سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية في الجزائر ارتفاعا قياسيا لم تسجله من قبل وهذا بسبب العديد من الأسباب التي تؤكد وجود بورصة وطنية موازية مرتبطة بمختلف الأسواق العالمية وتتأثر بما تتأثر به بورصات ''كاك 40 وداوجونز''، وكل هذا في ظل عجز مختلف الهيئات عن وضع حد لمثل هذه النشاطات التي تضر كثيرا بالاقتصاد الوطني وتفتح المجال للمضاربة والتزوير ونشر الجريمة المنظمة. وصل سعر صرف 100 أورو الى 12600 دينار وهو سعر قياسي لم يسجل منذ دخول العملة الأوروبية الجديدة حيز التطبيق في بداية الألفية، وقد اختلفت تبريرات الناشطين في سوق ''السكوار'' حول هذا الارتفاع المفاجئ والذي برره البعض بندرة العملة الصعبة في الأسواق، حيث سجلت البورصة انخفاضا حادا في العرض منذ حوالي سنتين وأشار أحد التجار بأن بورصة ''السكوار'' تعرف إقبالا حادا من الأجانب الذين ينشطون بالجزائر خاصة من الصينيين والمصريين والسوريين، حيث تعتبر هذه الفئة من أهم الزبائن التي تسيطر على عملية الشراء، بينما تأتي فئة التجار في الطبقة الثانية، حيث تم ارتفاع الطلبيات من التجار الجزائريين الذين يقصدون الصين وتركيا وإسبانيا وفرنسا للاستيراد، حيث عرفت الحركة نشاطا كثيفا، لأن الأزمة الاقتصادية المالية العالمية، جعلت مختلف السلع تنهار بتلك الدول المذكورة وبالتالي زادت حركية الجزائريين في المجال التجاري وضاعفوا من قدرات استيرادهم وهو ما جعل المطالب على العملة الصعبة ترتفع بقوة. ومن الأسباب التي جعلت صرف العملات تشتعل هو إعادة انتعاش رحلات العمرة، حيث تعرف الوكالات السياحية نشاطا كبيرا لنقل المعتمرين الذين لا يجدون سوى الأسواق الموازية للعملة الصعبة بالعاصمة لشراء العملة الصعبة. وعاد الدولار ليرتفع إلى مستواه القياسي، حيث بيع أمس بالدولار الواحد ب 92 دينارا، وهو من المستويات القياسية التي بلغها منذ مدة كبيرة، حيث عرفت مستويات صرفه في الأيام الماضية إلى 84 دينارا وتعود زيادة أسعار صرفه إلى الارتفاع بفعل ملاءمة سعره بالمقارنة مع الأورو الذي يعتبر غاليا. ويصنع الجنيه الإسترليني الحدث ببلوغه سقف 140 دينار أي 100 جنيه ب 14 ألف دينار وهو مستوى لم يتم بلغوه منذ أكثر من سنتين وكشف لنا أحد التجار عن ازدياد الطلب بقوة من قبل الجزائريين خاصة وهذا بالنظر لكثرة سفارياتهم للمملكة المتحدة في السنوات الأخيرة، فقد بلغنا بأن عدد التأشيرات تضاعف وبالتالي فالطلب على الجنيه الإسترليني ارتفع بحدة وسيرتفع أكثر مع تحسن الأحوال الجوية فهذه الفترة يتزايد فيها عدد العائلات الجزائرية لتي تنتقل إلى بريطانيا. وتحدث أحد العارفين بأسواق العملة الصعبة في سوق ''كلوزال'' عن وضعية السوق التي تعرف صعوبة كبيرة في التمويل خاصة بعد أن شددت شرطة الحدود الخناق على كبار المهربين والضربات الأخيرة التي تلقاها العديد من البارونات تكون قد أثرت سلبا على وفرة العرض. وعن العملات الأجنبية الصعبة المزورة فقد قامت مصالح الأمن المشتركة بإحباط العديد من محاولات الترويج لعملات أجنبية بالجزائر فاقت قيمتها المليون دولار. ويبقى مشكل انتشار السوق السوداء لصرف العملات الأجنبية في الجزائر يطرح أكثر من تساؤل خاصة وأنه يمارس مهامه تحت أعين الجميع خاصة في العاصمة، أين ينتشر هؤلاء بين مجلس قضاء عبان رمضان ومجلس الأمة، أي بين الهيئتين التشريعية والقضائية، فهل هي الصدفة أم التحدي الذي جمع بين كل هؤلاء. ويبقى النظام البنكي في الجزائر من أكثر الأسباب انتشارا لهذه الآفة التي ستتناما أخطارها كثيرا، إذ لم نعالج الأمر بجدية ولم نجد البدائل اللازمة لها ويفيد بعض الخبراء على غرار مسدور فارس بأن قيمة العملة الأجنبية المتداولة في السوق الموازي تفوق مليار دولار وأكثر.