تقاطعت مجموعة من المسلمين العرب القاطنين ببريطانيا الذين أوفدتهم وزارة الخارجية البريطانية الى الجزائر في اطار برنامج يشتمل زيارات لمختلف الدول العربية المسلمة في التأكيد بأن بريطانيا تعاملت مع ظاهرة الإرهاب بطريقة مختلفة تماما عن الدول الأخرى خاصة اذا ما قورنت بالولاياتالمتحدةالأمريكية غداة أحداث ال 11 سبتمبر ,2001 رغم أنها عاشت احداثا مماثلة بعد 4 سنوات وتحديدا في ,2005 ولعل ما يؤكد هذا الطرح عدم اتخاذها قرار ادراج الجزائر في القائمة السوداء إيمانا منها بالتجربة الجزائرية وخبرتها في مكافحة الإرهاب. كشف أمس ضيوف ندوة »الشعب« التي تمحورت حول »الإسلام في بريطانيا« عن نظرة هذه الدولة الى الدول المسلمة وكذا جاليتها التي تقطن بترابها، والتي لم تتغير بعد أحداث 2005 على عكس أمريكا، وعوض تشديد الاجراءات وقمع الجالية المسلمة وإدراجها بمختلف الإجراءات لا سيما منها المتعلقة بالتفتيش فضلت الإدارة التقرب من المسلمين ما ساعدها على الفهم والاقتناع بعدم وجود أي علاقة بين الارهاب والإسلام وأن اقتران ديننا الحنيف بهذه الظاهرة لا يعدو أن يكون محاولة لتشويهه. وقد أشار المتدخلون الذين ينتمون لعدة دول عربية تم اختيارهم بطريقة عشوائية في اطار برنامج خاص تعتمده المملكة تجسيدا لسياستها واستراتيجيتها في التعامل مع المستجدات والتطورات، الى أن نقطة التحول في حياة الجالية كانت أحداث سبتمبر 2001 وترتب عنها تغيير جذري في التعامل معها بات تطبعه العنصرية والتمييز. ولطالما كانت بريطانيا متميزة في تعاملها مع القضايا مفضلة عدم الخلط ولعل ما يؤكد هذا الطرح أنها ورغم اعدادها قائمة بالدول التي تشكل عليها خطورة الا أنها لم تتخذ إجراءات تفتيش مميزة ومجحفة في حق رعايا هذه الدول مفضلة التركيز فقط على المشتبه فيهم دونما إحراج الجميع، في وقت سارعت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا إلى ادراج 14 دولة في قائمة سوداء بداعي أنها تشكل خطورة عليها فإن انجلترا وبعيدا عن الضوضاء تعد قائمة حسبما أكد مسؤولوها قابلة للتجديد وإعادة النظر بحكم المستجدات لضمان أمنها كونها لم تسلم هي الأخرى من اعتداءات إرهابية طالتها في .2005 وقد أكدت الجزائرية منى حميطوش منتخبة في حزب العمال تعيش على تراب المملكة منذ سنة 2001 بأن تعامل بريطانيا مع الارهاب لم يكن راديكاليا حيث حاولت التوغل وفهم قضايا المسلمين، التي تأسست في أعقاب أحداث 2005 التي اهتزت على وقعها بريطانيا وعرفت لأول مرة همجية هذه الجالية لأن بريطانيا برأيه تخاف من دخول الفكر الخاطئ الى عقول الشباب أثناء تعلمهم لدينهم لأنها على يقين بأن الدين الإسلامي الحنيف لا يشكل مصدر خوف ولا تهديد وعلى العكس لا علاقة له بالإرهاب. وتندرج هذه الخطوة المتمثلة في إيفاد ممثلين عن الجالية العربية المسلمة إلى بلدان ذات نفس الانتماء في اطار سياسة بريطانيا التي لا تعزل نفسها وتفضل في المقابل أن تكون قريبة من الجالية لفهم كل التفاصيل وتحديد الأسباب الحقيقية لاستهدافها والمتورطين الحقيقيين دونما وضع كل الجالية في كيس واحد. جدير بالذكر أن بريطانيا أشادت في عدة مناسبات على لسان مختلف المسؤولين بالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب بحكم تجربتها وأهمية التعامل في هذا المجال معها مما يجعلها في صدارة الدول التي لها رصيد في مكافحة هذه الظاهرة التي تأكد بعد 2001 بأنه لا دين لها ولا حدود.