أحيت بطولة كأس أمم أوروبا "أورو 2012"، المقامة حاليا بأوكرانيا وبولندا، حتّى الأوّل من جويلية.. قاعدة نجم الفريق يساوي نصف الفريق، بل وربّما أكثر وفق ما شاهدنا في مباراتي قبل النهائي، بالنظر إلى الدور الفعّال والكبير الذي يلعبه النجوم، حيث أثبتت هذه الدورة من جديد أنّ استقامة الفريق أو المنتخب يمرّ عبر استقامة أحد نجومه، الذي يتحمّل كلّ عبء ناديه، بداية من الثانية الأولى من كلّ مباراة. العمود الفقري للفريق هو نجمه ربّما في بعض الأحيان تألُّق المنتخب لا يستحقّ تألّق نجمه، مثلما يحدث في بعض الفرق والمباريات، لكن العكس صحيح، حيث في العديد من الأحيان نجد أنّ تأهّل الفريق يكون بفضل تألّق أحد نجومه؛ وهو ما تجسّد في المنتخبين الإسباني والإيطالي، وهو ما أثبته كلّ من إنييستا وبيرلو، كاشفَين أنّ نجم الفريق قد يساوي فريقا بأكمله وليس مجرّد نصفه، والدليل تأهّل المنتخبين صاحبي اللاعبَين الأفضل على مستوى العالم. .. هما من أهّلا إيطاليا وإسبانيا بدون شكّ، كلّ من تابع البطولة الأوروبية الجارية في بولندا وأوكرانيا، اكتشف الدور الفعّال الذي لعبه النّجمين إنييستا وبيرلو في تأهّل منتخبَي إيطاليا وإسبانيا إلى النهائي، علما أنّه في مباراتي إسبانيا مع البرتغال وإيطاليا مع ألمانيا، كان البطل الأوّل في كلٍّ منهما أحد النجمين، حيث تفوّق تأثيره على النتيجة على مسجّلي ضربات التّرجيح في المباراة الأولى وعلى ماريو بالوتيلي صاحب هدفي الفوز في الثانية. بيرلو.. ملك التّرجيحيات أمام ألمانيا، قدّم بيرلو مباراة متميّزة كعادته، لكنّه لم يصل إلى مرمى المنافس، لعدم وجود الفرص السّانحة الخطيرة، لكن على مستوى منصبه لعب دورا فعّالا وكبيرا، حيث كان البطل الأوّل في المباراة، بعد أن تسرّب القلق إلى نفوس مشجّعيه، عقب انطلاق المباراة والانطلاقة القويّة من الألمان. .. وحافظ على رشاقته رغم تقدّمه في السّن ربّما يعتبر أقلّ تألّقا بالمقارنة مع نجوم الدّورات الماضية، بحكم أنّه لم يسجّل الأهداف القاتلة، لكن على العموم البطل الإيطالي نجح في الحفاظ على رشاقته، رغم تقدّمه في السّن، خلال مباريات الفريق الإيطالي في البطولة. مباراة الإنجليز ستشهد لبيرلو لقد كان تأهّل منتخب إيطاليا إلى نصف نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية (أورو 2012) المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا، إثر فوزه بضربات التّرجيح على إنجلترا بنتيجة 4-2، بعد أن انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتّعادل السلبى بدون أهداف، ضمن الدور ربع النهائي من البطولة، بفضل النجم الإيطالي الذي أعاد الثقة إلى زملائه في أقلّ من ثانية، بضربة الجزاء التي نفّذها على طريقته الخاصّة؛ وهي المباراة التي ستشهد له بدون شكّ ليكون أفضل لاعب في أوروبا. إنييستا يتفوّق قليلا على بيرلو لكن الدور الذي لعبه إنييستا مع منتخب إسبانيا كان أكبر بكثير من نظيره الإيطالي، بالنّظر إلى كمّ المناسبات التي اضطرّ للتدخّل فيها لمساعدة الفريق على تحقيق الفوز؛ وهو ما حدث خلال كأس العالم 2010 الأخيرة، عندما كان صاحب الهدف الوحيد في النهائي، لتتوّج إسبانيا بطلةً للعالم. قالوا عنهما.. راموس: "إنييستا هو معلّم الفريق" عقب التأهّل الصّعب الذي حقّقه المنتخب الإسباني على حساب نظيره البرتغالي، خرج سيرجيو راموس، مدافع الفريق، ليدلي بتصريح عن المباراة وعن تأشيرة المرور إلى النهائي، وراح يؤكّد أنّ سرّ الفوز على البرتغال يكمن في إنييستا: "لقد وصلنا لضربات التّرجيح، وهنا كان دور كاسياس الحارس الأفضل في العالم، لكن قبل ذلك إنييستا هو بطل المباريات الأولى، لذلك صعدنا". ديل بوسكي: "الفضل في الوصول إلى النهائي يعود لإنييستا" أمّا فيسنتي ديل بوسكي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، يرى أنّه بالرّغم من أنّ فريقه هو ثاني أكثر الفرق تسجيلا للأهداف في البطولة، إلا أنّ السبب الرئيسي وراء تأهّله للمباراة النهائية؛ يكمن في قوّة دفاعه الذي لم ينحنِ، إلاّ في مناسبة واحدة أمام الطليان، وبالدرجة الأولى إلى المايسترو إنييستا الذي قاد كلّ الفريق بخبرته. برانديلي: "أثق كثيرا في بيرلو" من جهته، يرى المدير المدير الفني لمنتخب إيطاليا، تشيزاري برانديلي، أنّه بالرّغم من أنّ فريقه هو آخر الفرق الأقلّ تسجيلا للأهداف في البطولة، إلّا أنّ السبب الرئيسي وراء تأهّله للمباراة النهائية؛ هو قوّة نجمه الأوّل بيرلو الذي لم ينحنِ أمام المنافسين منذ انطلاق المباراة، وبالدرجة الأولى إلى ضربة الجزاء التي نفّذها على طريقته. بوفون: "إنّه بارع وهو نصف الفريق" رغم أنّه أفضل عنصر في التّشكيلة الإيطالية إلى حدّ الآن في أورو 2012 الجاري، لكن وبكلّ تواضع وعقب التأهّل الرّائع والمستحقّ الذي حقّقه المنتخب الإيطالي على حساب نظيره الألماني، خرج جوهرة الكرة الإيطالية، بوفون، حارس الفريق الأوّل، ليُدلي بتصريح عن المباراة وعن تأشيرة المرور إلى النهائي، حيث راح يؤكّد أنّ سرّ الفوز على ألمانيا هو بيرلو: "نعلم أنّ الكلّ ساهم في التأهّل إلى النهائي، لكن الفضل الكبير يعود لبيرلو، الذي سيّر المباراة والتّشكيلة".