الحل في استراتيجية الجزائر وتجربة جنوب أفريقيا يشكل الصالون الدولي للكتاب محطة سنوية هامة يلتقي فيها صناع الكتاب من القارات الأربع وفرصة إذا استغلت على أحسن وجه أيضا لمناقشة المشاكل التي يعرفها هذا القطاع المهدد أكثر فأكثر بالكتاب الإلكتروني، من أجل نسج أوصال التعاون وتبادل الخبرات خاصة في ما بين ناشري دول إفريقيا التي تحتوي 10 بالمائة من سكان المعمورة فيما لا تتعدى نسبة النشر فيها 1 بالمائة من الإنتاج العالمي. يعاني مجال النشر والإصدار كثيرا في القارة السمراء من ضعف المقروئية بحكم عدم الطباعة باللغات واللهجات المحلية وكذا لظروف اقتصادية مرتبطة بالفقر والأزمات الاجتماعية والسياسية وتدني القدرات الشرائية في الكثير من المجتمعات ويرى الكثير من المراقبين والمختصين في عالم الإصدار أن عددا كبيرا من القراء سينتقل في المستقبل القريب من الطبعة الورقية مباشرة إلى الكتاب الإلكتروني وتبقى صناعة الكتاب والنشر والتوزيع قطاعا تجاريا واعدا يمكن له المساهمة بقوة في الاقتصاد والتنمية . ويرى الناشر والمكتبي ومستشار الوكالة الوطنية للنشر والإشهار سيد علي صخري أن» دولتين اثنتين في افريقيا استطاعتا لحد الساعة أن توليا اهتماما كبيرا لهذا القطاع هما الجزائر وجمهورية جنوب افريقيا، فالأولى وضعت قانون الكتاب وتدعيما ماليا متواصلا لا نتاجه، انشأت المعهد الوطني للكتاب والصالون الدولي له وتمتل حضيرة نشر معتبر من حيث العدد والتقنيات الحديثة المستعملة والثانية أي جنوب افريقيا تتربع حاليا بدون منازع على عرش طباعة الكتاب المدرسي محليا 100 بالمائة». وكشف صخري خلال مداخلته في ندوة النقاش تحت عنوان « الجزائر جذور افريقيا : فنون إفريقية عصرية « التي احتضنتها دار الجزائر بقصر المعارض الصنوبر البحر والتي نظمتها الوكالة الوطنية للشهر والإشهار موازاة مع فعاليات سيلا2017، أنه يمكن للدول الافريقية أن تتدارك التأخير الذي يعرفه مجال النشر وصناعة الكتاب بها، من خلال اعتماد التدابير العملية التي سنتها الجزائر لتشجيع القطاع والنهوض به، وكذا الاستعانة بتحكم جنوب إفريقيا في مجال طبع الكتاب المدرسي واعتمادها على دور النشر المحلية». ودعا صخري في سياق حديثة الحكومات الافريقية إلى العمل على تشجيع المقروئية التي تبقى أكبر عائق أمام صناعة وتوزيع الكتاب بحكم اعتماد معظم الشعوب الافريقية على الأدب الشفوي أكثر من الكتاب وكذا التفكير في إقامة علاقات شراكة في هذا المجال بين الدول التي تجمعها نفس اللغة إلى جانب تشجيع النشر باللغات المحلية حتى تكون هناك ديناميكية فعالة من شأنها فنح الأبواب أمام أكبر عدد ممكن من الكتاب الشباب.