برزانته المعتادة، وبثقته الكبيرة في نفسه، يفتح حارس المنتخب الوطني لوناس ڤواوي قلبه ل"الشباك"، في هذا الحوار الشيّق الذي يضع فيه النقاط على الحروف في أهم القضايا التي سادها الغموض، حيث يقطع الشك باليقين بخصوص تعافيه من المرض وقدرته على المشاركة في مباراة صربيا والمونديال، كما يتحدث عن خيبة الأمل التي أصابته بعد عدم استطاعته المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا وعن وجهته المستقبلية وأمله في الظفر بعقد احترافي في أوروبا بدل الخليج، وبلغة الواثق من نفسه يقول حارس المنتخب الوطني أن الجزائر ستكون مفاجأة مونديال جنوب إفريقيا، وعن التحاق مهدي لحسن، وأمور أخرى على بالغ من الأهمية يتحدث عنها ڤواوي بكل موضوعية تابعوا... بداية كيف الأحوال لوناس؟ بخير والحمد للّه، كل شيء على ما يرام. حاولنا الاتصال بك في عدة مناسبات لكنك لم ترد، ما سبب ذلك؟ في الحقيقة قطعت عهدا على نفسي أن لا أجري أي حوار عبر الهاتف، فلقد أصبحت أتلقى مكالمات بالجملة من الصحفيين، ولو أرد عليها كلها فالأكيد أني لن أتمكن لا من التدرب ولا من فعل أشياء أخرى، ثم أني قررت إجراء الحوارات مع الذين يريدون محاورتي مباشرة لتفادي عدة أمور. ماذا تقصد بالضبط؟ سأتحدث معك بكل صراحة، عادة ندلي بتصريحات للصحفيين عبر الهاتف وفي اليوم الموالي عندما أطالع الجريدة لا أصدق أني أنا الذي قلت هذا الكلام، لأن الصحفي يؤول كلامي كيفما يشاء، وعادة نجد أنفسنا في مواقف حرجة ولهذا أفضل أن أعرف من أحاوره وأن يكون هناك تسجيل وبعدها تكون كل الأمور واضحة، وأريد إضافة أمرا مهما لو سمحت.. أجل بالطبع تفضل... عندما تكون هناك رغبة لدى الصحفي في إجراء حوار جيد يتنقل عادة إلى اللاعب ويحاوره مثلما فعلتم، فمثلا لا يمكنني مطلقا أن أرد طلبكم بعد أن كلفتم أنفسكم عناء التنقل إليّ وأنا هنا للإجابة عن كل أسئلتكم. أولا هل شفيت من الإصابة؟ أجل الحمد للّه، تعافيت نهائيا، فالعملية الجراحية التي خضعت لها لاستئصال الزائدة الدودية ليست خطيرة، بدليل أني عدت لأجواء التدريبات مع فريقي، كما أن طبيب المنتخب الوطني يعاينني بانتظام وأعطاني الضوء الأخضر لدخول المنافسة. إذن ستدخل المنافسة مع فريقك أولمبي الشلف قريبا؟ كما تشاهدون، أنا مع فريقي اليوم في الفندق (الحوار أجري أول أمس) وسأكون ضمن قائمة ال18 وأعرف جيدا أني لن أشارك ولكن الأسبوع المقبل سأكون حاضرا مع فريقي في الخروب وستكون عودتي الحقيقية إلى أجواء المنافسة بعد غياب طويل. نفهم من كلامك أنك ستشارك في المواجهة الودية أمام صربيا؟ بما أني سألعب مع فريقي قبل هذه المواجهة، فالأكيد أني سأكون جاهزا للعب مع المنتخب الوطني، أقول هذا بكل تحفظ ولا أقصد أني متأكد من المشاركة كأساسي، لأن مثل هذه الأمور من صلاحيات الطاقم الفني، فإذا أشركني المدرب سعدان فسألعب وأحاول الدفاع عن ألوان بلدي مثلما جرت عليه العادة، وإذا قرر إعفائي فلا يوجد أي مشكل وسأتقبل قرارات الطاقم الفني مهما كانت. ولكن لماذا كل هذا التحفظ في تصريحاتك؟ صراحة لا أريد الخوض في متاهات، وحتى أوضح أكثر أريد القول أني جاهز بعد أن تعافيت من المرض، ولكن هذا لا يعني أني ضمنت مكانةً أساسية، سأكون تحت تصرف الطاقم الفني وهو الذي يقرر. إذن تطمئن كل أنصار المنتخب الوطني ؟ من هذه الناحية أقول لكل أنصار منتخبنا الوطني أن ڤواوي جاهز ومستعد للتضحية من أجل "الخضر"، وسأحضر بجدية للمونديال حتى نشرف الجزائر، لأني أعلم جيدا أن أنصارنا ينتظرون منا الكثير ويأملون في مواصلة تألقنا في جنوب إفريقيا. قبل أن نتحدث عن المباراة الودية المقبلة نعود قليلا إلى الوراء وبالضبط إلى أنغولا، يبدو أنك صُدمت بعدم مشاركتك بسبب المرض؟ هذا أمر مفروغ منه، فالمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا أمر لا يستهان به، وحلم بالنسبة لأي لاعب، وأنا حضّرت مع زملائي منذ البداية وتعبت معهم كثيرا في التصفيات لبلوغ هذه الدورة، وفي الأخير مرضت واضطريت لإجراء عملية جراحية، صحيح أني راض بقدر اللّه وقضائه، إلا أن الحقيقة أني صُدمت في تلك الفترة ولكن بمرور الوقت قبلت بالأمر الواقع، ثم أن عودتي إلى أنغولا ووقوفي إلى جانب زملائي خفّف عليّ نوعا ما من وقع الصدمة. وكيف كنت تتابع المباريات من المدرجات أو من دكه الاحتياط؟ من الصعب جدا أن تكون لاعبا ولا تتمكن من المشاركة، صدّقني أفضّل ألف مرة إن أشارك وأتحمل المسؤولية مهما كانت على أن أتذوق مرارة متابعة منتخب بلدي من المدرجات أو من دكه الاحتياط، الأمر صعب للغاية خاصة عندما ترى أنك قادر على المساعدة ولكنك عاجز على فعل أي شيء، وليس هناك أصعب من هذا الأمر حسب رأيي. كنت في المستشفى ولم تشاهد مباراة مالاوي، يبدو أنك أُصبت بخيبة أمل كبيرة بعد سماعك للنتيجة؟ ..يتردد ثم يجيب.. لا تذكرني بتلك المباراة لأنها بمثابة كابوس لكل الجزائريين، أثناء تلك المباراة كنت في غيبوبة باعتبار أني خرجت من غرفة العمليات، لكن فيما بعد علمت بالنتيجة، صراحة لم أصدق ولم أفهم ما الذي حدث لنا بالضبط، وعندما تنقلت لأنغولا مجددا عرفت أسباب تلك الخسارة، لكني كنت متأكدا من أننا سنتجاوز محنة تلك المباراة بسلام وهو ما حدث بالضبط، وفي هذا السياق أقول وبدون أن أضخم الأمور أو أبالغ فيها صدقني لو نلعب عشرة مرات أمام مالاوي مرة أخرى لن يستطيعوا الفوز علينا، صراحة ما حدث مجرد كبوة جواد ليس إلا. "الخضر" تمكنوا من بلوغ نصف النهائي واحتلوا المرتبة الرابعة، هل كنت تتوقع هذا الإنجاز؟ كنت أتوقع أكثر من هذا الإنجاز لأننا فزنا على بطل إفريقيا ثلاث مرات متتالية وأبعدناه من سباق كأس العالم بجدارة واستحقاق، وكان بإمكاننا التتويج حتى باللقب، ناهيك أننا أبعدنا وأقصينا أقوى فريق في الدورة ويتعلق الأمر بالمنتخب الإيفواري، ولولا الذي حدث لنا من طرف الحكم في مباراة مصر لكانت الأمور مخالفة تماما. تقصد أن كوفي كوجيا صنع الفارق؟ لست أنا فقط من يقول هذا بل كل العالم، وكل من شاهدوا المباراة ما عدا المصريين، عموما اعتدنا على مثل هذه التصرفات من أشقائنا الفراعنة، الذين يدّعون العظمة فعليهم الآن أن يفرحوا بالكأس الإفريقية وأن يشاهدونا في المونديال عبر شاشة التلفزيون، فكوفي كوجيا كان واضحا منذ البداية أنه يريد تسهيل مهمة المصريين بطريقة غير مباشرة، وبمرور زمن المباراة أظهر تحيّزه بشكل واضح. كلام كثير قيل عن زميلك شاوشي بعد الذي قام به في مباراة مصر، لو كنت مكانه هل كنت ستتصرف بنفس تلك الطريقة؟ من فضلك أعفني من هذا السؤال لأني لن أرد عليه، فأنا لم أشارك في تلك المباراة ولم أكن مكانه ولا يمكن مطلقا أن أجيب عن أمور لم تحدث معي. هناك حديث عن تدعيم المنتخب بحارس مرمى قبل المونديال، هل أنت مع أو ضد هذه الفكرة؟ أمور كهذه ليست من صلاحياتي فهناك اتحادية وهناك طاقم فني وهما الأجدر للحسم في مثل هذه الأمور، وأنا بصفتي لاعب في المنتخب يجدر بي تقبل كل القرارات مهما كانت حتى ولو كانت على حسابي. حدثنا قليلا عن المواجهة الودية الدولية أمام صربيا؟ الأكيد أنها ستكون مواجهة ودية مفيدة بالنسبة لنا قبل أشهر قليلة من المونديال، لأن المنتخب الصربي غنيٌّ عن كل تعريف ومستواه عالمي، بالإضافة إلى أنه يلعب تقريبا بنفس طريقة المنتخب السلوفيني، الذي يوجد معنا في نفس المجموعة، والأكيد أننا سنستفيد كثيرا من هذه المواجهة وسنمتع أنصارنا. بالمناسبة المباراة ستكون بملعب 5 جويلية ألا تخشون أن تؤثر عليكم الأرضية سلبا؟ أرضية ملعب 5 جويلية جيّدة والمشكل فقط أنها تصبح غير صالحة في حال تساقط الأمطار، كما أن هذا الملعب سيسمح لعدد كبير من الأنصار بمشاهدة المباراة، بالنظر لسعة مدرجاته، وأتوقع أن تكون المواجهة عرسا كرويا بين منتخبين من طراز عالمي وسيتمتع أنصارنا إن شاء اللّه. بالمقابل ستعرف المواجهة وافدا جديدا ل"الخضر" ويتعلق الأمر بلحسن، ما تعليقك؟ مهدي لحسن لاعب جزائري مثله مثلنا، وصراحة لا أعرف لماذا أثير جدل كبير حول قضيته، مرحبا به معنا وأتمنى له التوفيق، وسنسعى جاهدين لمساعدته على الاندماج في المنتخب، مثلما فعلنا مع العناصر الأخرى على غرار يبدة، مغني وعبدون، وبما أنه لاعب يلعب في أقوى بطولة في العالم، فالأكيد أنه سيتمكن من منح دفع إضافي للمنتخب الوطني قبل خوض غمار المونديال. ولكن حسب المعلومات التي بحوزتنا أنه لم يكن يلقى الإجماع من بعض اللاعبين قبل "الكان"؟ هذا الكلام لا أساس له من الصحة تماما، ولو كان حقا لأكدت لكم ذلك، لأني لا أخشى أي أحد عندما يتعلق الأمر بقول الحقيقة، كل ما في الأمر أن هناك ضجة أثيرت حول لحسن قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا من طرف الإعلام فاختلطت بذلك المفاهيم، كما أنه ولظروف شخصية لم يلتحق بنا فلا داعي لنسج قصص من الخيال بخصوصه وأجدد الترحيب به في المنتخب. كل الجزائريين يحلمون بالمرور للدور الثاني من المونديال، هل ترى أن "الخضر" قادرين على تحقيق هذا الإنجاز؟ لو تسأل أي لاعب في المنتخب فسيجيبك بالإيجاب، فالمرور إلى الدور الثاني من كأس العالم هدفنا المنشود، وأنا أقول أنه بإمكاننا تجاوز الدور الأول ولكن علينا أخذ الحيطة والحذر من المنتخبين الأمريكي والسلوفيني، لأننا إلى حد الآن أعطينا أهمية كبيرة للمنتخب الإنجليزي المرشح بقوة، ونسينا أن المنتخب الأمريكي بلغ نهائي كأس القارات والمنتخب السلوفيني يسعى لإحداث المفاجأة، وبالتالي مهمتنا لن تكون سهلة على الإطلاق. إذن من ترشح للمرور للدور الثاني؟ رغم كل المعطيات التي ذكرتها سابقا، وبالرغم من أن الواقع شيء آخر تماما إلا أني أرشح مرور المنتخب الوطني الجزائري مع المنتخب الإنجليزي للدور الثاني، وطبعا هذا لن يكون سهلا، وأريد إضافة أمرا مهما لو سمحت. تفضل.. في حال ما إذا تمكنا من المرور إلى الدور الثاني، أتوقع أن نحدث مفاجأة من العيار الثقيل ونذهب إلى أبعد الحدود، لا أقول أننا سنتوج باللقب لكننا سنسجل اسم الجزائر بأحرف من ذهب في سجل المونديال، لأن اللاعب الجزائري معروف بحرارته الكبيرة التي تمكنه دائما وأبدا من صنع الفارق ومخالفة كل التوقعات، وحقا "الخضر" كبار مع الكبار. توجد في نهاية عقدك مع فريقك أولمبي الشلف، هل تفكر في البقاء أم تفضل تغيير الأجواء؟ بصراحة حلمي ككل لاعب طموح الظفر بعقد احترافي، لا يخفى عليكم أي بلغت ال32 عاما، وبالنسبة لحراس المرمى السن لا يشكل عائقا، ولهذا فإني أهدف لختم مشواري بتجربة احترافية. وهل لديك عروض؟ الآن أنا مرتبط بعقد مع فريقي يجدر بي احترامه والالتزام به، والعروض التي وصلتي إلى حد الآن ليست رسمية ولا تعدو أن تكون اتصالات من المناجرة، ولكني لست مهتما في ظل الظروف الحالية لأن الوقت غير مناسب ولكل مقام مقال. وهل تفضل الاحتراف في الخليج أو في أوروبا؟ سأجيب بدون تردد، أفضّل الاحتراف في أوروبا لأني أريد بكل بساطة التألق ورفع مستواي أكثر ولا أفكر في الجانب المادي، فلو كنت أرغب في جني الأموال لقلت أني أفضل الاحتراف في الخليج، لكن لكل لاعب وجهة نظره الخاصة. ماذا تقول لأنصار المنتخب الوطني الذين اشتاقوا لرؤيتك؟ أولا أشكر لهم اهتمامهم بي، وأعدهم بمستوى راقٍ يكون عند حسن تطلعاتهم، وأؤكد لهم أني جاهز لخوض غمار المنافسة الرسمية وكلنا واعون بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا قبل المونديال، وعازمون كل العزم على رفع التحدي وإسعادهم بالنتائج الإيجابية إن شاء الله.