سفيرة أندونيسيا: ننظم ملتقى دوليا حول مؤتمر باندونغ التاريخي في 24 ماي المقبل بالجزائر دعا عبد الحميد مهري الشعوب العربية والإفريقية إلى تعميق النظر في أطروحات الحلف الأطلسي الخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، فيما أشار الباحث في التاريخ، عامر رخيلة، أن الجامعة العربية تقاعست في تدويل القضية الجزائرية بالأمم المتحدة، وقد أجمع المشاركون في ندوة “الشعب” حول مؤتمر باندونغ على أنه كان بمثابة انطلاقة حقيقة للدبلوماسية الجزائرية. تناول المجاهد والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، في ندوة “الشعب” للدراسات الاستراتيجية، التي تناولت موضوع الدبلوماسية الجزائرية ومؤتمر باندونغ، الظروف الذي انعقد فيها المؤتمر التاريخي التحريري، مشيرا إلى ترابط العلاقة بين الماضي والحاضر، من خلال تلك المحاولات التي كان يسعى من خلالها حلف شمال الأطلسي لضم الجزائر، وبين أطروحات ودعايات الحلف الحالية في مجال مكافحة الإرهاب، وقال “يتوجب اليوم على القادة العرب والأفارقة إعادة طرح السؤال: هل ما يقوم به حلف الأطلسي من ترويج لمكافحة الإرهاب حقيقة أم ذريعة يستعملها لأغراض يدركها مسبقا؟”، في إشارة منه إلى استعمال تبرير مكافحة الإرهاب للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، واستنزاف ثرواتها. وكشف عبد الحميد مهري عن القرارات السيادية للجزائر، “إن الجزائر البلد الوحيد الذي كانت قراراته سيادية في المحافل الدولية التي سبقت وأعقبت قمة باندونغ المنعقد بتاريخ 19 أفريل 1955، رغم أنه كان تحت ويلات الاستعمار الفرنسي”. من جهته، اعتبر الأستاذ والباحث، عامر رخيلة، مؤتمر باندونغ أحد المنعرجات الهامة في مسار الثورة التحريرية، وأنه النواة الحقيقية لتدويل القضية الجزائرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما تقاعست جامعة الدول العربية في ذلك، رغم أنه كان من بين المهام المخولة بها، مشيرا إلى الميلاد القوي للدبلوماسية الجزائرية، رغم أن الوفد المشارك الذي كان يقوده حسين آيت أحمد والمرحوم امحمد يزيد شارك بصفة وفد ملاحظ. وفي السياق ذاته، قال الوزير الأسبق، العربي دماغ العتروس، إن مؤتمر باندونغ كان البذرة الحقيقة لثمرة الاستقلال، ومناسبة لاكتشاف قوة الدبلوماسية الجزائرية من خلال شبكة العلاقات الدولية التي نسجها المجاهدان آيت أحمد وامحمد يزيد مع دول إفريقية وآسيوية تبنت فيما بعد القضية الجزائرية. وكشفت ممثلة دبلوماسية جاكرتا في كلمتها عن الاستعداد لتنظيم ملتقى دولي خاص بمؤتمر باندونغ التاريخي يوم 24 ماي المقبل بالجزائر، يحضره وزراء ومستشارو رئيس جمهورية أندونسيا، مبرزة أهمية الشراكة الاستراتيجية التي أسست لها ذكرى باندونغ ل2005 ، وقالت “إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان من أكبر مهندسي الشراكة الاستراتيجية بين الدول التي شاركت في هذه القمة”. ^ رشيد حمادو