يتجدد الموعد، ظهيرة اليوم، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الذي سيحتضن مباراة على بالغ من الأهمية، تجمع بين أصحاب الأرض والضيوف من شباب بلوزداد، وتكتسي هذه المواجهة طابع الداربي، وتحمل في طياتها عدة خصوصيات، أهمها أن أصحاب الأرض مجبرون على الفوز للتنفس قليلا، في حين أن الزوار يأملون في العودة بنتيجة إيجابية ولا يبالون مطلقا بوضعية المنافس الذي يتذيل الترتيب، ومن خلال المعطيات الأولية يتضح أن الصراع سيكون على أشده والفرجة مضمونة في انتظار الحسم النهائي فوق المستطيل الأخضر. وتمكن أبناء مدينة الورود في الجولة الأخيرة من فك العقدة التي لازمتهم منذ 12 جولة بفوزهم على مولودية وهران، في مباراة دخلها رفقاء القائد غالم، الذي كان له فضل كبير في ظفر فريقه بالنقاط، بشعار لا مجال للخطأ، بعد التغيير الذي حدث على مستوى العارضة الفنية والذي ساهم في إحداث الديكليك، ولكن عموما الفوز المحقق على حساب الحمراوة لا يعد كافيا ويحتاج إلى تأكيد بالفوز في مواجهة اليوم أمام بلوزداد وهي المهمة الثانية التي يرغب عساس في اجتيازها بنجاح. المعنويات مرتفعة ولا حديث إلا عن الفوز ساهم الفوز الأخير، الذي حققه أبناء مدينة الورود، بشكل كبير في رفع معنويات اللاعبين التي كانت في أسفل السافلين قبل هذه المواجهة، ولكن المعطيات تغيرت والمياه عادت إلى مجاريها، ولا حديث في وسط اللاعبين سوى عن التأكيد وإضافة ثلاث نقاط ثمينة في مواجهة اليوم أمام بلوزداد إلى الرصيد، بالرغم من أن الجميع يعلم أن المأمورية لن تكون سهلة على الإطلاق، مادام أن المنافس معروف بأنه يحسن التفاوض خارج الديار، وبغض النظر عن كل هذه الاعتبارات لا يملك أبناء مدينة الورود أي حجة في حال تعثرهم مادام أن وضعيتهم ليست على أحسن ما يرام وأي تعثر آخر من شأنه أن يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. سيناريو الموسم الفارط مازال في الأذهان ولا يمكن أن نتحدث عن مباراة اليوم دون العودة إلى مواجهة الموسم الفارط التي جمعت بين الفريقين، أين كان أبناء مدينة الورود تقريبا في نفس الوضعية الحالية، وانهزم البليديون في تشاكر أمام بلوزداد بهدفين بالرغم من أن أبناء لعقيبة خاضوا المواجهة بتعداد ناقص وبتشكيلة جلها من الاحتياطيين، وانفجرت الأوضاع حينها لولا حنكة الرئيس زعيم الذي عرف كيف يتدارك الوضع وينقذ الفريق من شبح السقوط في الجولات الأخيرة من البطولة، وبالتالي يتعين على رفقاء شبيرة الحرص على عدم تكرار نفس الأخطاء وأخذ الحيطة والحذر مادام أن المنافس لاتهمه وضعية البليدة مطلقا. عساس يعوّل على إرادة لاعبيه ولا يمكن للمسؤول الأول على العارضة الفنية لفريق مدينة الورود مختار عساس أن يفعل أشياء كثيرة، باعتبار أنه أشرف على الفريق مؤخرا، وبالتالي يعول على تكرار نفس سيناريو مباراة الحمراوة من خلال تعبئة لاعبيه وشحن بطارياتهم بتحفيزها نفسيا، على أمل أن يتدارك النقائص الملحوظة على الجانب التقني والبدني خلال الأيام القليلة المقبلة، ولم يتردد عساس في تصريحاته من التأكيد بأنه ينتظر رد فعل ايجابي من لاعبيه بعد تمكنهم من فك العقدة للاقتراب من بلوغ الهدف المنشود المتمثل في ضمان البقاء. إيزيشال أكبر الغائبين الظاهر أن سوء الطالع يطارد أبناء مدينة الورود وبقوة، وإلا فكيف نفسر غياب أخطر مهاجم في التشكيلة وهو إيزيشال بداعي العقوبة بعد تلقيه للإنذار الثالث على التوالي أمام الحمراوة، وبالتالي يتعين على عساس إيجاد الحلول اللازمة لتغطية غياب هذا اللاعب، مادام أن الفريق سيكون مطالبا ببناء اللعب، سيما أن البليديين يستقبلون فوق أرضية ميدانهم وأمام جمهورهم، وعموما يرتقب أن يخوض عساس مواجهة اليوم بالثنائي جمعوني وعابد على أن يعتمد على بوتابوت كورقة رابحة. زموشي يعود ويعوّض دفنون اللاعب الثاني في صفوف التشكيلة البليدية الذي سيغيب عن مواجهة اليوم هو المدافع المحوري مهدي دفنون، الذي طرد بالبطاقة الحمراء أمام الحمراوة بعد أن أبعد الكرة التي كانت متوجهة مباشرة نحو المرمى بيده، ولكن استنفاد زموشي للعقوبة التي كانت مسلطة عليه تسمح له بالعودة إلى أجواء المنافسة، حيث سيكون في محور الدفاع إلى جانب بلحول هذا الأخير الذي يتعين عليه تحسين أدائه بعد أن اقترف خطأ فادح في مباراة مولودية وتسبب في ضربة جزاء. ..وعلى السلفادور الحضور بقوة يمكن القول إن أنصار اتحاد البليدة قاطعوا المدرجات في الجولات الأخيرة في احتجاج منهم عن النتائج السلبية المحققة، ولكن بعد تمكن رفقاء القائد غالم من تجديد العهد مع النتائج الإيجابية وفك العقدة يأمل المدرب عساس في عودة الأنصار إلى المدرجات بأن الفريق بحاجة ماسة إلى وقفتهم للخروج من الأزمة بسلام بحكم أن الأنصار يكونوا عادة اللاعب رقم 12 الذي يمكنه أن يقلب الموازين في أي لحظة، بالإضافة أن مباراة اليوم تكتسي طابع الداربي ويرتقب أن تجلب إليها أنظار العديد من المتتبعين.