل تشيلي المطلة على المحيط الهادي، وأعقبه تحذير من وقوع موجات مد زلزالي تسونامي في تلك البلاد وفي الإكوادور وبيرو المجاورتين. وقع الزلزال على بعد 90 كيلومترا شمال شرقي منطقة كونسيبسيون 317 كيلومترا جنوب غرب العاصمة سانتياغو على عمق 55 كيلومترا في الساعة 34,3 صباحا بالتوقيت المحلي. وقال شاهد إن المباني اهتزت، كما انقطعت الكهرباء في أجزاء من العاصمة سانتياغو، مؤكدا وقوع هزة قوية للغاية استمرت ما بين 10 و 30 ثانية. وقال مركز المسح الزلزالي الأمريكي إن زلزالا بهذه القوة يمكنه إطلاق موجات تسونامي مدمرة قد تضرب خلال دقائق السواحل القريبة من مركزه، كما يمكنها الوصول إلى الشواطئ الأبعد خلال ساعات. وهذا ما تأكد لاحقا من موقع المسح الزلزالي للمحيط الهادي على الأنترنت، حيث أشار إلى أن مراقبته لمستوى مياه البحر يشير إلى ظهور تسونامي. وأوضح المركز -ومقره بالإكوادور- أن تلك الموجات قد تكون مدمرة على طول الشواطئ القريبة من مركز الزلزال، ويمكن أن تهدد أيضا الأماكن البعيدة دون أن يضيف تفاصيل أخرى. يشار إلى أن تشيلي تقع على طول حزام رئيسي من الزلازل، لذلك فهي معرضة للزلازل ولأمواج البحر العاتية بشكل متكرر. وكانت تشيلي قد تعرضت عام 1960 لأضخم زلزال بتاريخ البشرية ومقداره 5,9 درجات، مما أدى إلى مقتل 1655 شخصا في مدينة فالديفيا الساحلية وأرسل موجات تسونامي عبر المحيط الهادي وصلت إلى سواحل هاواي واليابان والفليبين. وحذرت وكالة المسح الزلزالي الياباني أمس من إمكانية أن ينتج عن زلزال تشيلي الجديد موجات مد زلزالي في مناطق واسعة من المحيط الهادي. وقالت الرئيسة التشيلية ميشيل باشيليه إن عدة أشخاص قتلوا نتيجة الزلزال، وأن عدد الضحايا مرشح للارتفاع. وناشدت الرئيسة باشيليه شعبها التزام الهدوء والاتصال بالسلطات المحلية إذا كانوا بحاجة الى مساعدة. وقالت: لقد تعرضت البلاد الى زلزال هائل، ونحن منهمكون الآن بمحاولة الوقوف على آثار هذا الزلزال وأوضاع الطرق والمستشفيات والأضرار التي أصابت المباني وبالطبع عدد القتلى والجرحى. وأعلنت محطات التلفزة المحلية بأن الزلزال تسبب في حدوث أضرار لبعض المباني في قلب العاصمة سانتياغو التاريخي، كما أدى الى انقطاع خطوط الهاتف مما يعقّد مهمة تقدير الخسائر. ونقلت إحدى محطات التلفزيون المحلية عن صحفي في بلدة تيموتشو الواقعة الى الجنوب من العاصمة بمسافة 600 كيلومتر قوله إن العديد من سكان المدينة خرجوا من مساكنهم ويخشون العودة اليها.