بعد اللقاء الأوّل الذي جمعهما في 10 جوان 2012، في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة من أورو 2012، ها هما منتخبا إسبانيا وإيطاليا يتحضران للمواجهة الأخيرة؛ للظفر بلقب البطولة الأوروبية في نسختها ال14. يسعى "الأدزوري" لتحقيق لقب ثانٍ في البطولة بعد أوّل؛ على أرضها عام 1968 و"الماتادور" للقب ثالث؛ وتعديل الرقم الألماني بعد لقبي 1964 على أرضها عام 2008. إسبانيا لم تقنع حتّى الآن، إنما حقّقت المبتغى بالوصول إلى النهائي في محاولة للحفاظ على اللقب وعدم استقبال الأهداف (هدف واحد في 5 لقاءات كان أمام إيطاليا بإقدام دي ناتالي). أمّا إيطاليا فهي في نسق تصاعدي، فبعد التعادل مع إسبانيا وكرواتيا، هزمت إيرلندا بنتيجة 2 – 0؛ ثم تخلصت من إنجلترا بضربات الجزاء وأخيرا ألمانيا في النصف النهائي بنتيجة 2 - 1. وراء كل مصيبة مجد إيطالي.. يؤكد التاريخ، أنّ الطليان دائما ما يخرجون من مصيبة داخلية بمجد كروي عالمي. فعام 1982، وبعد فضحية النتائج، فازت إيطاليا بالمونديال العالمي. وعام 2006، نفس الموضوع وقضية "الكالتشيو بولي"، وفازت إيطاليا على فرنسا بضربات الحظ. أمّا اليوم، فهناك فضيحة جديدة في المستديرة الإيطالية؛ تتعلق بالتلاعب بنتائج المباريات والتي سميّت "بالكالتشيو كوميسي"؛ ويأمل الطليان أن تكون الثالثة ثابتة ويحقّقون اللقب الغالي على حساب الإسبان. "لاروخا" بخطى ثابتة نحو هاتريك غير مسبوق عينها على المجد، فتحقيق اللقب يعني تحقيق "الهاتريك" الشهير (مونديال + 2 أمم أوروبا). فبعد فوزها بالأورو عام 2008 على ألمانيا بهدف توريس، فازت "اللاروخا" بمونديال مانديلا عام 2010 على هولندا بهدف إنييستا. هذا ويأمل رجال المدرب دال بوسكي، تحقيق اللقب الثالث كي يدخل الجيل الإسباني الذهبي التاريخ من أوسع أبوابه. حلقة جديدة من ظاهرة المواجهات المكرّرة عندما يلتقي المنتخبان الإسباني والإيطالي، اليوم، على الملعب "الأولمبي" بالعاصمة الأوكرانية كييف في النهائي لأورو بولونيا أوكرانيا، ستكون مواجهة مكرّرة لمباراة بداية مشوارهما بالمنافسة نفسها. والتقى الفريقان في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأوّل للبطولة، وانتهى اللقاء بالتعادل في مدينة جدانسك البولندية؛ ولن يكون تكرار المواجهة بين الفريقين، أمرا فريدا في مسابقات كأس الأمم الأوروبية، بل إنها حلقة جديدة من ظاهرة تشهد عليها البطولة. .. كل 8 سنوات يعاد السيناريو ومنذ عام 1988، تشهد البطولة الأوروبية كل ثماني سنوات مواجهة في النهائي بين فريقين، التقيا سويا في أولى مبارياتهما بدور المجموعات لنفس البطولة. وخسر المنتخب الهولندي 0-1 أمام نظيره السوفياتي في المباراة الأولى لكل منهما في أورو 1988، ثم التقى الفريقان في نهائي البطولة نفسها، وثأر المنتخب الهولندي لنفسه وحقّق الفوز 2-0 ليتوّج بطلا. وفي أورو 1996، تغلب المنتخب الألماني على نظيره التشيكي، في أولى مواجهاته بالبطولة، ثم كرّر الفوز عليه في النهائي. تكرّر نفس السيناريو في بطولة أورو 2004، حيث فاز المنتخب اليوناني على نظيره البرتغالي 1-0 في المقابلة الافتتاحية للبطولة، ثم كرّر فوزه على أصحاب الأرض بالنتيجة نفسها في النهائي. وتأهل المنتخب الإسباني إلى نهائي البطولة الحالية كما كان متوقعا، بينما حقّق المنتخب الإيطالي ما لم يكن متوقعا بشكل كبير، ولحق ب"الماتادور" الإسباني إلى النهائي. وأظهر المنتخب الإيطالي (الآزوري) مستواه الجيّد، في الواجهة التي تعادل فيها الفريقان 1-1 في بداية البطولة، وبرهن على أنه سيكون ندا عنيدا للمنتخب الإسباني حامل اللقب. الرسميات لإيطاليا والوديات لإسبانيا لم يحقق المنتخب الإسباني من قبل أي فوز على نظيره الإيطالي في المباريات الرسمية، حيث التقى الفريقان سبع مرّات رسمية، فكان الفوز من نصيب إيطاليا في ثلاث منها، وانتهت أربع مباريات بالتعادل، لكن المنتخب الإسباني حسم لصالحه إحدى هذه المباريات التي انتهت بالتعادل، وذلك عبر ضربات الترجيح في دور الثمانية لأورو 2008. وفي المقابل، كانت جميع الانتصارات السبع لإسبانيا على إيطاليا في المباريات الودية في 26 مواجهة ودية ورسمية جمعت بين الفريقين عبر التاريخ. وانتهت 11 من هذه المباريات بالتعادل، بينما فاز المنتخب الإيطالي في ثماني لقاءات. وكانت آخر مواجهة بين الفريقين قبل البطولة الحالية، هي اللقاء الودي بينهما في أوت الماضي وانتهى بفوز إيطاليا 2-1. تغلّب المنتخب الإسباني، على نظيره الإيطالي، في ثلاث من ست مباريات بينهما على مستوى المنتخبات الأولمبية. السكوادرا زورا الأقوى تاريخيا ولاروخا يتحدون الأرقام يترقب عشاق كرة القدم نهائي أمم القارة العجوز 2012، عندما تجمع الليلة بين إسبانيا حاملة اللقب، وإيطاليا المتأهلة بجدارة على حساب الألمان. وستكون المباراة عبارة عن تاريخ عريق يجمع بين منتخبين كبيرين، أين سيكون دخول التاريخ نصيب من ينتصر في هذا النهائي. وبالحديث عن التاريخ والمواجهات السابقة، علينا المرور بالأرقام والإحصائيات التي تتعلق بنهائي أورو 2012 بين إسبانيا وإيطاليا: - ستكون مواجهة إيطاليا وإسبانيا هي المرة الرابعة التي يتواجه فيها طرفان في النهائي كان قد التقيا سابقا في البطولة، حيث حدثت 3 مرات سابقة. - هي المواجهة رقم 31 تاريخياً بين إسبانيا وإيطاليا، انتصرت فيها إيطاليا في 10، وإسبانيا في 8، وكانت التعادل في 12 مواجهة. - فشلت إسبانيا في تحقيق أي انتصار على إيطاليا في البطولات الكبرى، ما عدا فوزها بركلات الترجيح في أورو 2008، حيث انتصر الطليان 3 مرّات وكان التعادل حاضرا في 4 مواجهات.. - المدير الفني ل"الأزوري" تواجه مع إسبانيا في مواجهتين ولم يذق طعم الخسارة، انتصر في مواجهة ودية في أوت2001 (2-1)، وتعادل في افتتاحية البطولة (1-1). - منتخب إسبانيا هو ثاني المنتخبات تاريخيا التي تصل إلى ثلاث نهائيات متتالية، بعد ألمانيا (أورو 72، كأس العالم 74، أورو 76). - إسبانيا على موعد مع دخول التاريخ إذا تمكنت من الحفاظ على لقب الأورو، كما أنها ستدخل التاريخ أيضا كونها حصدت لقب 3 بطولات متتالية. - إيطاليا وصلت إلى النهائي التاسع في مسيرتها ضمن البطولات الرسمية، (3 في البطولات الأوروبية، و6 في البطولات العالمية).