دخل السبّاح العربي التونسي، "أمير السباحة العربية"، أسامة الملولي التاريخ من أوسع أبوابه بفوزه بالميدالية الذهبية لسباق عشرة كيلومترات بالمياه المفتوحة في دورة لندن الأولمبية، وذلك في المرة الثانية التي يدرج فيها هذا السباق ضمن جدول مسابقات السباحة في الدورات الاولمبية، ليكون أول سباح في التاريخ يجمع في التتويج بين سباقات المسبح "المغلق" وسباقات المياه المفتوحة، ليفتح الطريق أمام العديد من السباحين للمشاركة في هذا النوع من السباقات دون شكوك وهواجس.حقق الملولي لبلده ولأمته العربية والإسلامية الكثير من الأضواء، بعد أن خرج من المياه، ليسجد شاكرا لله، سبحانه وتعالى، ويتحدث ضمن تصريحه في هذا المعنى، مشيرا إلى ثقته بنفسه وثقته بالله الذي أكرمه اليوم بهذا التتويج والإنجاز التاريخي الذي جعله أفضل السباحين على مدار تاريخ الرياضة التونسية والعربية. ويكفي الملولي شجاعته وصموده ورجولته التي جعلته يقهر هذه الظروف ويتقدم منذ البداية ويحافظ على تقدمه حتى نهاية السباق التي شهدت ختاماً رهيباً على غرار سباقات السرعة مع منافسه الألماني توماس لوز، ليفوز الملولي بفارق الدخول بالصدر وهو ما يعادل 3 من عشرة من الثانية. الملولي الملقب في تونس ب "قرش قرطاج" و"أمير قرطاج"، رفع بذهبيته الفريدة ، رأس بلده تونس ورأس العرب جميعا، فقد حقق ميداليته الثانية التي تضاف إلى برونزية سباق 1500 متر حرة، ليرتفع رصيد تونس إلى ثلاث ميداليات مع فضية عداءة الموانع حبيبة لغريبي في سباق 3 آلاف متر موانع، لتصبح تونس في مقدمة العرب في جدول الميداليات الذي تحتل فيه المركز ال40، ويرفع الملولي مجموع ميدالياته الأولمبية إلى ثلاث ميداليات منها ذهبيتين وبرونزية بإضافة ذهبية 1500 متر في دورة بكين 2008.. وأعتقد أن الملولي بهذا الرصيد يصبح الأسطورة الجديدة للرياضة التونسية بجانب العداء الأسطورة محمد القمودي، وربما يسبقه، حيث وصل رصيد القمودي الأولمبي في أربع دورات إلى 4 ميداليات منها ذهبية وفضيتين وبرونزية، وأعتقد أن الذهبية الثانية للملولي ترجح كفته على القمودي الذي لم يحرز سوى ذهبية واحدة فقط.. وربما يتسق ذلك مع ختام تصريحات الملولي بأن ما حققه هو أروع إنجاز للرياضة التونسية. الملولي: "ذهبيتي في لندن أشبه بالمعجزة" تكلم الملولي عن معجزة لم يكن يتوقعها بتتويجه بهذا السباق، واصفا سباق 10 كلم في بأنه الأصعب في برنامج المسابقات وأنه يشبه ماراطون ألعاب القوى. مضيفا"أهدي ميداليتي الذهبي إلى الشعب التونسي ولاعربي، وأنا سعيد جدا بهذا التتويج، ويضاف الى ذهبية الجزائري مخلوفي، ويكفيني شرفا أنني أسمعت النشيد التونسي في هذا المحفل الرياضي الكبير".وختم الملولي حديثه بالقول"أشكر الله بما حققته طيلة مشواري الرياضي، فليس سهلا على رياضي عربي أن يحصل في دورتين متتاليتين على ذهبيتين، ثلاث ميداليات في المجموع". والدة الملولي: "إبني مادة خام.. قابل للتطوير والتألق مستقبلا" أكدت خديجة الملولي والدة السباح التونسي أسامة الملولي، أن من يشاهد أسامة خلال السباقات يشعر وكأنه لا يزال مادة خام قابلة للتطوير والتألق في السنوات المقبلة. وقالت خديجة الملولي "إذا رأيت أسامة يسبح تشعر وكأنه ما زال مادة خام"، في إشارة إلى إمكانية استمراره ومشاركته في السباقات لسنوات مقبلة.. أسامة مطيع ويتعامل مع والديه وعائلته برفق.. ونرجو له جميعا بالتوفيق ومواصلة الانتصارات.. ما زال قادرا على المشاركة في أولمبياد 2016 وربما 2020".وأضافت "الأولمبياد الحالي شهد أياما رائعة جدا للبعثة التونسية بداية من برونزية الملولي في سباق 1500 متر ومرورا بفضية حبيبة لغريبي في سباق 3000 متر موانع ووصولا إلى ذهبية الملولي اليوم".