وقف أمس المناضل والمجاهد وسفير الجزائر في اندونيسيا سابقا السيد العربي دماغ العتروس عند إحدى أهم المحطات الرامية إ؟ كسب أصوات الشعوب من اجل نصرة الشعب الجزائري ألا وهي مؤتمر باندونغ والذي احتلت فيه القضية الجزائرية مكانة بارزة واستطاعت الدبلوماسية الجزائرية أن تجعل من قضيتها المحور الرئيسي في مناقشات المؤتمر. وأضاف العربي دماغ العتروس من خلال مداخلة قيمة حول/ الدبلوماسية الجزائرية ومؤتمر باندونغ بمناسبة الذكرى ال55 لانعقاد المؤتمر/ أن نشاط الدبلوماسية الجزائرية كان يهدف بالدرجة الأولى إلى إسما صوت الشعب الجزائري فكان هذا المؤتمر محفلا دوليا مهما عرضت فيه القضية الجزائرية على مجموعة الدول الافرو-اسياوية التي حضرت مؤتمر باندونغ في 18 افريل 1955بجكارتا العاصمة الاندونيسية وقد زكت الوفود المشاركة الطرح الجزائري. وقد حضرت جبهة التحرير الوطني مؤتمر باندونغ في افريل 1955 باندونيسيا ومثل الجزائر كل من أمحمد يزيد وحسين ايت احمد حيث اصدر المؤتمر قرار ينص على حق الشعب الجزائري والمغربي والتونسي في تقرير المصير والاستقلال، وتبعا للقضية الجزائرية في المحافل الدولية، تقدمت مجموعة من الدول الإفريقية والأسيوية في صيف 1955 بمذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة طلبت فيها تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة العاشرة للجمعية العامة. واعتبر ذات المحاضر أن هذه المحطة اكبر منبر دولي حاولت الدبلوماسية الجزائرية طرح قضيتها فيه، وقد طرحت فيه القضية الجزائرية عام 1955 بطلب من وفود وممثلي مجموعة الدول الافروأسيوية، وعلى رأسها الدول العربية منها السعودية وكان الهدف من هذا التحرك هو إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة العاشرة لهيئة الأممالمتحدة ، وتقدمت الدول الافرو-أسيوية الثلاثة عشر بطلب عقد جلسة طارئة خاصة بالأوضا في الجزائر لكن الحلف الأطلسي الذي كانت دوله تقف إلى جانب فرنسا مما دفع بمجلس الأمن إلى رفض الطلب. لتعود وفود الدول الافرو أسيوية بتقديم طلب أخر لإدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة للهيئة الأممية وفي 16 جويلية 1957انعقدت الدورة ال12 وتقدمت مجموعة الدول الافرو-أسيوية مرة أخرى بطلب إدراج القضية الجزائرية في جدول الأعمال. وأشار محدثنا انه ومع بدء الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي شعرت الدول الأسيوية والإفريقية المستقلة بالحاجة إلى التضامن فيما بينها وتكوين كتلة مستقلة عن الكتلتين الرأسمالية والاشتراكية ، وظهرت مجموعة الدول الإفريقية الأسيوية وكانت هذه المجموعة تستهدف مقاومة ومناهضة التمييز العنصري والبحث عن السبل لتنمية اقتصادها ، وكان مؤتمر كولومبو الذي انعقد لبحث المسألة الاندونيسية مشكلة الهند الصينية المقدمة لعقد مؤتمر باندونغ في أندونسيا الذي فتح أبواب آسيا وإفريقيا للنشاط الصيني وتعزيز العلاقات العربية -الصينية. ولم تتوان جمهورية اندونيسيا يضيف المتدخل عن دعم الثورة الجزائرية ، وفي عام 1955اجتمعت 29 دولة من قارتي آسيا وإفريقيا لعقد مؤتمر في مدينة باندونغ باندونيسيا للبحث في سبل التضامن والتعاون بينهما ، وكان الوفد الصيني برئاسة رئيس مجلس الدولة شوانلاي الذي بذل جهودا مثمرة في دفع الدول المشاركة إلى الاتفاق على مبادئ باندونغ العشرة مبنية على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ألا وهي الاحترام المتبادل لسيادة سلطة الدولة وكامل أرضيها، عدم الاعتداء على الأخر والتدخل في شؤونه الداخلية التساوي بين الدول وتحقيق المنفعة المتبادلة والتعايش السلمي وبذلك ساهم الوفد الصيني مساهمة تاريخية في تحقيق التضامن بين دول القارتين. وفي الجانب العربي قال المحاضر أن جامعة الدول العربية اعتبرت القضية الجزائرية قضيتها الأساسية والجوهرية ولها يعود الفضل في تدويل القضية الجزائرية ودعم الدبلوماسية الجزائرية في تحقيق الانتصارات السياسية المتتالية. واستنادا إلى ذات المتحدث فان وقع اتفاقية باندونغ كان كبيرا على الجزائر وحركة التحرر بصفة عامة بدليل النتائج المحققة كما قال اعتراف فرنسا بأن الصحراء الجزائرية جزء لا يتجزأ من الجزائر وقبولها بالانسحاب الكلي في حال استفتاء أغلب الجزائريين بذلك وإطلاق سراح الجزائريين المحبوسين داخل الوطن وخارجه ، مضيفا أن هذه الاتفاقية هي أهم مرحلة لصنع الاستقلال. وتطرق المحاضر إلى مختلف المراحل التاريخية لمقاومة الشعب الجزائري واقتناعه بضرورة تقرير المصير ووصول صوته إلى الأممالمتحدة واقتنا الرأي العام والعالمي بحرية الجزائر معرجا عن المرحلة التي اقتنعت فيها فرنسا بضرورة استقلال الجزائر وحتى إجبارها على ذلك، بفتح أبواب النقاش والتفاوض بين الطرفين حتى وإن كان الجانب الفرنسي في الكثير من الأحيان لا يحترمها مما استدعى التدخل على المستوى الدولي . وثمن المحاضر في الأخير الدور البارز والفعال لجمهورية اندونيسيا في إيصال القضية الجزائرية ودعمها المطلق للثورة الجزائرية وتدويل القضية ودعم الدبلوماسية الجزائرية في تحقيق الانتصارات السياسية المتتالية.