ذكرت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط بتيسمسيلت، بأن كتابها الجديد مذكرات مناضلة في جيش التحرير الوطني يهدف إلى نقل للشباب صورة واقعية عن وحشية الإستعمار الفرنسي. وأوضحت ظريف بيطاط لدى تنشيطها لندوة نظمتها مديرية الثافة بمناسبة الذكرى ال69 لمجازر 8 ماي 1945، أنها إرتأت تأليف هذا الكتاب لتوضيح للأجيال الحالية الصورة الحقيقية التي ينبغي أن يعرفوها عن الإستعمار الفرنسي الذي قام بتجويع وتجهيل الشعب الجزائري، مستدلة في ذلك بنسبة الأمية التي وصلت ببلادنا سنة 1962 إلى 98 بالمائة والخراب الكبير الذي طال القرى والمداشر جراء سياسية الأرض المحروقة التي كانت منتهجة من طرف الجيش الاستعماري. وأشارت إلى أن شباب الجزائر واجه المستعمر الفرنسي بإرادة قوية مشبعة بالروح الوطنية لتكلل الثورة باستقلال الجزائر. كما تحدثت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط عن الأحداث المؤلمة التي عاشتها مع رفاق الكفاح خصوصا أيام السجن والتعذيب وفقدان الذين استشهدوا خلال معركة الجزائر أمثال حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت ومحمد العربي بن مهيدي. وأبرزت أن كتاب مذكرات مناضلة في جيش التحرير الوطني يحمل مجموعة من الشهادات الحية عن تاريخ الثورة التحريرية وبالخصوص معركة الجزائر سنتي 1956 و1957، التي تبرز كفاءة قادة الثورة ومسؤولي المنطقة الرابعة بالولاية الرابعة التاريخية في نقل المعارك من الجبال إلى المدن الكبرى ومنها العاصمة. وشهد هذا اللقاء تقديم المؤرخ والكاتب الصحفي عمار بلخوجة لمداخلة أوضح من خلالها أن البحوث التاريخية المعمقة حول الثورة التحريرية بدأت تشهد انتعاشا كبيرا بفضل الإعتماد على كتابات ومذكرات المجاهدين. وأشار نفس المتحدث إلى وجود إهتمام كبير من قبل عدة مجاهدين وشخصيات وطنية تاريخية بكتابة الوقائع التي عايشوها إبان ثورة التحرير المضفرة في مذكرات يمكنها أن تكون مرجعا هاما يساعد المؤرخين على إنتاج كتب تعنى بهذه الحقبة التاريخية. ودعا بلخوجة المجاهدين إلى كتابة مذكراتهم حفاظا على الذاكرة الوطنية وإعطاء دفع لكتابة تاريخ ثورة أول نوفمبر بما يساهم في إعلام الشباب ببطولات الأسلاف. وقد اختتمت هذه الندوة التي حضرها جمع من المجاهدين والطلبة وتلاميذ الثانويات بتكريم السلطات الولائية للمجاهدة زهرة ظريف بيطاط عرفانا بتضحياتها في سبيل إستقلال الجزائر.