ارتفاع قياسي لأسعار العملات ببور سعيد سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية في الجزائر ارتفاعا قياسيا لم تسجله من قبل، حيث وصل سعر صرف 100 أورو الى 12600 دينار، وهو سعر قياسي لم يسجل منذ دخول العملة الأوروبية الجديدة حيز التطبيق في بداية الألفية. وقد اختلفت تبريرات الناشطين في سوق ''السكوار'' حول هذا الارتفاع المفاجئ، والذي برره البعض بندرة العملة الصعبة في الأسواق، حيث سجلت البورصة انخفاضا حادا في العرض منذ حوالي سنتين، وأشار أحد التجار بأن بورصة ''السكوار'' تعرف إقبالا حادا من الأجانب الذين ينشطون بالجزائر خاصة من الصينيين والمصريين والسوريين، حيث تعتبر هذه الفئة من أهم الزبائن التي تسيطر على عملية الشراء، بينما تأتي فئة التجار في الطبقة الثانية، حيث تم ارتفاع الطلبيات من التجار الجزائريين الذين يقصدون الصين وتركيا وإسبانيا وفرنسا للاستيراد، حيث عرفت الحركة نشاطا كثيفا، لأن الأزمة الاقتصادية المالية العالمية، جعلت مختلف السلع تنهار بتلك الدول المذكورة وبالتالي زادت حركية الجزائريين في المجال التجاري وضاعفوا من قدرات استيرادهم، وهو ما جعل الطلب على العملة الصعبة يرتفع بقوة. ومن الأسباب التي جعلت صرف العملات تشتعل هو إعادة انتعاش رحلات العمرة، حيث تعرف الوكالات السياحية نشاطا كبيرا لنقل المعتمرين الذين لا يجدون سوى الأسواق الموازية للعملة الصعبة بالعاصمة لشراء العملة الصعبة. وتحدث أحد العارفين بأسواق العملة الصعبة في سوق ''كلوزال'' عن وضعية السوق التي تعرف صعوبة كبيرة في التمويل، خاصة بعد أن شددت شرطة الحدود الخناق على كبار المهربين. ويبقى مشكل انتشار السوق السوداء لصرف العملات الأجنبية في الجزائر يطرح أكثر من تساؤل خاصة وأنه يمارس مهامه تحت أعين الجميع خاصة في العاصمة، أين ينتشر هؤلاء بين مجلس قضاء عبان رمضان ومجلس الأمة. ويبقى النظام البنكي في الجزائر من أكثر الأسباب انتشارا لهذه الآفة التي ستتنامى أخطارها كثيرا، إذ لم نعالج الأمر بجدية ولم نجد البدائل اللازمة لها، خاصة وأن قيمة العملة الأجنبية المتداولة في السوق الموازي تفوق المليار دولار وأكثر.