قتل جنديان أميركيان وخمسة مسلحين في اشتباك أثناء مداهمة ليلية بين دورية مشتركة من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والقوات الأفغانية مع مسلحين جنوب العاصمة الأفغانية كابل، وذلك حسب ما أعلنته قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في أفغانستان أمس الأول. وقالت إيساف إن أعيرة نارية أطلقت الليلة ما قبل الماضية على قوة مشتركة، أفغانية دولية، من منازل محصنة بمجمع سكني في ولاية لوغر، وأكدت أن القوات ردت على إطلاق النار. وأوضحت هذه القوات أن الجنديين الأميركيين ضمن القوات الأطلسية أصيبا بجروح وتوفيا فيما بعد على أثرها. كما أكدت إيساف أن من بين قتلى المسلحين قائدا من حركة طالبان على صلة بمجموعة حقاني، وهي مجموعة من المسلحين متمركزة في باكستان، ويعتقد أن لها صلات بتنظيم القاعدة. وأشارت إيساف إلى أن الجنود عثروا على أسلحة وذخائر مضادة للدبابات ومواد لصنع القنابل عقب الاشتباك. وفي مقاطعة بولي علام عاصمة ولاية لوغر تظاهر المئات من السكان لإدانة العملية العسكرية التي قامت بها القوات الأطلسية في المنطقة، وهتفوا بشعارات الموت لأميركا وتسقط الحكومة. من جانب آخر علمت الأنباء في إسلام آباد أن قيادة حركة طالبان الأفغانية حسمت خيارها بتعيين الملاّ محمد حسن نائبا لزعيم الحركة الملا محمد عمر. وتهدف طالبان من وراء هذا التعيين على ما يبدو إلى سد الفراغ الذي تركه غياب الملا عبد الغني برادر الذي اعتقله الجيش الباكستاني في فيفرى الماضي داخل أراضي باكستان، وسط تقديرات بأن عملية الاعتقال تمت بتعاون بين أجهزة الاستخبارات الباكستانية والأميركية. وكان ينظر إلى برادر وهو زوج شقيقة الملا عمر وقد شاركه في محاربة السوفيات بأفغانستان على أنه وزير الدفاع في طالبان. وكانت مشاورات وتسريبات صحفية داخل باكستان وخارجها قد تحدثت عن تعيين شخصيات طالبانية أخرى. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر أن طالبان تشهد حاليا صراعا مريرا على السلطة، وأن الملا عبد القيوم ذاكر والملا أخطر محمد منصور اختيرا لخلافة الملا برادر، على أن يتولى الأول العمليات العسكرية والثاني الخدمات اللوجستية. ومن ناحية ثانية، اتهمت منظمة إيمرجنسي الإيطالية غير الحكومية القوات البريطانية في أفغانستان بالتآمر ضدها ومحاولة توريط ثلاثة من موظفيها في محاولة اغتيال حاكم ولاية هلمند جنوبأفغانستان في وقت سابق من الشهر الجاري.وقال مسؤولون في المنظمة إن سبب هذه المؤامرة هو أن إيمرجنسي وهي منظمة إنسانية غير حكومية تأسست في ميلانو عام 4991 لتقديم المساعدة الطبية لضحايا الحرب من المدنيين والفقراء أصبحت غير مرغوب فيها في أفغانستان.وأكد مؤسس المنظمة ومديرها التنفيذي جينو سترادا في مؤتمر صحفي صباح س الجمعة بمدينة ميلانو شمال إيطاليا أن عوامل كثيرة أظهرت أن المؤامرة قد حيكت من قبل الجيش البريطاني المسؤول عن ولاية هلمن. وأضاف أن ما حصل في مستشفى مدينة لشكر غاه بولاية هلمند يوم 01 أفريل الجاري كان مؤامرة ضد المنظمة، لكونها شاهدا مزعجا على المسرح الدموي للحرب في أفغانستان.وكانت السلطات الأفغانية قد احتجزت ثلاثة موظفين من إيمرجنسي، وهم ماتيو باغاني وماركو غاراتي وماتيو ديللاريا، إضافة إلى ستة موظفين محليين، يوم العاشر من الشهر الجاري بتهمة تورطهم في التآمر لاغتيال حاكم هلند.وهاجمت القوات المركز الطبي وصادرت ثلاثة صناديق عثرت عليها في مخزن المستشفى تحتوي على سترات مفخخة وقنابل يدوية ومسدسات ومتفجرات.وقد أُفرج عن الثلاثة يوم 91 من الشهر نفسه لعدم إثبات التهمة عليهم حسب المنظمة، حيث قال سترادا إن السلطات الأفغانية اعترفت بأنهم غير مذنبين.