كرر مدريد تفوقه على مواطنه فالنسيا الإسباني وهزمه بهدف نظيف بعدما تغلب عليه في ملعب فيثنتي كالديرون في مباراة الذهاب بنتيجة 4-2 ليتأهل فريق العاصمة بنتيجة 5-2 في مجموع المباراتين. قدّم مدريد مباراة جيدة بالرغم من خوض المباراة على ملعب المستايا معقل فالنسيا، ولم يسمح لأصحاب الأرض بتهديد مرماه في مناسبات كثيرة. أدريان لوبيز الفاريز "عريس" اللقاء أحرز هدف المباراة الوحيد اللاعب أدريان لوبيز الفاريز عندما استلم الكرة على صدره في الجبهة اليمنى من منطقة الجزاء وسدد بكل قوته كرة صاروخية اخترقت شباك "الخفافيش" في الدقيقة 60. سيطرة عقيمة لأصحاب الأرض استُهل الشوط الأوّل من المباراة بسيناريو متوقّع- ولعلّه كان منطقيا أيضا، تمثّلت صورته الأساسية في غارات هجومية متتالية من أصحاب الأرض في مواجهة استماتة دفاعية من ضيوف الميستايا، الذين يتقدّمون بأسبقية هدفين عطفا على النتيجة الحاصلة ذهابا في معقل "فيسنتي كالديرون". نتيجة لقاء الذهاب سيطرت على وقائع هذا الشوط، الذي سجّلنا فيه بروز أوّل محاولة على المرمى بأقدام أبناء العاصمة (14) عبر تسديدة عشوائية من التركي أردا توران افتقدت إلى الدقة المطلوبة. وبعد البداية المحتشمة التي شهدتها القمّة الإسبانية الخالصة، شهدنا بعض التحسّن في الأداء، سيما من جانب فالنسيا، الذي أخذ بزمام الأمور وأصبح يشكّل ضغطا على مرمى الزائرين، ولاحت أوّل التهديدات الصريحة من قدم الجناح الجزائري المميّز سفيان فاغولي، الذي سدّد كرة على الطائر إثر ركنية موجهة من دانيال باريخو، ولكن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا أبدع في ردِّ الكرة على مناسبتين بعد تكرار تصدّيه لتسديدة البرازيلي جوناس في الدقيقة ال21. وتواصلت هجمات أبناء الدار إثر أوّل التهديدات ليكون فاغولي من جديد العنوان الأبرز لخطورة الخفافيش بعد حبكه لعملية ثنائية مميّزة، تبادل فيها الكرة مع القائد روبرتو سولدادو، ومن ثمّ يسدّد كرة صاروخية بيساره علت العارضة بقليل في الدقيقة ال 22. بدوره سولدادو، الذي كان تحت سطوة حصار مشدّد فُرض عليه من ثنائي محور الدفاع المدريدي المتكوّن من ماريو سواريز والبرازيلي جواو ميراندا، حاول تهديد مرمى الخصم باستغلال عرضية أنتونيو باراغان عبر رأسية غير دقيقة لم تكن كافية لتشكّل خطرا على مرمى المدريديين في الدقيقة ال 33. وأُتيحت لفالنسيا فرصة افتتاح باب التسجيل في أواخر الشوط وتحديداً مع مطلع الدقيقة ال40 إثر استغلال سيرجيو كاناليس لثغرة في دفاع أتلتيكو توغّل إثرها في قلب منطقة الجزاء وسدّد كرة قويّة وقف أمامها كورتوا كالجدار العازل حارما زملاء سولدادو من توقيع هدف السبق. وتلت محاولة كاناليس الضائعة مباشرة، فرصة قتل المباراة لأبناء المدرّب الأرجنتيني دييغو سيميوني إثر توغّل للتركي النشيط توران من الجهة اليسرى لدفاع فالنسيا المتقدّم مرّر بعدها كرة متّجهة نحو العقرب الكولومبي راداميل فالكاو، لكن فقدان الدقة في التمرير ويقظة الحارس دييغو ألفيش حرما أتلتيكو من معاقبة المحليين في هذا الشوط. بقية أحداث الشوط الأوّل لم تحفل بالكثير من المستجدّات، وكانت صورة خاتمته شبيهة بالبداية، حيث أكّدت على أن فالنسيا قام بكل شيء عدا زيارة مرمى كورتوا، بالرغم من تنويع الهجمات سيما عبر توغُّلات جناحيه المميّزين، الأيمن أنتونيو باراغان والأيسر خوردي ألبا، إضافة إلى اجتهادات متوسط الميدان الحيوي سفيان فاغولي وحركية المهاجمين سولدادو وجوناس، إلا أنّ كلَّ ذلك لم يشفع للخفافيش في إحراز هدف، كان من شأنه أن يحرّر الأرجل المكبّلة للاعبيه ويعطي للمباراة نكهة أخرى. رصاصة لوبيز تغتال حلم الخفافيش في النصف الثاني من حوار الشقيقين، بدا واضحا أن فالنسيا تأثر كثيرا بوجوده بين مطرقة ضيق الوقت وسندان تدارك التأخر بهدفين ليتمسك بحلم العبور إلى نهائي بوخارست، عطفا على ذلك كانت صفة التسرع هي الغالبة على أداء لاعبيه إذ افتقدوا إلى الكثير من التركيز. هذه الحالة الذهنية العسيرة التي عاش في خضمّها أبناء الميستايا انعكست على مردودية جميع صفوفه التي خسرت بدورها التنظيم الذي لاحت عليه في بداية المواجهة، وهو ما كلفها تكبد هدف مفاجئ في الدقيقة ال 60 جاء من إمداد طولي لصانع الألعاب البرازيلي دييغو ريباس لزميله أدريان لوبيز الذي استغل تأخر الظهير الفرنسي جيريمي ماتيو في المحاصرة ليهيّأ لنفسه كرة بالصدر قبل أن يسددها ساحقة استقرت في أعلى المقص الأيمن للحارس دييغو ألفيش. هدف لوبيز كان بمثابة السهم الذي ضرب آمال فالنسيا في مقتل، إذ لم نشهد أي مظهر للإستماتة أو الإيمان بحظوظ التأهل إلى نهاية المطاف وهو ما ساعد أتلتيكو مدريد بطل المسابقة في 2010 على رسم ماتبقى من وقائع المواجهة حسب أهدافه، وهو ما نجح في الوصول إليه إلى حدود الصافرة النهائية للقاء. وعلى الرغم من البطاقة الحمراء التي رفعها الحكم في وجه مدافع الضيوف وقائدهم البرتغالي تياغو منديش، في الدقيقة ال 79 بعد صفعه لسولدادو، فإن ذلك لم يكن ليغير شيئا في واقع مباراة انتهت فعليا مع رصاصة أدريان لوبيز التي قتلت كل طموح للخفافيش بالعبور إلى محطة الختام