في اتصال هاتفي مع قائد المنتخب الوطني، يزيد منصوري، يفتح هذا الأخير قلبه ل"لشباك"، ليضع النقاط على الحروف بخصوص أهم القضايا التي سادها الغموض في الآونة الأخيرة بما فيها قضية استدعاء لحسن، الذي قيل أنه غير مرغوب فيه من طرف بعض اللاعبين، ليقطع منصوري الشك باليقين ويؤكد أن ما قيل حول التحاق لحسن لا أساس له من الصحة، وأن جميع زملائه يرحبون به وليس بوسعهم مناقشة قرارات الناخب الوطني، الذي يعد الوحيد الكفيل باستدعاء اللاعبين... كما تحدث بإسهاب عن عودة زميله جبور وكذا المواجهة الودية أمام المنتخب الصربي وحظوظ "الخضر" في المرور إلى الدور الثاني من المونديال، وأمور أخرى شيّقة يكشفها حصريا ل"الشباك".. تابعوا... يزيد، كيف الأحوال؟ بخير، الحمد للّه، كل شيء على ما يرام. حاولنا الاتصال بك في عدة مناسبات لكنك لم ترد، ما سبب ذلك؟ آه.. صحيح، وجدت عدة مكالمات أول أمس من الجزائر، ولكني لم أتمكن من الرد، باعتبار أني كنت في الفندق رفقة زملائي في تربص مغلق مصغر قبل مباراتنا أمام نادي تولوز، ولهذا لم أرد على كل المكالمات التي وصلتني حيث كنت أركز مع فريقي. بالمناسبة، يظهر أنكم ضيّعتم الفوز فوق أرضية ميدانكم وأمام جمهوركم؟ صحيح، كان بإمكاننا الفوز في مباراة أول أمس، باعتبار أننا سيطرنا فيها وكنا السباقين للتهديف، ولكن للأسف الشديد، نادي تولوز تمكن من تعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة، ولم نتمكن من العودة في النتيجة، لكن يجب أن نؤكد أننا لعبنا أمام فريق قوي في البطولة الفرنسية، وعموما هذه هي كرة القدم فيها فريق فائز وآخر منهزم وعادة ما تنتهي بالتعادل. لكن نادي تولوز سجل هدف التعادل مباشرة عقب تغييرك، ما تعليقك؟ (يضحك) ثم يجيب..لا دخل للتغيير في الهدف الذي تلقيناه، ففي فرنسا هناك عقلية احترافية وعندما نفوز نقول أن الفوز من صُنع الجميع وعندما ننهزم لا نوجه أصابع الاتهام لأحد دون الآخر، فجميعنا نتحمل المسؤولية وربما تعثرنا أمام تولوز كان بسبب أرضية الميدان التي كانت ثقيلة جدا وساعدت الفريق الذي يدافع أكثر من الذي يهاجم، وعموما وضعية فريقي في الترتيب العام جيدة ولا خوف علينا وسنتمكن إن شاء اللّه من ضمان البقاء. لنتحدث عن المنتخب الوطني، سعدان استدعى عشرين لاعبا للتربص المقبل، ماذا يقول القائد منصوري عن القائمة؟ من الطبيعي أن يستدعى الناخب الوطني لاعبيه قبل أيام قليلة من التربص المقبل الذي سيسبق المباراة الودية أمام المنتخب الصربي، لا يمكنني أن أعلق على القائمة لأنها ليست من صلاحياتي، فهناك اتحادية وهناك مدرب وطني وهما الأجدر والأولى باختيار عناصر المنتخب، ثم أن القائمة التي أعدها سعدان عادية ولا يوجد فيها أي مفاجأة، ما عدا غياب بعض زملائي المصابين الذين أتمنى لهم بالمناسبة عودة موفقة في القريب العاجل. لكن ما عدا المصابين هناك استدعاء لحسن الذي سيلتحق ب"الخضر" لأول مرة؟ صحيح.. وأنا بدوري كقائد للمنتخب أرحب به معنا وأتمنى له التوفيق والنجاح، وسأعمل على مساعدته للتأقلم مثلما كان عليه الحال مع كل اللاعبين الذين التحقوا بالمنتخب مؤخرا على غرار مغني، يبدة وكذا عبدون. راجت أخبار قبل "الكان" على أنكم لا ترغبون في التحاق لحسن، هل هذا صحيح؟ صدقني وأتحدث بالنيابة عن كل زملائي في هذا الموضوع، لا يوجد أي لاعب يصل به الأمر إلى التدخل في صلاحيات المدرب أو الاعتراض على استدعاء لاعب مهما كان وزنه في المنتخب، كل ما حدث قبل نهائيات كأس أمم أفريقيا أن هناك سوء تفاهم فقط. ماذا تقصد بالضبط؟ سأتحدث معك بكل صراحة، نحن لم نرفض مطلقا استدعاء لحسن والمدرب سعدان شخصيا تحدث معنا في هذه القضية، وحذّرنا من التدخل في صلاحياته، ولكننا أخبرناه أن التصريحات التي أدلينا بها لم نكن نقصد بها عدم رغبتنا في التحاق لحسن، بل أن هناك بعض التأويل الذي حدث في كلامنا جعل الأمور تتعقد، فمثلا أحد زملائي كان يقصد أننا تعبنا من أجل بلوغ المونديال ولمّا كنا بحاجة إلى تدعيم لم نجد من يدعمنا والآن لما حققنا الأهم يأتي بعض اللاعبين ويشاركون في المونديال في مكان من حاربوا من أجل بلوغ هذا الهدف، ولكن هذا الكلام لم نكن نقصد به مطلقا رفضنا لاستدعاء لحسن. إذن تقر بأن لحسن جدير بالاستدعاء للمنتخب الوطني؟ هذا أمر مفروغ منه، فلقد سبق لي وأن شاهدت لحسن في عدة مناسبات مع فريقه الإسباني، وأدركت أنه لاعب موهوب بإمكانه منحنا الدفع الإضافي اللازم، ومادام أننا على مشارف خوض غمار المونديال، فيجب أن نضع كل الاعتبارات جانبا في سبيل المصلحة العليا للمنتخب، وإسعاد جمهورنا الذي يستحق كل خير. ألا تخشي من أن يتعرض لحسن لمضايقات في المنتخب؟ لا أدري لماذا أنت مصر على طرح هذه الأسئلة التشاؤمية، إنتبه معي جيدا.. ليست هذه المرة الأولى التي يلتحق فيها ب"الخضر" لاعب جديد، ولغاية الآن لم نصادف أي مشكل، فلماذا كل هذا التضخيم؟!، أستطيع أن أؤكد لك من الآن أن لحسن سيلقى ترحابا كبيرا وسنسهل اندماجه في المنتخب وسرعان ما تطوى هذه الصفحة نهائيا، لأنها أخذت قسطا من الاهتمام أكثر من اللازم. عرفت القائمة أيضا عودة زميلك جبور، ماذا تقول؟ جبور ليس عنصرا جديدا في المنتخب، فلقد خاض معنا كل التصفيات وساهم بشكل كبير في إحراز التأهل للمونديال، وهو جدير بمشاركتنا في العرس الكروي العالمي، وبالنسبة لي، جبور قطعة مهمة في المنتخب خصوصا بعد عودته القوية مع ناديه اليوناني، وننتظر منه الكثير، خصوصا وأنه تعلم كثيرا من عدم استدعائه لنهائيات كأس أمم أفريقيا. تقصد أن سعدان لم يكن محقا في عدم استدعائه" للكان"؟ من فضلك لا تقوّلني ما لم أقل، فأنا لم أقل مطلقا أن سعدان لم يكن محقا في استدعاء زميلي جبور لنهائيات كأس أمم إفريقيا وليس من حقي حتى التعقيب على قرارات المدرب الوطني، أقصد أنه تعلم من عدم استدعائه أي أنه عمل بجدية فيما بعد ولم يفقد الأمل وتمكن من فرض نفسه من جديد في فريقه، وبالتالي استعاد مكانته في المنتخب، والأكيد أنه سيحرص على الحفاظ عليها من هنا فصاعدا، لأنه تذوّق مرارة مشاهدتنا من خلف الشاشة دون أن يتمكن من فعل أي شيء. ستلعبون أمام المنتخب الصربي وديا في 3 مارس المقبل بملعب 5 جويلية، كيف ترى هذه المواجهة؟ الأكيد أنها ستكون بمثابة محطة تحضيرية هامة بالنسبة لنا قبل المونديال، أمام منافس من العيار الثقيل، سنستفيد كثيرا من هذه المواجهة، وسنعرف مدى استعدادنا لخوض غمار المونديال، وفي هذا السياق أظن أن الناخب الوطني والاتحادية أحسنوا اختيار المنافس. تقصد أن طريقة لعب المنتخب الصربي تشبه طريقة لعب المنتخب السلوفيني الذي ستواجهونه في أول مباراة من المونديال؟ أجل، بالضبط، هذا ما أقصده، الأكيد أن طريقة اللعب الإفريقية تختلف عن الطريقة الأوروبية، ويجدر بنا مواجهة منتخبات أوروبية قبل المونديال، ولهذا أقول أن كل المباريات الودية التي سنخوضها قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا ستفيدنا كثيرا. ستعودون إلى ملعب 5 جويلية من جديد وتلتقون الأنصار، ما تعليقك؟ في كل مرة نلعب فيها أمام جمهورنا نكون جد سعداء ونحاول قدر المستطاع إدخال الفرحة لقلوبهم، وأنا متأكد من أن الحضور الجماهيري سيكون قويا وهذا ما يحفّزنا أكثر لبذل مجهودات مضاعفة، بالمقابل لا يمكن أن أنكر أن اللعب في 5 جويلية ممتع، وأتمنى فقط أن تكون الأرضية على أحسن ما يرام. نفهم من كلامك أن الأرضية تثير مخاوفكم؟ الجميع يعلم أن أرضية الميدان معادلة مهمة في كرة القدم، فإذا كانت الأرضية جيدة سنتمكن حتما من تقديم عروض شيقة لأنصارنا، وفي حال العكس فإننا سنجد صعوبة، ولهذا أتمنى أن تكون أرضية ملعب 5 جويلية جيدة حتى لا نفكر في تغيير الملعب فيما بعد. أشهر قليلة تفصلنا عن المونديال، هل يمكن القول أن "الخضر" جاهزون لخوض غمار هذه المنافسة؟ أقول لكل أنصارنا.. لا خوف على المنتخب الوطني الذي أصبح ناضجا، فلقد برهنا في عدة مناسبات أننا قادرين على مقارعة الكبار ولا نخشى مواجهة أي منتخب مهما كانت قوته، الأكيد أننا جاهزون للمونديال ولكن مازال أمامنا بعض الوقت لتدارك النقائص حتى نكون في أحسن أحوالنا في كأس العالم ونشرف الشعب الجزائري في جنوب إفريقيا. وهل ترى أن الجزائر قادرة على تخطي عقبة الدور الأول في المونديال؟ أظن أننا نملك الإمكانيات التي تسمح لنا بإحداث المفاجأة، فمشوارنا في التصفيات كان جد إيجابي ونفس الأمر بالنسبة لمشاركتنا في نهائيات كأس أمم إفريقيا واحتلالنا للمرتبة الرابعة، نحن قادرين على المرور للدور الثاني لأن بعض الأخصائيين رشحوا كوت ديفوار للفوز بكأس العالم وتغيير خريطة العالم الكروية، ولكننا فزنا على هذا المنتخب القوي في أنغولا، مما يعني أننا لا نقل شأنا وبإمكاننا إحداث المفاجأة. ما سر هذا التفاؤل الكبير؟ صدقني المعروف عني أني لا أفرط في التفاؤل وكل الكلام الذي قلته منطقي، فالثقة في النفس عامل مهم في كرة القدم ويجب على كل لاعب أن يتحلى به، كما أني لا أريد قول كلام قد أحاسب عليه مستقبلا، فكل ما قلته أننا قادرين على المرور للدور الثاني من المونديال ولم أقل أننا سنتوج بكأس العالم. في رأيك من سيتأهل في مجموعتنا للدور الثاني؟ بالطبع أرشح منتخب بلدي للمرور للدور الثاني إلى جانب المنتخب الإنجليزي القوي الذي يصعب هزمه، والذي يطمح للتتويج باللقب العالمي، ويبقى كلامي هذا مجرد تخمينات فقط، لأن الواقع أمر آخر وفوق الميدان تتغير كل المعطيات وتصبح الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات، وأريد أن أضيف أمرا مهما لو سمحت... أجل بالطبع تفضل.. حذار من استصغار المنتخب السلوفيني، إنه منتخب قوي جدا وتأهل بجدارة واستحقاق للمونديال على حساب المنتخب الروسي القوي هو الآخر، فعادةً مثل هذه المنتخبات تحدث المفاجأة ولكننا سندافع عن حظوظنا حتى آخر لحظة وسنسعى جاهدين لتشريف الجزائر. ألم يؤثر عليكم غياب الأنصار في أنغولا؟ صحيح، اعتدنا على اللعب أمام جمهورنا الذي نجده معنا حتى في خرجاتنا البعيدة، لكن في أنغولا ولأسباب يعرفها الجميع لم يتنقل الأنصار بقوة إلى غاية مباراة نصف النهائي أمام مصر، ولكننا نعذرهم وندرك أنهم لم يقصّروا مطلقا في حق منتخب بلادهم، وخير دليل على ذلك ما فعلوه في التنقل الأسطوري للخرطوم، والذي ساعدنا كثيرا في اقتطاع تأشيرة التأهل. الأكيد أنكم تتمنون حضور الأنصار في جنوب إفريقيا؟ بالطبع، في جنوب إفريقيا الأمر يتعلق بكأس العالم، هذا الحدث الذي لا يتكرر سوى مرة واحدة في كل أربع سنوات، والأكيد أن أنصارنا لن يفوّتوا هذه الفرصة لمشاهدة المونديال والتمتع والوقوف بجانبنا، لأننا بحاجة ماسة إليهم، بالإضافة إلى أني أعرف بعض الجزائريين المقيمين بفرنسا الذين شرعوا في إتمام الإجراءات من الآن للتنقل إلى جنوب إفريقيا. ما هي أسوء ذكرى لك في "لكان" الأخير؟ سأجيب بدون تردد، مباراة نصف النهائي أمام المنتخب المصري، الذي كان بطلها الحكم البنيني كوفي كوجيا، ولا داعي للدخول في التفاصيل من فضلك، لأني سئمت من الحديث عنه. وماذا عن أحسن ذكرى؟ الهدف الثاني الذي سجله زميلي بوڤرة في مرمى كوت ديفوار في الدقيقة الأخيرة من مباراة الدور ربع النهائي، والذي أعاد به الأمل ل35 مليون جزائري. بالمناسبة أضحت تصلنا عدة مكالمات من المعجبات يطلبن أرقام هواتفكم، هل تسمح بمنحهن رقم هاتفك؟ (يضحك..ثم يجيب) أنا متزوج، فإذا كان الإعجاب لا يعدوا أن يكون في مجال كرة القدم فأنا شخصيا ملك لكل الجزائريين، وإذا تتحدث عن أمور أخرى فأنا في غنى عنها، ومن فضلك رقم هاتفي شخصي لا أرغب تسريبه للمعجبات لأن مثل هذه الأمور ستحدث لي المشاكل مع زوجتي. ماذا تقول في الختام؟ أريد أن أرحب مجددا بالوافد الجديد ل"الخضر" مهدي لحسن، وأؤكد أني سأعمل جاهدا على مساعدته، وأتوجه بسلامي الحار إلى كل أنصارنا الأعزاء وأعدهم بأننا لن ندخر جهدا في إسعادهم بالنتائج الإيجابية وتشريفهم في المونديال، كما أتمنى الشفاء العاجل لكل زملائي المصابين بما فيهم بزاز، مغني، صايفي وكذا الحارس شاوشي.