كشف محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب حميدو مسعودي، أنّ ميزانية التظاهرة انخفضت بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالدورات السابقة، وهو الإجراء الذي مسّ معظم الفعاليات الثقافية في مسعى لترشيد النفقات، مؤكّدا أنّ هذا الإجراء لن يمنع من تقديم فعاليات بمستوى أكبر مما اعتاد عليه رواد المعرض. وأضاف في حديثه إلى «المساء»، أنّ كلّ الإجراءات اتُّخذت كي لا يتحوّل هذا الفضاء إلى بازار ل «التبزنيس»، وسيعمل على تطبيق القانون الداخلي المسيّر للمعرض بكلّ جدية. ينظَّم الصالون الدولي للكتاب «سيلا» في دورته الواحدة والعشرين، بعد كل هذا المسار، هل حقّقت التظاهرة مراميها واحتلت فعليا مكانة في الأجندة الدولية؟ يحتل المعرض مكانة مرموقة عربيا وإفريقيّا، وهو الأوّل على الصعيدين وسط منافسين أقوياء كمعرض الشارقة الذي يستقطب أكثر من 1400 دار نشر، بمبيعات وصلت السنة الفارطة إلى 26 مليون دولار، بحكم أنّ الكثير من الدول المجاورة للشارقة اعتمدتها سوقا لاقتناء الكتب. معرض الجزائر منذ سنوات يحتل مكانة متميّزة، من منطلق أنّه يستقطب أكثر من 50 دولة، وقليلة الدول العربية التي تستقطب هذا العدد نظرا لظروف معروفة.. المهم أنّنا هذه السنة سجّلنا زيادة بأكثر من 5 بالمائة في عدد دور النشر المشاركة، فبعد أن كانت السنة الماضية 922 دار نشر نتجاوز هذه السنة 950 دار نشر. ما يمنح مكانة منفردة للمعرض سواء في الجزائر أو مقارنة بالدول الأخرى، هو عدد الزوار، فرغم أنّ المعارض الأخرى كالشارقة أو الرياض مثلا معارض في المستوى، إلا أنّ معرض الجزائر الدولي يستقطب عددا هائلا من الزوار، حيث تجاوزنا في الدورة الماضية مليونا ونصف مليون زائر.. وهذا ما تفتقده المعارض الأخرى. سجلنا زيادة بأكثر من 5 بالمائة في عدد دور النشر المشاركة إضافة إلى كل هذا، بات الصالون الدولي للكتاب يتمركز في المرتبة الأولى في المشهد الثقافي الوطني، فهو حدث ثقافي سنوي ينتظره الآلاف حتى بتنا لا نحتاج لإشهار. وتصنيف هذا الموعد في أجندة المعارض الدولية هدف سطرناه منذ سنوات لعدة عوامل؛ منها العمل على أن يصادف ذكرى غالية علينا، هي ذكرى الثورة المظفرة، علاوة على مواكبته عطلة الخريف المدرسية، وهو ما يسمح للعائلات والطلاب وكذا المهتمين وحتى الفضوليين، بارتياد المعرض. تحدّثتم السنة الماضية عن مواصلة تعزيز متطلّبات الجودة من أجل احترام أكبر للميزة الثقافية للتظاهرة، ماذا تحقق من ذلك؟ هي تعليمات نحرص على تطبيقها، حيث أعطيت الأولوية للكتاب العلمي والجامعي والأدبي، وكذا الموجّه للطفل وكلّ ما هو جديد، لتلبية رغبات وطلبات القرّاء. كما يُعرض الكتاب الديني والتراثي للمهتمين به، إذ له قراؤه ومكانته بين الطلاب والباحثين وكذا عامة الناس. وفي كلّ مرة نعطي الأولوية لكلّ ما هو جديد في مختلف روافد العلم والمعرفة وكذا الفكر باللغة العربية وبمختلف اللغات، وهو ما نسعى له كلّ سنة. لابد ألا نستهين بالتطور الذي حققه المعرض «جائزة آسيا جبار» لن ترافق هذه الدورة، ألا تفكرون في إحداث جائزة خاصة بالمعرض؟ جائزة آسيا جبار لايزال معمولا بها، وستكون، إن شاء الله، بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار «أناب» والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية «إناغ». ونظرا لضيق الوقت واقتران الدخول الأدبي بمعرض الكتاب تمّ تأجيل توزيع الجائزة إلى شهر ديسمبر القادم؛ حتى نعطي متّسعا من الوقت للمبدعين، ونمنح لجنة التحكيم فرصة العمل بروية والاطلاع على كل ما هو جديد.. وهذا لا يمنع من أنّنا نفكّر في إحداث جائزة خاصة بالمعرض. في الجانب التنظيمي، كيف تصفون التنسيق بين محافظة المعرض وباقي القطاعات؟ وماذا عن دور التنظيمات المهنية الأخرى؟ نتقبل الانتقادات الموضوعية بصدر رحب لا بدّ، بداية، من التنويه بما تقدّمه المؤسسة الجزائرية للتصدير والمعرض «صافكس» من تفهّم وتعاون وتسهيلات. ثانيا، عملنا يستلزم التنسيق والعمل مع عدد من القطاعات كوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الداخلية ووزارة المالية وكذا وزارة التربية، إلى جانب مختلف الهيئات؛ كالمحافظة السامية للأمازيغية، والمجلس الأعلى للغة العربية وغيرهما.. لا يوجد تنسيق بأتم معنى الكلمة مع الهيئات الأخرى.. ولكن هناك برامج تسطَّر لمرافقة المعرض من خلال المحاضرات ومختلف اللقاءات الفكرية والعلمية.. لكن ماذا عن التنظيمات المهنية؛ كالنقابة الوطنية لناشري الكتب والجمعية الوطنية لناشري الكتب وجمعية المكتبيين وغيرهم؟ إلى حد الآن لا يوجد تنسيق، ولكن نعمل على إشراك الجميع في دورة العام القادم من خلال برنامج تنسيقي.. المعرض فضاء للترويج للكتاب وللبيع والتقاء المهنيين، إلى أي مدى استفادت الجزائر من التجربة الأجنبية؟ استفدنا؛ فمثلا هذه السنة لدينا محاضرة حول «الأدب في المدرسة» بالتعاون مع وزارة التربية، ينشطها مختصون في المجال، إلى جانب خبراء في الكتاب المدرسي وشبه المدرسي، وشعراء وأدباء أجانب سيعرضون تجاربهم، ويخلقون احتكاكا مباشرا مع نظرائهم الجزائريين، خاصة الشباب منهم، إذ من المرتقب تنظيم تظاهرة حول «الجيل الثالث من المبدعين»، تضم المبدعين المتوّجين في مختلف الجوائز الأدبية. في المادة 34 من القانون الداخلي، هناك إشارة إلى إلزامية تجهيز وترتيب الأجنحة 48 ساعة قبل بداية التظاهرة، ومنع بيع الكتب على الأرض، لكن واقع الدورات السابقة يقول العكس، هل تمّ اتّخاذ إجراءات لمنع مثل هذه الخروقات؟ تمّ اتّخاذ عدد من الإجراءات، وإعلام العارضين بهذا الأمر سواء الجزائريين منهم أو الأجانب، ودعوناهم لاحترام القانون الداخلي وتجهيز الأجنحة يوم 24 أكتوبر الجاري؛ أي 48 ساعة قبل الافتتاح. وأظن أنّ هذه المهلة كافية لدور النشر كي ترتّب أمورها. هذا لا يعني عدم وجود من يتأخر أو لا ينهي ترتيباته في الآجال المحددة، وهو شيء يحدث في كل المعارض الدولية وليس حكرا على الجزائر، وفي بعض الأحيان تهيَّأ مساحة بسيطة جدا للتدشين والباقي يكون في حالة ورشة، وأقول هذا عن تجربة، ولا داعي لذكر الأسماء والبلدان. وفي سياق متصل، لا بدّ أن لا نستهين بالتطوّر الذي حقّقه المعرض على مرّ دوراته العشرين، وفي كلّ دورة نحاول تدارك النقائص واستخلاص الدروس. الأولوية لكل ما هو جديد طرحت في الدورات السابقة فكرة منع بيع الأقراص المضغوطة، هل الفكرة ماتزال قائمة؟ هذا ما نعمل عليه؛ الأقراص المضغوطة شبه المدرسية وتلك المرافقة للكتب مسموحة وما يسمى الكتاب الإلكتروني، أما التي تباع للترفيه فممنوعة، لأنّنا لسنا «بازارا» ولكن معرض لترويج الكتاب. نتحدّث عن دور الإعلام كشريك فعال في إنجاح التظاهرة، كيف تصفون علاقتكم به؟ وماذا خصّصتم للجانب الإعلامي؟ في كلّ دورة نخصّص مساحة كبيرة للإعلام بمختلف أنواعه، المكتوب والسمعي البصري وحتى الإلكتروني، ولكن للأسف لا يتم استغلالها، وإن استُغلت فتُستغل لفترة قصيرة. وأمنيتي أن يرافق الإعلام التظاهرة ويروّج لها، وأن يتم تنبيهنا للهفوات التي تحدث، ونحن نتقبل الانتقادات الموضوعية بصدر رحب، لأنّنا واثقون بأنّ الإعلام بإمكانه أن يعطي إضافة للمعرض الدولي للكتاب. وقد خُصّص فضاء لجميع الصحفيين بأكثر من 1500 متر مربع، مجهز بكلّ المستلزمات التي تنتظر من يستغلها الاستغلال الجيد مرافقة للمعرض. وماذا عن الجانب الدعائي..؟ المعرض الدولي للكتاب أصبح موعدا ينتظره جمهور عريض، وابتداء من يوم الخميس سنطلق الحملة الدعائية الخاصة به على أمواج الإذاعات وعبر الملصقات في مخادع الحافلات وفي مختلف محطات المترو. وتشمل الحملة هذه الجزائر العاصمة وحتى الولايات المجاورة لها؛ كالبليدة، بومرداس وتيبازة، ناهيك عن الإشهار التلفزيوني الذي له صدى كبير لدى الجمهور. كما تنظَّّم ندوة صحفية يوم 22 أكتوبر الجاري بالمكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، للحديث عن تفاصيل هذا الموعد. استقبل المعرض في الدورة السابقة حوالي مليون ونصف مليون زائر، وضمن شعار «انتهى زمن الثقافة بالمجان» الذي يرفعه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ودعا إلى إيجاد موارد مالية إضافية، هل هناك مسعى لاستغلال هذين المعطيين؟ من باب التجربة أقول: في مقابلة لكرة القدم بملعب «تشاكر» بالبليدة، هناك 20 ألف متفرّج، تنطلق عملية بيع التذاكر قبل المباراة بأسبوع، ورغم ذلك تحدث هفوات واختلالات وفوضى، فما بالكم أن نرى هذا المنظر كلّ صباح طيلة المعرض، حيث يصطف الزوار الذين قد يصل عددهم إلى 60 ألف زائر، في طوابير لشراء التذكرة ودخول المعرض.. هذا أمر صعب تحقيقه نظرا للإقبال الكبير، فمثلا العام الماضي بلغ عدد الزوار يوم الجمعة أكثر من 400 ألف زائر، ولكم أن تتصوروا بيع التذاكر لهذا العدد من الزوار. وهذا في اعتقادي سيُفقد التظاهرة طابعها الجماهيري. وشخصيا أتأثر كثيرا بقدوم العائلات من ولايات مجاورة وحتى بعيدة من أجل زيارة المعرض واقتناء الكتب المختلفة، فهل من المعقول أن نفرض على الزائر إلى جانب مشقة الطريق وتكلفة السفر جماعات وفرادى، أن يقف في الطابور ساعات لشراء تذكرة والولوج إلى المعرض؟!.. لا أظن ذلك. ألم تفكروا في شيء آخر؟ تلقينا العام الماضي وعودا مهمة في مجال «السبونسور»، لكن، للأسف، مرحلة التقشف التي نعيشها أثرت على سير المؤسسات وعلى كل العملية التمويلية، وهذا لم يمنع عددا من الممولين من مرافقتنا خلال الدورة الحالية؛ كالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، مؤسسة المترو، القرض الشعبي الجزائري، المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار وعدد من المتعاملين الاقتصاديين.. رغم هذا التقشّف أعدكم «ووعد الحر دين» أن نقدّم معرضا بالمواصفات المعتادة، وربّما أحسن. تحدّث وزير الثقافة مؤخرا عن خفض ميزانية المعرض ب 20 بالمائة، هل سيؤثر ذلك على نجاح الدورة الواحدة والعشرين؟ تمّ خفض الميزانية بأكثر من 20 بالمائة، الخفض مقدّر ب 50 بالمائة تقريبا، حيث نقصت الميزانية التي كانت تتراوح ما بين 17 و18 مليار سنتيم إلى 10 ملايير سنتيم. في تقديركم، كم عدد العناوين التي ستُقترح على زوار المعرض الدولي للكتاب؟ الإحصائيات الموجودة تتحدّث عن 40 ألف عنوان، وحُدّد عدد الكراتين في المتر المربع ب 4 كراتين، وهو المعمول به عالميا، وعدد النسخ لا يتجاوز 60 نسخة لكلّ ما هو جديد، والكتب الأخرى كأمهات الكتب، العارض له الحق في عرض 10 نسخ من كلّ عنوان. مصر ضيف شرف أجندة يومية وتوقيع الحضور بالأسبوع الثقافي تحل مصر الشقيقة ضيفة شرف على صالون الجزائر الدولي للكتاب، حاملة معها إرثها الثقافي والأدبي والفني الزاخر، متمثلا في برامج يومية يطلع من خلالها الجمهور على كل ما لذ وطاب من جميل الإبداع. ❊ مريم. ن تتم مشاركة مصر في المعرض بالتنسيق بين وزارتي الثقافة المصرية والجزائرية، وتستعد لتنظم العديد من الفعاليات الثقافية، منها «الأسبوع الثقافي المصري بالجزائر» المتضمن الأنشطة والفعاليات الفنية والموسيقية والسينمائية والمسرحية أيضا. تسعى الهيئة المصرية العامة للكتاب لأن يكون جناحها في معرض الجزائر الدولي للكتاب مزودا بمختلف الكتب الصادرة عن قطاعات الوزارة، كما تم اختيار الكتب التي تعبر عن الهوية المصرية لتقديمها إلى القارئ الجزائري. وتشارك في الفعالية أيضا مكتبة الإسكندرية والمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة، وغيرها من قطاعات وزارة الثقافة المصرية، ويأتي اختيار مصر عرفانا لالتزام دور النشر المصرية الدائم بحضور هذا المعرض واهتمام الناشرين المصريين بالكتاب الجزائري. للإشارة، أكّد الدكتور هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب، أنّ العمل قائم على قدم وساق حاليا، لتنظيم فعاليات مصرية متنوعة خلال معرض الكتاب بالجزائر، باعتبار أن مصر ضيف شرف المهرجان. وأضاف أنّ هناك أربع فعاليات يومية مصرية خلال المعرض، ما بين ندوات وورش عمل وبعض الفقرات الفنية البسيطة، كما أن هناك قاعة عرض مفتوحة من كل الجوانب كرغبة للتموقع وسط الجمهور، لافتا إلى أن تلك القاعة تشارك بها جهات ناشرة من وزارة الثقافة وكل قطاع يقدم بين 50 إلى 70 كتابا داخل تلك القاعة، بالإضافة إلى الكتب المقدمة في قاعات البيع نفسها. وأضاف أن هذه أول مرة تشارك مصر كضيف شرف في معرض الجزائر، وهو أمر هام جدا وبداية لمزيد من التعاون، مشيرا إلى أن المعرض فرصة لتحقيق المزيد من التعاون. في نفس السياق، أكد السيد حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري، أن العلاقات الثقافية بين الدولتين قوية، علما أنه ناقش مع نظيره الجزائري في وقت سابق تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية المتبادلة، منها إقامة أسبوع ثقافي مصري بالجزائر.. أما محافظ المهرجان، السيد مسعودي، فثمن هذا التعاون خلال مقابلته مع «المساء»، مشيرا إلى تعاون وتشاور مستمرين مع الملحق الثقافي بسفارة مصر في الجزائر، ومع هيئة الكتاب بمصر. وأكد المتحدث أن العلاقات مع مصر طيبة ويبقى هذا البلد معروفا بحضوره في الأدب والتراث والثقافة العريقة، لذلك سيستفيد الجمهور من برامج ولقاءات يومية، منها أمسية شعرية ستنظم على هامش فعاليات الصالون بقاعة «الموقار». بالمناسبة أيضا، تشارك مكتبة الإسكندرية في صالون الجزائر الدولي للكتاب بدعوة من وزارة الثقافة الجزائرية. وستسلم لحميدو مسعودي محافظ صالون الجزائر للكتاب مطبوعات مكتبة الإسكندرية، إهداء إلى المكتبة الوطنية الجزائرية وتقديرا للدور الذي تلعبه بصورة متنامية في الحياة الثقافية في الجزائر. وأوضح المسؤولون في قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية «إن الجزائر قدمت لمكتبة الإسكندرية 1100 كتاب هدية وقدمت مكتبة الإسكندرية لسفارة الجزائر في مصر مطبوعاتها إهداء إلى جامعة قسنطينة بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة العربية 2015. تحضر أيضا وكالعادة دار النشر المصرية «الشروق» التي تعرف الجمهور الجزائري من خلال مشاركاتها السابقة، والتي ستحمل الجديد والمطلوب من هذا الجمهور الوفي، منها مثلا موسوعة «أطلس العالم» الموجهة للتلاميذ الذين تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، وهي تحوي خرائط تفصيلية بها الكثير من المعلومات الجغرافية، من تضاريس ومحاصيل وأسماء المدن والأنهار والبحار والجبال، كما تحمل كما هائلا من الصور الفوتوغرافية المبهرة والمعلومات الإضافية عن نشاطات السكان وطبائعهم وحضاراتهم. وهناك أيضا كتاب «خطوة خطوة» للتدريب على القراءة ونطق الحروف، وهو مشكل تعانيه الكثير من العائلات. وللكبار هناك كتب عن الفن منها؛ «أعلام الموسيقى العربية»، ومذكرات منها «مذكرات نبيل شعث» التي صدرت مؤخرا. أما الحضور الفني للأسبوع المصري، فيتمثل في الموسيقى العربية التي غالبا ما تؤطره دار الأوبيرا المصرية وكذا نماذج من المسرح الفكاهي المطلوب في الجزائر، ناهيك عن برنامج خاص بإحياء عيد الثورة الجزائرية. الصالون واجهة الجزائر المشرقة أكد السيد مسعودي أن الصالون الدولي للكتاب أصبح دعاية قوية للجزائر، يعكس ما تعيشه من أمن وسلم يكاد يكون مفقودا في العديد من بلدان المنطقة. كما أنه صورة جميلة وصادقة للشعب الجزائري المتلهف والمتلقف للفكر والمعرفة، حيث تأتي العائلات من كل حدب وصوب لحضور هذا العرس الثقافي، كل ذلك يدحر على المباشر الصورة المغلوطة التي تحاول بعض الجهات رسمها هنا أو هناك. على الرغم من التحديات التي تجابهها الجزائر وقدرتها على تجاوزها، في ظل التغيرات الإقليمية من حولها والتحديات الداخلية، يبقى هذا الموعد محطة قارة تقدم وجه الجزائر الحسن، وتعكس كبرياءه في ترتيب البيت بحنكة كبيرة وتحكّم جيّد في كل ما يتعلق بشؤون البلاد، وبأمنها وبكل ما يهدد استقرارها. المعرض ليس فقط مناسبة لعرض الكتب وبيعها، وإنما هو واجهة لما تحقق من استثمارات في مجال الثقافة وعودة إلى نهضة فكرية شاملة تحققت في فترة ما بعد مرحلة الدم والدموع التي استمرت لعقد كامل، علما أن الفضل في إعادة الحياة لهذا المحفل الكبير، كان للرئيس الحريص على توفير غذاء المعرفة الذي هو جزء من الأمن القومي. يعتبر الأجانب أن الجزائر بلد جد مستقر وسط منطقة تعرف الكثير من الصعوبات، بالتالي فإن حضور الجزائر قوي وفعال خارج حدودها، كما أنها ليست عبارة عن سوق فحسب، الجزائر تمنح الوافدين فرصة الوقوف على ما تحقق من إنجازات زمن إمكانيات الاستثمار والشراكة. الجزائر تملك أيضا تشريعا واضحا، مما يجعلها بلدا مدعما لمشاريع الخواص، منهم منتجو الكتب مثلا، علما أن الموارد البشرية التي تتمتع بها الجزائر جد ماهرة وعالية الكفاءة. من خلال بيع بالتوقيع وندوات أدبية وفكرية ...أسماء جزائرية وعربية وأجنبية تضيئ سيلا 2016 ستشهد الدورة 21 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، عددا من النشاطات الأدبية، مجملها يرتكز على بيع بالتوقيع لأهم المؤلفات التي صدرت هذه السنة، بالإضافة إلى إقامة ندوات تخص عالم الكتاب والفكر والأدب. كما ستعرف التظاهرة مشاركة الهند واليونان والدنمارك وروسيا وكندا لأول مرة، فضلا عن أن مصر ستحل ضيف شرف. ومن جهتها، تعمل وصايتها على أن يكون حضورها يعكس سمعة الكتاب المصري. ستستقبل الدورة 21 لمعرض الكتاب الدولي ما بين 26 أكتوبر إلى 5 نوفمبر المقبل، أكثر من 963 دار نشر عربية وأجنبية، من بينها 298 دار نشر جزائرية، بمشاركة معظم الدول العربية، ناهيك عن الدول الأجنبية التي يشارك منها عدد كبير، وعددهم بالمجمل 48 دولة. وسيشمل المعرض أكثر من 40 ألف عنوان، مع التركيز، بشكل أساس، على أحدث الإصدارات، ومراعاة التنوع بين الكتاب العلمي والرواية وكتاب الطفل والكتاب الجامعي والقصة. وفيما يتعلّق بالبرنامج الثقافي المرافق للمعرض، يُنتظر أن يستقبل تسعين كاتباً سيشاركون في الدورة الواحدة والعشرين، ستّون منهم جزائريون؛ من بينهم: واسيني الأعرج وأمين الزاوي وربيعة جلطي وإسماعيل يبرير. وسيشارك كل من وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ونظيره المصري حلمي النمنم، في الافتتاح بندوة عن النشر والأدب في العالم العربي. وفي سياق آخر، يُنتظر أن تكرّم الدورة أسماء أدبية جزائرية وعربية، من بينهم الكاتب الجزائري بوعلام بسايح الذي رحل في جويلية الماضي، إلى جانب الروائيين الراحلين الجزائري الطاهر وطّار والمصري نجيب محفوظ. ومن بين أبرز ضيوف المعرض في دورته الحادية والعشرين الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، إلى جانب أسماء جزائرية كبيرة مثل الروائي واسيني الأعرج والشاعرة ربيعة جلطي والكاتب أمين الزاوي.وسيلتقي الشاعر والروائي العراقي برهان شاوي بجمهوره في الثامن والعشرين من أكتوبر والأول من نوفمبر المقبل، حيث تنظم منشورات الاختلاف خلال مشاركتها في صالون الجزائر الدولي للكتاب، موعداً له مع القراء، وحفلاً لتوقيع استراحة «مفيستو والمتاهات، متاهة آدم، متاهة حواء، متاهة قابيل، متاهة الأرواح المنسية»، وذلك في الأول من نوفمبر. من جهتها، اعتادت دور نشر مصرية على المشاركة بقوة كل سنة في الصالون الدولي، تتقدمهم دار الشروق والمنشورات اللبنانية المصرية، ودار العين التي تقوم بمبادرات هامة في مجال الطباعة المشتركة بين مصر والجزائر؛ من خلال استقطابها الروائيين الجزائريين خصوصا الشباب، على غرار الشاعرة لميس سعدي والقاص عبد الرزاق بوكبة والروائي الخير شوار في العام الماضي. وتخوض هذا العام تجربة جديدة، إذ أصدرت للشاعر بوزيد حرز الله ديوانه «مصاب بلون الصلصال». وسيكون الباحث أرزقي فراد حاضرا بمؤلفه الجديد «المؤرخ أبو القاسم سعد الله والأمازيغية، من الإجحاف الى الإنصاف»، عن دار الحبر للنشر. وسيحتضن جناح منشورات الاختلاف بيعا بالتوقيع لرواية «أربعون عاماً في انتظار إيزابيل» للروائي سعيد خطيبي يوم الجمعة 28 أكتوبر. وتحضر الوكالة الوطنية للنشر والإشهار في معرض الكتاب بحوالي 31 إصدارا. وهناك خمسة كتب ستترجم باللغة الأمازيغية، وهي عملية تأتي ضمن اتفاقية بين المحافظة السامية للغة الأمازيغية، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة ندوات تعودت المؤسسة على أن ينشطها عدد من الباحثين والمؤلفين. أغلبها تدعو للفتنة والتطرف وتخدش الآداب العامة ...منع عرض 131 عنوانا أكد محافظ الصالون الدولي للكتاب السيد مسعودي أنه تم رفض العديد من العناوين المتقدمة للمشاركة في هذه الفعالية، وذلك طبق القانون، علما أن أغلب هذه الكتب عربية، خاصة من مصر ولبنان، معتبرا أنها تمثل تهديدا لأمن الجزائر وعقيدتها وكذا استقرارها. بعض تلك الكتب يدعو للفتنة وشق الصف وتجريب مغامرة الربيع العربي، كما أن البعض الآخر يدعو بالصريح إلى التكفير والتطرف، ويوجد من الكتب تلك الصادرة عن دار البوراق بفرنسا (تدعو للتشيّع) ومؤسسة الاستشراف العربي. ومنعت الجزائر 131 عنوانا من المشاركة في الصالون الدولي للكتاب، منها «الصوفية الغزو المدمّر» و«الدعوة إلى السلفية» و«شرح الأصول الثلاثة» و«الجهاد» و«قراءة في الكف» وغيرها، كالتي تعرض مثلا الحركات الاحتجاجية الشبابية في الوطن العربي، وبالتالي فإن مجملها يدعو إلى العنف والطائفية والعبث بالمرجعية الدينية. أشار السيد مسعودي إلى أنه تم تشكيل لجنة مستقلة عن المعرض، متكونة من ممثلي عدة قطاعات، منها الداخلية والشؤون الدينية والجمارك والثقافة وغيرها، يعملون بصرامة طبقا لقانون 2002 لمنع كل العناوين الداعية للفتنة والإرهاب والتكفير، وكذا التحريض والمساس بالثورة أو بالثوابت الوطنية. للتذكير، فإن الرقابة على المؤلفات تواصلت عبر عبر كل الطبعات، وقد تم سابقا حجز حاويات من الكتب وقواميس تمس بخيارات الدولة والمرجعية الدينية وحظر مصاحف لاحتوائها على أخطاء. وللحيلولة دون تسرب المنشورات التي تحاول المساس بكتاب الله الكريم أو بالعقيدة والوحدة الوطنية والدولة، فلوزارة الثقافة صلاحية مراقبة عملية دخول الكتاب؛ باعتباره سلعة إلى الجزائر، وفحص محتواه، وهي إجراءات تطبق آليا خلال سير الصالون الدولي للكتاب؛ كإجراء عادي، علما أن لجنة مراقبة قوائم الكتب التي تعمل بالشراكة والتعاون ما بين وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الدينية ووزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني، مهمتها مراقبة القوائم وضبطها. ومن صلاحياتها التحفظ على الكتب ذات الطابع الديني، التي تدعو وتتناول الإرهاب والحقد والتشويه والتحريف، والتي تتنافى مع المذهب المالكي الوسطي، والبعيدة عن الأسس العقائدية للأمة الجزائرية، فضلا عن منع كتب إباحية تخدش الحياء العام. كما يتم التحفظ على كتب تمجد المذهب الشيعي وغيرها من التيارات الدينية المتشددة، وبالتالي فإنه من المستحيل أن توجَّه هذه النوعية من الكتب للجمهور العام الذي يزور الصالون الدولي للكتاب. من جهة أخرى أكد السيد مسعودي أنه تم إقصاء دور نشر لم تلتزم بالقانون الداخلي خلال الطبعة السابقة، وكذا إصرارها على البيع بالجملة، في حين أن المطلوب البيع بالتجزئة؛ مما يسمح بتوفير كل ما يطلبه الجمهور وبثمن محدد ومعقول وغير مضخم كالذي يقرره تجار الجملة في السوق الخارجية. وردّ المتحدث قائلا: «من يعاود نكون له بالمرصاد، ومن يلتزم يكن ضيفا». يوم الفاتح نوفمبر ... احتفال بالصومام يحمل الصالون الدولي للكتاب جانبا تاريخيا قارا يمكّن الزائر من الاطلاع على تاريخ الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي، كما يساهم البرنامج في التعريف بأمجاد تاريخنا الوطني الغابر، وهو زيادة على ذلك فرصة للالتقاء بمجاهدين ومناضلين من العيار الثقيل ليقدموا شهاداتهم الحية أوما كتبوه عن تلك المرحلة التي عاشوها وصنعوها مع أبناء جيلهم، ناهيك عن حضور مؤرخين وباحثين جزائريين وأجانب. كما أن الحدث يتزامن مع عيد ثورة نوفمبر، ولهذا سيخصص المجال للحديث عن مؤتمر الصومام الذي يبقى منعرجا حاسما في تاريخ هذه الثورة. تعدّ الفرصة ثمينة خاصة إذا تلقفها الشباب الزائر للمعرض، فالمناسبة مواتية لحضور الندوات أواقتناء الكتب، وأكيد أن هذا الموعد سيحفز الجميع على قراءة التاريخ الوطني، ويساعد على إعداد برنامج خاص بالثورة، كما يساعد طلبة التاريخ للقاء خبراء ومؤرخين جزائريين وأجانب لتوسيع معارفهم والتفكير في اختيار موضوع لتحضير شهادة الليسانس مثلا أو غيرها. يتم خلال الفعالية، تنظيم العديد من المحاضرات والندوات، وسلسلة من النشاطات الفكرية والأدبية تتمحور حول تاريخ حرب التحرير من زوايا مختلفة وعلى رأسها مؤتمر الصومام مع استحضار شخصيات تاريخية ارتبطت بهذا الحدث منها الشهيد عبان رمضان وطبعا زيغود يوسف الذي ثمّن الصومام هجوماته على الشمال القسنطيني والذي أنقذ الثورة من خطر الرجوع للوراء. وسيتم التنسيق في هذا المنحى مع وزارة المجاهدين ممثلة في المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر، حيث ستقترح بعض المحاور وتدعو أهم المؤرخين الذين تناولوا مؤتمر الصومام في دراساتهم وكتبهم، علما أن هذه الندوات تشهد مناقشات ثرية مع الجمهور الذي يحضر بكثافة. للإشارة، فقد عرف تاريخ انعقاد مؤتمر الصومام في السنوات الأخيرة جدلا واسعا وأصبح محل تشكيك وورقة لتزييف تاريخ الثورة وبالتالي فإن هذه الندوات تعطي المجال للأكاديميين والخبراء والمؤرخين ولجيل الثورة وحدهم ليقرأوا ويقدموا هذا التاريخ الوطني المشترك الذي قاد للنصر مع اقتراح دراسات جادة للحضور وطبعا سيكون هناك أساتذة مشاركون من الجزائر ومن الخارج خاصة من فرنسا. للتذكير، فإن الصالون أرسى في هذا المضمار تقاليد راسخة عبر مختلف الطبعات وقدم مواضيع وأحداثا لا تزال تحت الظل رغم أهميتها في مجرى الثورة التحريرية، وهو ما شجع بأن يكون التاريخ سيد الحاضرين والذي تجلب حلقاته عموم الزائرين. من بينهم ربعي المدهون وإيدوي بلينل وغافراس... 28 ندوة ولقاء أدبيا وفكريا وتاريخيا يقترح المعرض الدولي للكتاب في الجزائر مجموعة من الندوات خلال فترة التظاهرة المرتقبة من 27 إلى 5 نوفمبر الداخل، ويُفتتح بلقاء حول سؤال «الإعلام والثقافة جنبا إلى جنب أو وجها لوجه»، وستنظم احتفالية خاصة لمصر؛ لأنها ضيف شرف دورة 2016، إذ سيتم عرض أهم الأعمال السينمائية المصرية، إضافة إلى تخصيص يوم كامل للأدب والنشر في مصر. وستتوزع هذه النشاطات بين قاعات «سيلا» و«علي معاشي» و«الجزائر»، وسيجتمع الأديب الفلسطيني ربعي المدهون والكاتب الفرنسي جون نويل بانكرازي في منصة واحدة للحديث عن تجاربهما، وفي اليوم الموالي سيلتقي كل من حبيب سايح وجون كريستوف روفان. وخُصص يوم للإسلام، حيث ستكون لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى مداخلة بهذا الخصوص. وسيكون اليوم الثاني من التظاهرة لقاء أدبيا، موضوعه «جولة بين النثر والشعر». أما الثالث فللحديث عن الجيل الثالث من الأدب الجزائري، يليه لقاء عن الإسلام والغرب «من الحوار إلى الشك»، ثم موعد مع الاحتفال بشخصيتين عالميتين «شكسبير وسرفنتاس.. رؤية جزائرية». وسيحضر الكاتب والسيناريست داني لافريار من هايتي إلى جانب الروائي الجزائري واسيني الأعرج. كما خُصصت أربعة مواعيد كاملة للمخرج الفرانكو يوناني وصديق الجزائر كوستا غفراس في موضوع السينما والأدب. وسيعود فضاء روح البناف لتناول الأدب الإفريقي. وفكرت إدارة المهرجان في تخصيص ندوة حول «متى يذهب الأدب إلى المدرسة؟»، ثم يتبعه لقاء مع الصحفي الفرنسي إيدوي بلينل. وبمناسبة الفاتح نوفمبر المصادف لاحتفالية ثورة التحرير سيتم التطرق لموضوع «1956، السنة المفصلية للثورة الجزائرية»، ثم يلحقه لقاء حول «اللغة العربية في الشبكة»، وسيتم تكريم المناضلين الأوروبيين المساهمين في التحرير الوطني.ويطرح أحد اللقاءات سؤالا مهمّا، مفاده «الأدب العربي ..إلى أين؟»، يليه يوم خاص للأمازيغية بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية. وبعد لقاء مع الروائيين الذين أصدروا أولى رواياتهم ينظمه وفد الاتحاد الأوروبي في الجزائر، يقدم الكاتب الفرنسي ديديي ديناكس إلى جانب الروائي الجزائري أمين الزاوي، تجربتهما الأدبية، وسيكون آخر لقاء حول «اكتشاف مهن صناعة الكتاب»، موجها للشباب والطلبة. أحد مؤسسيّ صفحة «الجزائر تقرأ»، قادة زاوي ل«المساء»: ندعو متابعينا إلى زيارة سيلا 21 دعت صفحة «الجزائر تقرأ» بالفايسبوك، معجبيها إلى زيارة المعرض الدولي للكتاب وهذا من خلال تخصيصها لموعد افتراضي حول هذا الموضوع وصلت المتابعة به إلى عشرة آلاف شخص، كما أكدت على نقلها للحدث الثقافي الكبير لكل محبي الكتاب وكذا تقديم خدمات لهم. وفي هذا السياق، اتصلت «المساء» بأحد مؤسسي الصفحة، الصحفي قادة زاوي للحديث عن هذه الصفحة التي تستقطب الكثير من المتصفحين وكذا عن مهمتها في مواكبة فعاليات سيلا 2016. قال قادة زاوي، إن تأسيس هذه الصفحة تم منتصف العام الماضي، وهي عبارة عن فضاء يهتم بتشجيع الشباب على القراءة والمطالعة. وأضاف أنه يتم عبر هذه الصفحة نشر منشورات محفزة على القراءة وكذا خلق تفاعل ونقاش بين القراء الجزائريين، ولربما هذا هو السبب الذي نالت بفضله هذه الصفحة شهرة بين القراء. في حين أكد المتحدث عدم وجود خطوط حمراء معينة في هذا الفضاء إلا ما هو متعارف عليه، حيث أن حرية التعبير مكفولة سواء للمتابعين أوللمشرفين على الصفحة. من الافتراضي إلى العالم الواقعي عن تحول الصفحة إلى دار للنشر، قال قادة إن تأسيس دار النشر جاء أياما قليلة بعد فتح الصفحة، بمعنى أن الانطلاقة كانت افتراضية أولا ثم امتدت إلى العالم الواقعي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستمكنهم من تنظيم نشاطات عدة مثل ندوات وورشات تكوينية للكتاب ولقاءات بين القراء وغيرها. في حين كشف عن مشروع الفضاء القادم والمتمثل في إنشاء مكتبة نوعية بالعاصمة، توفر ما يشتهيه القارئ الجزائري من كتب خصوصا باللغة العربية، بينما يبقى النشر الإلكتروني ضمن مفكرتهم، لكنهم لن ينطلقوا فيه إلا بعد أن يرسخوا أرجلهم في عالم النشر الورقي. مشاريع أخرى في الأفق تم تأسيس صفحات أخرى تابعة للصفحة الأم «الجزائر تقرأ»، وفي هذا السياق قال قادة زاوي إنه تم تأسيس صفحة «فتاة تقرأ» خاصة بالقارئة الجزائرية، وكذا صفحة «هنا المكتبة» التي تعتبر مبادرة لإنجاز دليل لجميع المكتبات بالجزائر، مضيفا:«نحن نؤمن أن عالم الانترنت هو عالم جامع للعالم الواقعي وأنه المستقبل، لذلك نتوجه بكثرة إليه». بالمقابل، لم يخف المتحدث إمكانية تأسيس مجلة ولكنها لن تكون ورقية بل إلكترونية، لينتقل إلى مشروع إنشاء جائزة للكتاب خاصة بالشباب والذي سيرى النور مستقبلا. الحث على زيارة سيلا 21 تقوم صفحة «الجزائر تقرأ « بحثّ معجبيها على زيارة الطبعة الحادية والعشرين للصالون الدولي للكتاب، وفي هذا السياق، كشف قادة عن تأسيس موعد افتراضي لزيارة سيلا 2016، وحقق عشرة آلاف متابعة، مؤكدا أنه سيتم نقل الحدث للجزائريين واطلاعهم على أجواء هذه الفعاليات، ليعود ويؤكد أنه رفقة المسؤولين الآخرين على الصفحة وهم جهاد حجاب ومحمد زاوي وفاطمة لامار، يهدفون رفقة طاقم العمل كله، لإصابة أكبر عدد ممكن من الشباب بعدوى القراءة. أكد قادة على تواصل مسؤولي الصفحة ببعض المجموعات الخاصة بالقراءة، معلنا عن مشاريع مشتركة سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا، مضيفا أن نجاح الصفحة لا يقاس بكونها أكبر صفحة مهتمة بالقراءة، بل لأنها تستمد قوتها من متابعيها الذين يشورون دوما عليهم بالأفضل ويشاركونهم ولعهم بالقراءة. أما بالنسبة لرقم 200 ألف، والذي يمثل عدد المعجبين بالصفحة، فقال إنه قليل لأن المهتمين بالكتب في الجزائر ضعف هذا الرقم بكثير. منفتحون على مختلف اللغات اعتبر قادة أن صفحة «الجزائر تقرأ» موّجهة بالدرجة الأولى إلى القارئ الجزائري، أما القارئ العربي فيهتمون به من خلال منشوراتهم بدار النشر، حيث يسعون لتعريف العالم العربي بالإبداع الجزائري. أما بالنسبة للغات الأجنبية، فيمتلكون مجموعة خاصة بالمهتمين باللغة الإنجليزية وهي مجموعة رديفة لمجموعتهم باللغة العربية. في حين سيكون للغة الأمازيغية مكانة ضمن مشاريعهم المستقبلية. تأسف المتحدث عن قلة متابعتهم للنشاطات الأدبية، والسبب أنهم يعملون بطريقة مغايرة لفلسفة النشاطات الأدبية في الجزائر، حيث يركزون على بناء التفاعل والوصول للقارئ وهو ما يكلفهم جهدا كبيرا، مضيفا أن النشاطات الثقافية في الجزائر تقليدية كثيرا ولا تهدف في غالبيتها سوى إلى تنظيم نشاط في حد ذاته، في حين أن صفحتهم تصبو إلى تحقيق التفاعل وإفادة القراء. وأشار المتحدث إلى أن دور النشر الحالية لا تهتم بتسويق الكتاب ولا حتى لما تنشره من كتب لذلك يجد مسؤولو الصفحة صعوبة في الحصول على معلومات، وهو المفهوم الذي يسعون إلى تغييره عن طريق دار النشر الخاصة بهم. واقع حقوق المؤلف في «الجزائر تقرأ» قال قادة في رده على سؤال «المساء» حول واقع حقوق المؤلف في صفحة «الجزائر تقرأ» باعتبار أنه يتم في بعض الأحيان، وضع روابط لتحميل الكتب، أنه لا يتم وضع الكثير من روابط تحميل الكتب الإلكترونية بالصفحة باعتبار أن النت مليئة بالكتب. أما عن حقوق المؤلف فيعتبر أن الانترنت تفيد المؤلفين أكثر مما تضرهم، حيث تنتشر أعمالهم كالنار في الهشيم وتصل لقراء في بقاع مختلفة لا تصل إليها كتبهم الورقية. مصطفى قلاب ذبيح، رئيس المنظمة الوطنية لناشري الكتب ل «المساء»: الصالون الدولي لصناعة الكتاب مكمل لسيلا 21 تحدّث السيد مصطفى قلاب ذبيح، رئيس المنظمة الوطنية لناشري الكتب ومدير دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، إلى «المساء»، عن مشاركة المنظمة في الطبعة الحادية والعشرين للصالون الدولي للكتاب، وكذا عن تأسيسها الصالون الدولي لصناعة الكتاب وعن مواضيع أخرى، فكان هذا الحوار. حدّثنا عن مشاركة المنظمة الوطنية لناشري الكتب في الطبعة 21 للمعرض الدولي للكتاب؟ ستكون المنظمة الوطنية لناشري الكتب حاضرة في الصالون الدولي للكتاب؛ من خلال جناح يضم إنتاج أعضائها. كما تنظم المنظمة يوم 31 أكتوبر ندوتين في إطار هذه الفعاليات، الأولى حول الكتاب الإلكتروني والتجربة الجزائرية في هذا المجال. أما الندوة الثانية فتمس نقطة أساسية لا بد منها لينهض الكتاب الجزائري، ألا وهي أهمية الكتاب الجامعي. تنظمون بالموازاة مع المعرض الدولي للكتاب، تظاهرة فريدة من نوعها تتمثل في الطبعة الأولى للصالون الدولي لصناعة الكتاب، هل لك أن تقدم تفاصيل عنها؟ نعم، سنقوم بتنظيم الصالون الدولي لصناعة الكتاب في الفترة الممتدة من 29 أكتوبر إلى 2 نوفمبر، وهو موجه للمهنيين وليس للقراء أو الزوار. كما يُعتبر أول صالون من هذا النوع ينظم في العالم العربي. وأضيف أنه مكمل للصالون الدولي للكتاب، هذا الأخير يهتم ببيع الكتاب للقارئ. أما الصالون فهو، كما ذكرت سابقا، موجه للمهنيين؛ حيث تُعرض فيه مهن الكتاب، ويشارك فيه أهم العارضين في مجال حلقة النشر، من بينهم: وزارة التكوين المهني، مراكز التكوين، مدارس الفنون الجميلة، مصممون حاسوبيون، موزعو لوازم الطباعة، موزعو تجهيزات التصميم الحاسوبي، رسامون، موزعو آلات الطباعة، مطبعيون متخصصون في إنتاج الكتاب، حرفيو التجليد، موزعو آلات الطباعة الرقمية وغيرهم. وبالمناسبة، سنخصص رواقا للحرفيين لنروّج للعمل اليدوي. وأؤكد، مرة أخرى، على المشاركة النوعية لمؤسسات وهيئات وزارية، مثل وزارات الثقافة، التجارة والتكوين المهني، هذه الأخيرة معنية كثيرا بالنشاطات المنظمة في هذا الصالون؛ باعتبار أن اليد العاملة في هذه المجالات قليلة. هل ستتناولون خلال هذا الصالون، قضية استيراد الجزائر كل المواد المتعلقة بصناعة الكتاب؟ أكيد، فمع الأسف كل المواد التي تُستعمل في صناعة الكتاب ما عدا الغراء، مستوردة، ولهذا سنحاول تسليط الضوء على هذه المسألة في الصالون؛ حيث نهدف إلى تشجيع الاستثمار في هذه المواد محليا. وسننظم في هذا السياق، ورشات وندوات حول هذا الموضوع، ينشطها خبراء جزائريون، من أجل الخروج بتوصيات تُسلَّم للسلطات العليا. بالمقابل، يضم الصالون كل الشركات الموجودة الممثلة لعلامات تجارية عالمية، وهو ما يعبّر عن البعد العالمي لهذه الفعاليات. تمكنتم من تحقيق هذا المشروع الذي أعلنتم عنه سابقا، ماذا عن المشاريع الأخرى؛ كإنشاء مجلة إلكترونية، وتنظيم صالون وطني للكتاب وتأسيس جوائز مختلفة؟ صرحنا بتنظيم صالون دولي لصناعة الكتاب ووفّينا بوعدنا رغم أن هذا المشروع استغرق منا الكثير من الوقت. أما المشاريع الأخرى فمعظمها قيد الإنجاز، من بينها مشروع إنشاء فهرس يضم الإنتاج النشري الجزائري، سيتم، بحول الله، عرضه خلال ندوة الكتاب الإلكتروني التي سننظمها خلال الصالون الدولي للكتاب إن تمكنا من إنجاز الموقع المناسب له. استقطبت المنظمة التي تديرونها أكبر مؤسسات النشر الجزائرية والتي كانت تابعة للنقابة الوطنية لناشري الكتب، كيف تم ذلك؟ استقطاب المنظمة دور النشر التي وصل عددها إلى 46 دارا في انتظار المزيد ممن وصلتنا طلباتهم ونقوم بدراستها، راجع إلى مهنيتنا ودورنا الأساس في الدفع بالنشر والكتاب إلى مصاف أعلى، وكذا تجربتنا وخبرتنا في المجال، إضافة إلى أن أعضاء المنظمة وبحكم تواجدهم في أكبر المعارض الدولية، حفّزوا ناشرين آخرين للانضمام إلينا. بالمقابل، تهدف منظمتنا لأن يكون لها مساهمة فعالة في اقتراح بعض المشاريع البنّاءة؛ خدمة للاقتصاد الجزائري. هل انضممتم إلى اتحاد الناشرين الإفريقيين ونظيره العالمي؟ نحن أعضاء في المكتب التنفيذي لاتحاد الناشرين العرب، كما قدّمنا ملف الانضمام لاتحاد الناشرين الإفريقيين وننتظر الرد. ونفس الشيء بالنسبة للاتحاد الدولي للناشرين رغم أن الانضمام تحت لواء هذا الأخير يتطلب وقتا كبيرا نظرا للشروط التي يفرضها، مثل التأكد من تجسيد حرية التعبير في البلد. وفي هذا أقدّم مثلا عن الصين التي استغرق قبول ملفها 25 سنة كاملة. هل تم تدارك النقائص الموجودة في قانون الكتاب؟ مهما يكن سعدنا بوجود قانون للكتاب لأول مرة في الجزائر. وفي هذا السياق قدّمنا اقتراحات لبلورة النصوص التنظيمية التي نراها ضرورية جدا، ومن بينها وضع سعر موحد للكتب لمحاربة المضاربة. كما أرجو أن تحذَف الضريبة للقيمة المضافة فيما يخص استيراد الورق الموجه للنشر، مع العلم أن هذا الأمر مجسد ميدانيا في معظم الدول العربية.