يؤكد اللاعب الدولي الجزائري ونادي بورتسموث الإنجليزي، نذير بلحاج، في هذا الحوار الذي تنفرد به الشباك لقرائها أن العقوبة التي قيل عنها مؤخرا حول غيابه عن المونديال لا أساس لها من الصحة، وأنه سيكون حاضرا مع زملائه، لأن عقوبات الكاف لا دخل لها في الفيفا، وحتى عقوبات كأس إفريقيا لا تمس كأس العالم، معرجا على قدوم اللاعب العمري الشاذلي، أعز أصدقائه للمنتخب الوطني، مؤكدا أنه سيجد الترحاب، لأنه ابن البيت ويأمل أن يأتي بالجديد ويقدم الإضافة للمنتخب، لأنه يحب الخضر وقادر على مدهم المساعدة في الميدان. أما فيما يخص اللاعب ڤديورة الذي سبق له أن لعب معه في البطولة الفرنسية قال عنه كلاما معسولا، لكن بلحاج ترك القرار للمدرب رابح سعدان المخول الوحيد في استدعاء أي لاعب إلى الخضر، كما لم ينس نذير الحديث عن قضية بورتسموث التي اعتبرها من شأن الإدارة، وأنها لا تعنيه لأن مهمته تقتصر في الميدان، خاتما حديثه بالتعليق عن لقاء صربيا الذي اعتبره فرصة حقيقية للاحتكاك مع فرق أوروبا الشرقية قبل مواجهة سلوفينيا في المونديال... كيف هي أحوال نذير بلحاج في المدة الأخيرة؟ الحمد لله على كل شيء، لأنني في المدة الأخيرة ألعب أساسيا في فريقي، وهذا شيء ممتاز بالنسبة لكل لاعب كرة قدم، فبعد أن عانيت من قبل فيما يخص مشاركتي في التشكيلة الأساسية، أنا حاليا في أحسن أحوالي وهذا ما أتمنى أن يعود بالفائدة على المنتخب الوطني، ولأكون في المستوى دائما مع النخبة الوطنية التي تحتاج إلى لاعبين جاهزين فنيا وبدنيا. وما تعليقك عن وضعية بورتسموث الحالية؟ صحيح أن النادي ليس على ما يرام من الناحية الإدارية، حيث وضع تحت الحراسة القضائية، ونحن الآن لا نملك أية معلومة عن الأحداث الجارية، لهذا نحن جد قلقين من هذا الجانب، ولا يمكن لأي لاعب أن لا يتأثر من مثل هذه الأمور لما تحصل لإدارة النادي الذي يلعب فيه، ولازلنا نترقب أي جديد في القضية التي ستتضح أكثر في الأيام القليلة القادمة. يقال إن بورتسموث خصم من رصيده تسع نقاط كاملة.. لحد الآن لا جديد يذكر، ولم تخصم منا هذه النقاط التي يتحدثون عنها، لهذا همنا الوحيد اللعب حتى الدقيقة الأخيرة ومحاولة إنقاذ النادي من السقوط للدرجة الأولى، وهذا ما يدفعنا للمحاربة من أجل تحقيق نتائج ممتازة مستقبلا للخروج من المنطقة الحمراء، وهذا بوضع كل الاعتبارات جانبا وعدم التفكير في الجانب الإداري، لأن هناك أشخاص معنيين بذلك بصفة مباشرة. كثر الحديث مؤخرا عن التحاقك بالبارصا واهتمام النادي الكاتالوني بخدماتك.. سمعت عن هذه الأخبار عن طريق وسائل الإعلام ولحد الآن لا جديد يذكر، فلم أتلق أي اتصال رسمي من البارصا ولم يتصل بي لا من قريب ولا من بعيد أي مناجير، لهذا اعتبر نفسي لحد الآن في بورتسموث وسأحارب فوق الميدان من أجل إخراجه من الوضعية الحرجة التي يتواجد فيها، وأترك اتصال البارصا للمستقبل فلكل حدث حديث. ينتظركم بعد غد الأربعاء لقاءً وديا أمام المنتخب الصربي، كيف تراه؟ هي مواجهة صعبة ومهمة جدا بالنسبة لنا، فرغم أنها ودية إلا أن تركيزنا سيكون كبيرا جدا، وسنحاول اللعب بكل قوة من أجل الفوز وإسعاد كل الجماهير التي ستكون حاضرة في الملعب، سيما أنه لقاء صعب أمام منتخب قوي متأهل إلى المونديال، وتمكن حتى من احتلال الصف الأول أمام المنتخب الفرنسي، وسيشارك للمرة الثانية على التوالي في كأس العالم، لهذا أعتبره من أقوى المنتخبات العالمية. ألا ترى أنكم ستواجهون منتخبا يشبه في طريقة لعبه منتخب سلوفينيا؟ من دون شك، سنحتك بلعبنا مع صربيا بإحدى منتخبات أوروبا الشرقية، وهذا شيء ممتاز قبل المونديال، لهذا سنحاول أخذ نظرة عامة عن مستوى الفرق الأوروبية الشرقية كي نقيس مستوانا الحقيقي، ومثل هذه المواجهات تعتبر مفيدة جدا لنا قبل نهائيات كأس العالم التي تكون دائما صعبة خاصة لمّا تواجه منتخبات من مستوى عالمي ولاعبين ذو مستوى كبير. كثر الحديث مؤخرا عن عقوبتك وعن غيابك عن المونديال؟ اعترفت بالخطأ الذي ارتكبته في لقاء مصر والجميع يعلم ذلك، لأن ما قمت به شيء قبيح واعترفت بذلك للجميع حتى لحكم المباراة بعدما طردني ورفعت يدي إلى السماء، لكن الحديث عن عقوبتي وغيابي عن المونديال لا أساس له من الصحة، لأنني استفسرت عن القضية وقيل لي أنني سأكون حاضرا في كأس العالم والعقوبة لن تمسني في هذه المنافسة. هل يمكن أن تفسر لنا ذلك أكثر؟ البطاقة الحمراء التي تلقيتها كانت في كأس أمم إفريقيا، وحسب القانون العام لهذه المنافسة فإنها لا تمس إلا منافسات "الكاف"، وهذا ما يدل على أني سأكون حاضرا في كأس العالم التي تعتبر منافسة تشرف عليها "االفيفا"، وحتى إن صدرت عقوبة ضدي فسأغيب عن المواجهات الأولى لتصفيات كأس إفريقيا أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى، ولا علاقة لهذه العقوبة بكأس العالم وكل ما يقال لا أساس له من الصحة. كيف تعلق على عودة زميلك العمري الشادلي للمنتخب؟ العمري صديقي بغض النظر عن كرة القدم، وأعتز بصداقته فهو قبل كل شيء لاعب متخلق وطموح ولا يخشى التحدي، ثم إنه ليس عنصرا جديدا في المنتخب حيث سبق له وأن حمل ألوان "الخضر"، ولا يمكن لأي أحد أن ينكر أنه لاعب موهوب وبإمكانه منح دفع إضافي للمنتخب. إذن يمكن القول أنك تتنبأ له بالتألق؟ بصراحة أتمنى هذا من صميم قلبي، فنحن جميعا نحمل ألوان منتخب واحد وندافع عن الجزائر ولا يمكن القول أني أرحب بالشادلي لأنه عاد إلى عائلته والأمر المفروغ منه أنه لن يجد صعوبة كبيرة في الاندماج باعتبار أنه يعرف جل اللاعبين ويتصل بنا بانتظام. تقصد أن الشادلي لم يقطع اتصالاته بكم؟ هذه شهادة يتعين عليّ أن أدليها بخصوص زميلي، ففي كل مرة نكون أمام مباراة صعبة يقوم بالإتصال بنا ويحاول أن يرفع معنوياتنا، وكل هذه الأمور توحي بأنه متعلق بالجزائر وسيفيد "الخضر" كثيرا، وحتى بعد نهاية المباريات يتصل ويهنئنا إن فزنا ويخفف علينا إذا كانت النتيجة سلبية. هناك لاعب آخر بات التحاقه ب"الخضر" وشيكا ويتعلق الأمر بڤديورة، هل تعرف هذا اللاعب؟ في البداية أفيدك بمعلومة.. نحن اللاعبين الجزائريين في أوروبا نعرف بعضنا جيدا، فڤديورة سبق لي أن لعبت معه في لانس، يملك إمكانيات لا بأس بها، وحسب اعتقادي ڤديورة قادر على منح الشيء الإضافي ل"الخضر". وهل أنت مع تدعيم المنتخب بلاعبين جدد قبل المونديال أم ضد هذه الفكرة؟ الأكيد أن ردي سيكون بالإيجاب، باعتبار أننا سنشارك في أهم حدث كروي في العالم وهو المونديال وسنمثل الجزائر، وأنا من جهتي أرحب بكل من بإمكانه منح دفع إضافي للمنتخب، بالرغم من أن أمورا كهذه ليست من صلاحياتي مادام أن هناك اتحادية ومدرب يعلم جيدا ما يجب فعله. الملاحظ من خلال كلامك أنك تتحدث بتحفظ كبير ما سر ذلك ؟ أبدا ما دام أني قبلت الحوار فسأقول كل شيء يدور في خلجات نفسي، طبعا دون أن أتجاوز حدودي أو أتدخل في صلاحيات لا تعنيني، فإذا تحدثت عن نفسي فسأجيب بكل حرية ولكن عندما يتعلق الأمر بقضايا لا تخصني فمن الطبيعي أن أتحدث بتحفظ. يبدو أنكم حفظتم الدرس بعد حادثة لحسن؟ أه لقد ذكرتني بنقطة مهمة جدا أريد أن أقول أمرا مهما صدقني، ما حدث قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا بخصوص قضية لحسن ضجة مفتعلة، فأنا شخصيا لم أعارض مطلقا التحاقه وكل زملائي لم يعارضوا التحاقه بل أن بعض الأطراف حاولت تضخيم الأمور وستتأكدون بأننا نرحب بكل من بإمكانه منح دفع إضافي للفريق من خلال مساعدتنا لزميلنا لحسن بالتأقلم مع المجموعة في القريب العاجل، فنحن جميعا ندرك أن المنتخب ملك كل الجزائريين وأن هناك مدرب هو من يقرر ويعين وعلينا تقبل قراراته حتى ولو كانت على حسابنا. جمهور غفير يعتزم حضور المباراة الودية أمام صربيا، فهل يمكن القول أن المواجهة ستكون فرصة مواتية للإحتفال مع أنصاركم؟ في الحقيقة وصلتنا أخبار عن نفاذ التذاكر الخاصة بهذه المباراة فور عرضها للبيع، وهذا أمر يؤكد مدى الثقة المتبادلة بيننا وبين أنصارنا ، ولا أقول أن المواجهة ستكون احتفالية بل ستكون تحضيرية باعتبار أننا على مشارف خوض غمار المونديال. ستلعبون هذه المرة بملعب 5 جويلية والحضور الجماهيري سيكون قويا ماتعليقك؟ بالنسبة لي ولجل زملائي ليست هذه المرة الأولى التي نلعب فيها بملعب 5 جويلية وندرك تمام الإدراك أن الحضور الجماهيري سيكون قويا، وهذا أمر محفز فالفرصة ستكون مزدوجة أولا للقاء أنصارنا وثانيا للتحضير للمونديال بمواجهة منتخب عالمي من طراز صربيا. وماذا عن الأرضية ؟ في المرة الاخيرة التي لعبنا فيها لم تكن على أحسن مايرام ولهذا قررنا مواصلة مشوار التصفيات بملعب البليدة، ولكن حسب المعلومات التي وصلتنا الأن تحسنت الأرضية عموما هذا ما نتمناه حتى ترقى المباراة لمستوى تطلعات أنصارنا، وحتى نتمكن من إظهار كامل إمكانياتنا مادام أن أرضية الميدان عامل مهم في معادلة كرة القدم. هل يمكن القول أن المنتخب حاليا جاهز لخوض غمار المونديال؟ أنهينا مؤخرا منافسة كأس أمم إفريقيا التي أظن أننا شرفنا فيها الكرة الجزائرية وزادت من تماسك المنتخب، صحيح أن الأمور تختلف في المونديال لكن مادام أن عامل الإرادة موجود فكل شيء يهون وسنبلغ أهدافنا المنشودة مهما كانت صعبة المنال، أما بالنسبة عن الحكم على جاهزية المنتخب من عدمه فالأمر خارج عن نطاقي وأظن أن المدرب سعدان الأجدر بالرد على هذا السؤال. ألا تظن أن ابتعاد بعض زملائك في المنتخب عن المنافسة بسبب وضعيتهم كإحتياطيين في أنديتهم سيؤثر على أداء الخضر سلبا؟ هناك أمر مفروغ منه فأي لاعب ومهما كان مستواه ابتعاده عن المنافسة الرسمية يؤثر عليه سلبا، ولكن مادام أننا لعبنا مع بعضنا لمدة طويلة، فأظن أننا سنتجاوز هذا المشكل وسنقدم أداء جيدا في المونديال ثم مازل هناك الوقت الكافي أمام زملائي لتدارك الوضع واسترجاع المكانة التي تليق بهم في أنديتهم. وماذا تقول لأنصار المنتخب الوطني في الختام؟ أولا أقول لهم أننا نحبهم ونحترمهم ونبادلهم نفس المشاعر وأننا لن ندخر أي جهد في سبيل إسعادهم بالنتائج الإيجابية وإدخال الفرحة والسرور في قلوبهم، نرجوا أن يبقوا دائما إلى جانبنا وأتمنى في الأخير أن يسجلوا حضورهم بقوة في مونديال جنوب إفريقيا لأن وجودهم في المدرجات يقوي عزيمتنا مثلما كان عليه الحال في مباراة أم درمان التي ستبقى حتما راسخة في الأذهان.