مساء الخير رؤوف، معك صحافي من جريدة الشباك تبدو مشتاقا ل"البلاد" لهذا أبديت استعدادك؟ صراحة، البلاد وريحتها لا يعوضان بأي ثمن، لكن لا أخفي أنه منذ أن أتممت نصف ديني ورزقني الله بابن أصبحت لا أشعر كثيرا بالغربة. نريد أن نعرف يومياتك مع نادي نيم؟ ماذا تريدني أن أقول..أنا أتدرب بشكل منتظم وأطمح دوما لأكون أساسيا مع نادي نيم، وهو في نظري طموح مشروع لأي لاعب محترف. نفهم أن الإصابة أضحت من الماضي وطويت صفحتها نهائيا؟ أكيد، طالما أني عدت للتدريبات منذ الفاتح جانفي وهي مدة ليست بالقليلة سمحت لي بتدارك النقص البدني واسترجاع كامل إمكاناتي. تقول أنك استرجعت كامل إمكاناتك، لكنك غبت عن آخر لقاء عندما حل نادي نيم ضيفا على نادي ماتز؟ كل المعطيات كانت تشير أني سآخذ مكانة أساسية ضمن التعداد، إلا أني شعرت بآلام على مستوى المعدة حرمتني من مشاركة زملائي في هذا اللقاء. لست أنا الوحيد من يعلم أني كنت سألعب أساسيا، إذ تم نشر الخبر في جريدة "ليكيب" التي أكدت أني سأكون ضمن التعداد الأساسي، لكن مشيئة الله أرادت غير ذلك وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم. لكن هل لنا أن عرف هذه الآلام التي حرمتك من اللعب أساسيا؟ قلت أن لا شيء كان يوحي أني سأغيب، لكن الطبيب رفض المغامرة بي عندما وقف على حالتي ولست الوحيد الذي تغيّب عن آخر لقاء، بل حتى إبن المدرب كفالي لم يكن بوسعه المشاركة لمعاناته من نفس أعراض المرض..والسبب يعود إلى أني صافحت لاعبا وتناولت الغذاء دون أن أغسل يداي، وهو ما جعل جرثومات تدخل معدتي وبالتالي أحرم من اللعب أساسيا. وكيف تعامل المدرب كفالي مع هذا الغياب الاضطراري؟ كفالي تقرب مني قبل خوض اللقاء، وهو من طلب مني عدم المغامرة على أساس أنه بحاجة إلى لاعب في كامل إمكاناته، طالما أن نادي نيم بحاجة للنقاط الثلاث التي تسمح له البقاء مع الثلاثة الأوائل. ألا تتخوف من أن تفقد مكانتك ضمن تعداد نيم؟ الخطر زال نهائيا ولم أعد أعاني من أي أعراض وبإذن الله سأكون حاضرا الجمعة القادم أمام نادي "لوهافر" الذي يحتل الصف الرابع، وهو ما يجعل من هذه المواجهة مثيرة للغاية. ماذا لو نتحدث الآن عن الفريق الوطني.. بصدر رحب تفضل... هل لازلت تأمل في أن تكون ضمن تعداد الخضر؟ صراحة، أنا لم أفقد الأمل إطلاقا في الدفاع عن ألوان بلدي ولازلت مصرا على العودة مجددا وبالتالي تجدني أضاعف من مجهوداتي في التدريبات علني أجلب إنتباه الناخب الوطني. سأذهب عيدا معك.. هدفي هو المنتخب الوطني ولا غير، فنا ألعب في عدة مناصب وسبق لي وأن لعبت رفقة بوقرة في محور الدفاع ليس في الفريق الوطني وفقط وإنما حتى في غونيون عندما كنا نلعب سويا. وهل تلقيت إتصالات من المسؤولين؟ لا أخفي أن رئيس الفاف، محمد روراوة، اتصل بي عندما كنت طريح الفراش وبعث لي بعدة رسائل قصيرة حثني من خلالها على ضرورة استرجاع إمكانتي بسرعة، وهي الرسائل التي رفعت كثيرا من معنوياتي. العامري شاذلي وفي حوار أجرته معه جريدة الشباك صرح لنا أنه ينتظر دعوة سعدان في كل يوم يصحو فيه، لكنه يدرك أن المناصب أضحت غالية، ماتعليقك؟ العامري شاذلي صديقي ولازلت في اتصال دائم به، على غرار باقي اللاعبين، لكني بالمقبال أدرك أن المنتخب الوطني لن يأتي بسهولة ويجب على أي لاعب أن يكون في احسن أحواله ليتم استدعاؤه، وهو ما أنا بصدد القيام به أي أنني أسعى جاهدا لتقديم أحسن وجه، وإذا ما استدعاني الناخب الوطني أشكر الله، وفي حالة حدوث العكس إقنع نفسي أنها مجرد اختيارات ولا أندم إطلاقا لأني سعيت لتقديم أحسن وجه وفي نهاية المطاف لم أجلب اهتمام المدرب الوطني. لكنك تطمح لتلقي استدعاء لمواجهة صربيا الودية؟ أكيد ودون أدنى ىشك، لكن كما سبق وأن قلت حتى وإن ضيعت فرصة المشاكرة في اللقاء الودي أمام صربيا لن أفقد الامل في حجز مكانة ضمن تعداتد الخضر شهر ماي الذي يتزامن مع تربص المنتخب الوطني قبل المونديال، وهو في نظري الهدف الذي يرجوه أي لاعب. بابوش وفي حوار أجرته معه الشباك كان صريحا لأبعد الحدود وقال إنه لا مجال للمقارنة بين اللاعب المحلي واللاعب المحترف؟ أنا أفهم جيدا الدافع الذي جعل بابوش يدلي بهذا التصريح، وأشاطره الرأي، طالما أن اللاعب المحترف لا يبحث إن كانت شركة الحليب قد زودت رصيد الفريق بالأموال أو لا وإنما يجد كل شيئ جاهز ويدرك أنه في نهاية كل شهر سيتدعم رصيده ب15 ألف أو 20 ألف أورو وبالتالي تجده يهتم بالعمل وفقط. وحتى في جاني العمل، كل شيء جاهز وأعني بها وسائل اعلمل في حد ذاتها ووسائل الإسترجاع، وهي كلها عوامل تجعل المقارنة بين اللاعب المحلي والمحترف صعبر للغية ، وأنا الأحق بقول هذا الكلام لأني كنت ألعب في البطولة الوطنية والآن بعد ثمان سنوات أدركت الفرق جيدا. بعيدا عن هذا الموضوع هل أن نعرف إن تابعت مواجهة الجزائر أمام مصر؟ عن أي مواجهة تتحدث، طالما أننا لعبنا أمامهم أربع مرات أقصد آخر مواجهة برسم الدور نصف النهائي، وأين تابعتها؟ تابعتها في المنزل رفقة عائلتي الصغيرة هذا ما في الأمر وليس لديك أي تعليق؟ ماذا تريدني أن أقول الكل شاهد على ما تعرض له المنتخب الوطني من ظلم لحكم منحاز لجهة واحدة. صراحة قبل خوض هذا اللقاء كنت أرى كأس إلإريقي افي الجزائر ولم يكن بوسع أي منتخب أن أن يخطفها منا، لكن كوفي كوجيا أراد غير ذلك ولم يحرمنا منها فقط وإنما رفس على كل مجهودات اللاعبين غير مبال إطلاقا. بالعودة لهذه المباراة أعتقد أن منعرج المباراة كان في البطاقة الصفراء التي منحها الحكم لحليش، ومن ثمّ تنرفز اللاعبون ولم يتحكموا في أعصابهم لنشهد سيناريو لم يخطر على بال أي شخص. وهل تعلم أن المصريين نسوا تتويجهم الثالث على التوالي ولا يتحدثون سوى عن الجزائر في قنواتهم؟ صحيح أن مصر بلد عربي ومسلم وتوحدنا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لكني لا أتابع إطلاقا قنواتهم، لإدراكي التام أني لن أسمع سوى ما لن ترضى أذني بسماعه. هل من توضيح أكثر.. يا أخي أنا لا أرضى أن أصسمع أي ششخص يتلفظ بكلام جارح اتجاه ثوابت بلدنا وأعني بهم شهداءنا الذي وضفوهم بأقبح الأوصاف.. هذه القنوات سمت من مات من أجل أن نعيش مستقلين "جزمة"، فئران..إلخ من الأوصاف التي أستحي ذكرها وتريدني أن أتابع ماذا يقولون عنا. القنوات المصرية لازالت تصفنا بأقبح الأوصاف، هل أنت على علم؟ قلت أني لا أتابع إطلاقا هذه القنوات، لكن عليهم أن يحمدوا الله كثيرا، طالما أنه بعد كل إنهزام أمام الجزائر إلا وتجدهم يتوجون بلقب ما، مثلما حدث في 2004، إذ أن الخسارة التي منيوا بها أفادتهم كثيرا وتوجوا بكأس إفريقيا للأمم في 2006 بعد أن استخلصوا الدروس. والشيء نفسه حدث بعد أم درمان، حيث استخلصوا الدرس جيدا بعد إقصائهم من المونديال وتنقلوا إلى أنغولا بنية التتويج وهو ما كان لهم، ما يعني أننا فأل خير بالنسبة لهم وما عليهم سوى أن يشكرونا. لو نعود بك إلى الماضي القريب، هل صحيح أنك غادرت نادي هيربنيان الأسكتلندي بسبب لاعب يهودي؟ نادي هيربينيان كان يضم في صفوفه لاعب يهودي الديانة، وعانيت معه في جاني واحد هو أنه كان يتحالف مع بعض اللاعبين ضدي أي أنه كان يفضل التكتلات كثيرا، لكن لم يكن ذلك السبب الوحيد الذي جعلني أغادر نادي هيربينيان وهل لك أن تذكر لنا الأسباب؟ بالطبع، أول سبب كان لغويا، إذ أنني لا أجيد التحدث بالإنجليزية، أما السبب الثاني فهو إداري على اعتبار أن إدارة النادي لم تكلف نفسها عناء تسوية أمور عائلتي الصغيرة إداريا ولم تمنح تأشيرة الدخول لزوجني وإبني عبد العزيز الذي كان حديث الولادة. وهي كلها أمور جعلتني أحزم أمتعتي وأعود لفرنسا، إذ لا يخفى على أحد أن الجزائري يجد راحته في فرنسا من منطلق قرب المسافة وسهولة التحدث باللغة الفرنسية. نادي نيم تدعم مؤخرا بلاعب فلسطيني الجنسية، وهو الخبر الذي انتشر بسرعة البرق، هل لك أن تحدثنا عنه؟ اللاعب الفلسطيني اسمه عماد وكان يلعب في البطولة السويدية، وهو انسان طيب ولا يفارقني إطلاقا، على اعتبار أني أتحدث اللغة العربية في حين أنه لا يجبد التحدث بالغة الفرنسية. وماذا كذلك؟ إنه يعشق الجزائر كثيرا وناصر منتخبنا فثي آخر لقاء، كما أكد لي أن كل الفلسطينيين يناصرون الجزائر في المحافل الدولية، من منطلق أن لديها مكانة خاصة في قلوبهم ودائما ما تقف إلى جانب فلسطين بمبدأ ظالمة أو مظلومة. وكيف حط الرحال في نادي نيم؟ سأشرح لك..كفالي هو من كان فكرة استقدام هذا اللاعب الفلسطيني، إذ سبق لمدرب نيم أن وقف علة إمكاناته عندما كان مدربا للمنتخب الجزائري وإثر معاينته لمباراة خاضها منتخب فلسطين أمام منتخب رأس الأخضر على ما أظن، ومن ثمّ استفسر عن اللاعب وعندما أدرك أن البطولة السويدية متوقفة في فصل الشتاء بادر إلى استقدامه. وماذا عن أخيك خير الدين؟ ألم تتابع أخر مبارياته..؟ لقد أدى رفقة فريقه سيتوبال مباراة في اقمة أمام بنفيكا وكاد يسجل هدفا رائعا لولا الحظ الذي خانه وانتهت المباراة بنتيجة 1-1، وهي في نظري نتيجة أكثر من إيجاية أمام بنفيكا، جعلت أطير فرحا لأني أدرك أني أخي عاني كثيرا في البطولى الوطنية ولو بقى في الجزائر كان سيتوقف عن ممارسة كرة القدم