اتفق ممثلو وفد الجالية المسلمة ببريطانيا خلال نزولهم أمس بمركز "الشعب" للدراسات الاستراتيجية على أن حالة الجاليات المسلمة عرفت تحولات كبرى عبر العالم، لاسيما مع أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدةالأمريكية، وأحداث 7 جويلية 2005 التي هزت المجتمع البريطاني، وهو ما دفع حكومة البلد إلى التعامل مع الأقليات بوجه مغاير عن السابق، من خلال تكثيف النشاط الجمعوي والتوعوي في مواجهة ما يعرف ب"الاسلاموفوبيا". وأوضح الأستاذ محمد علي موساوي المتحصل على شهادات في الدراسات الإسلامية بلندن في الندوة التي شارك فيها حول "الإسلام في بريطانيا" أن الحكومة البريطانية فضلت التعامل مع مختلف المذاهب والمشارب الإسلامية المتواجدة بإقليمها بجدية بعدما كانت تتجاهلها قبل هذين الحدثين، وذلك من خلال البرامج العلمية والأكاديمية المسطرة للترويج للفكر الإسلامي السمح المعتدل، تفاديا لانتشار التطرف الديني. كما أشار المتحدث إلى أهمية المشاركة النوعية للدعاة والعلماء المسلمين في تقديم النصح والإرشاد لبرامج الحكومة البريطانية المدرجة في هذا الغرض، بتعريف المجتمع البريطاني أكثر بمبادئ وتعاليم الإسلام الرافضة جملة وتفصيلا لكل أنواع التمييز وإلغاء الآخر. وقال الأستاذ موساوي أن الإسلاموفوبيا تبقى حقيقة وواقعا قبل هجرة المسلمين إلى الغرب، كما هو الشأن لعنصرية البيض تجاه السود في أمريكا، موضحا أن الإسلام أصبح في الفترة الحالية ينظر إليه كمصدر من مصادر العنصرية، بسبب الدور السلبي لبعض الأفراد الين ساهموا في تشويه هذا الدين الحنيف وتقديم وجه آخر عنه غير لائق. وعلى هذا الأساس، دعا المحاضر إلى ضرورة تغيير هذه النظرة الغربية للإسلام بداية من الجالية في حد ذاتها من خلال التوعية وتلقينها القواعد والأسس السليمة، لتشمل تنسيق التعاون أكثر مع مختلف الحكومات الأوربية لإنجاح تطبيق هذه البرامج. وقال إن بريطانيا تقوم حاليا بإعادة تصحيح أخطاء الماضي تجاه الجاليات المسلمة بها والتي لم تعرها اهتماما في سنوت التسعينيات، الأمر الذي جعلها منبعا للفتاوي المغرضة الداعية للإرهاب والتطرف باسم الجهاد، وملاذا لكبار مروجي هذا التطرف فيما بعد. وواصل الأستاذ موساوي قائلا: "نحن نتعامل حاليا في بريطانيا مع مخلفات سنوات التسعينات نتيجة هذا المفهوم". ومن جهتها، أوضحت السيدة منى حميطوش رئيسة الوفد والمنسقة بالجمعية الجزائرية الإنجليزية وعضو حزب العمال البريطاني أن زيارة الوفد إلى الجزائر تدخل ضمن برنامج وزارة الخارجية البريطانية التي تخصص زيارات لبعض الدول العربية على غرار الجزائر. كما أضافت أن هدف الجمعية يكمن في السعي لتعريف المجتمع البريطاني بثقافة وتاريخ الشعب الجزائري الرافض لكافة أشكال التمييز والتطرف الديني لاسيما أثناء العشرية السوداء التي دفع ثمنها غاليا بسبب هذا التطرف. ومن جهة أخرى، أشار المستشار في القانون بدولة اليمن الشقيق الأستاذ عبد الله عدنان سيف إلى التوجه الذي انتهجته الحكومة البريطانية في تكريس اهتمامها الشديد بالجالية المسلمة، حيث وظفت كل جهودها في دعم هذه الأخيرة حتى تقوي نفسها، خاصة مع ميلاد اللجنة الاستشارية لشؤون شباب المسلمين، التي تكمن مهمتها في نصح أفراد الجالية بما ينفع شباب المسلمين، إضافة إلى ازدياد الاهتمام بالدين الاسلامي بالجامعات تخوفا من أي انزلاق تطرفي. كما خلص إلى أن الاهتمام البريطاني حاليا منصب على مواجهة النشاطات الدينية المعادية للإسلام على كافة المستويات الإعلامية، التشريعية، البرلمانية.. مع محاولة تناسي شيئا فشيئا أسلوب إلغاء الآخر.