شرعت، أمس، مديرية المجاهدين لولاية بومرداس، في عملية تصوير وتسجيل شهادات المجاهدين المعتقلين الذين مروا على مركز الاعتقال والتعذيب «حوش قوتي» ببلدية سوق الحد بدائرة الثنية، في إطار مهمة كتابة تاريخ الثورة وحماية الذاكرة الوطنية من الزوال وهذا بإشراك الفاعلين والمواطنين الذين ذاقوا مختلف أشكال التنكيل بهذا المركز الاستعماري. تواصل مديرية المجاهدين لبومرداس بالتنسيق مع المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين عملية جمع الشهادات الحية ممن صنعوا الحدث وساهموا في كتابة فصول من تاريخ الثورة التحريرية بالولاية الرابعة التاريخية التي قدمت عشرات الشهداء والقادة اللامعين على غرار سي لخضر، يوسف الخطيب، امحمد بوقرة والقافلة طويلة، حيث كان الموعد أمس مع بداية تصوير مركز التعذيب والاستنطاق»قوتي» الذي يعتبر من أهم المراكز الاستعمارية وأكثرها وحشية إلى جانب مركز دار بوني ببغلية، مع إشراك بعض المجاهدين والمناضلين الذين مروا من هذه البوابة الرهيبة في محاولة لتسجيل وجمع شهادات حية تبرز دور المركز وأشكال التعذيب الممارسة في حق أبناء المنطقة لكسر معنويات وعزيمة المجاهدين من جهة ومساعدة المؤرخين الجزائريين في كتابة تاريخ الثورة التحريرية من جهة أخرى. في تعليقها على المبادرة وأهدافها أكدت مديرة المجاهدين لبومرداس حبيبة بوطرفة «أن العملية تدخل في إطار جهود مديرية المجاهدين لحماية التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة بالتعاون مع المجاهدين والمناضلين الذين عذبوا بالمركز بغرض الاستفادة منهم ومن شهاداتهم الحية.يذكر أن مديرية المجاهدين قامت الأسبوع الماضي بنفس العملية على مستوى بلدية بغلية، من خلال قيام مصالحها بتصوير والشروع في تهيئة مركز التعذيب «دار بوني» أو المكتب2 المعروف لدى كل سكان المنطقة خاصة في تلك الفترة بسبب الممارسات الوحشية التي كانت تمارس في حق المجاهدين والمناضلين الذين مرّ الكثير منهم به وتمت تصفيتهم واستشهادهم تحت التعذيب ثم التخلص منهم في واد سيباو، إضافة إلى مراكز أخرى ومحتشدات مبرمجة لإعادة الاعتبار في إطار تثمين وحماية الذاكرة الوطنية والتاريخية.