يفتح اللاعب والمدرب السابق للمنتخب الوطني، عبد الغاني جداوي، قلبه ل الشباك، في هذا الحوار، مجيبا عن أسئلتنا وانشغالاتنا بخصوص أهم القضايا التي تخص المنتخب الوطني، ومعبرا عن رأيه الشخصي بخصوص اللاعبين الجدد الذين تتداول أسمائهم للإلتحاق بالخضر، والذين يعرفهم جيدا بحكم منصبه الحالي كمناجير عام لنادي سوشو الفرنسي، كما يفارق كل التوقعات بخصوص تقييمه لبودبوز الذي كان وراء إقناعه بقبول تلبية دعوة المنتخب الوطني، وبصراحة لا يتميز بها إلا الكبار، يفجر عدة مفاجآت من العيار الثقيل، تطالعونها في هذا الحوار، وقال أنه يكشف عنها لأول مرة، ولم يتردد محدثنا في تأكيد ندم إدارة نادي فريقه سوشو لتضييعها لصفقة المهاجم السطايفي عبد المالك زياية.. بداية سيدي، نود محاورتك بخصوص بعض الأمور التي تخص المنتخب الوطني بما في ذلك اللاعبين الجدد الذين سيتم استدعاؤهم، هل تسمح لنا بذلك؟ أجل، بالطبع، تفضّل، أنا تحت تصرفكم ومستعد للإجابة عن كل أسئلتكم وانشغالاتكم، طبعا في حدود معرفتي للأشياء، وبحكم أني كنت مدربا للمنتخب الوطني وأعرف بعض الخبايا. بما أنك حاليا المناجير العام لنادي سوشو الفرنسي، فالأكيد أنك تعرف بودبوز جيدا، ماذا تقول عن هذا اللاعب الذي أضحى قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بالخضر؟ بودبوز لاعب موهوب، يملك إمكانات كبيرة بالرغم من أنه شاب في مقتبل العمر، أتابعه منذ مدة وهو مكوّن ومؤطّر تأطيرا في المستوى وأتوقع أن يتألق أكثر مستقبلا إذا واصل العمل بنفس الجدية. وهل ترى أنه قادر على منح دفع إضافي للمنتخب في حال استدعائه؟ في الحقيقة اللاعب الذي يحمل ألوان المنتخب الفرنسي يجب أن يكون ممتازا والإنتقاء لا يكون مطلقا بمحض الصدفة، ومادام أنه من بين اللاعبين المرشحين للإلتحاق بالمنتخب الوطني الجزائري فأظن أنه قادر على مد يد العون بالنظر إلى الإمكانات التي يتمتع بها، ولكن حتى نكون منطقيين يجب أن نقر أنه ليس بإمكانه أن يقلب الموازين في المنتخب بمجرد التحاقه. ماذا تقصد بالضبط؟ بصراحة، يمكن القول أني أقرب الناس إلى بودبوز وأعرفه مذ كان لاعبا في الأصناف الشبانية، وبالرغم من أنه حمل ألوان المنتخب الفرنسي لأقل من 19 سنة، إلا أنه لا يملك الخبرة اللازمة وليس مؤهلا بنسبة كبيرة للمشاركة في تظاهرة كروية عالمية من طراز كأس العالم. هل تريد القول أنه غير جدير بحمل ألوان الخضر؟ لا، لم أقل هذا الكلام، بحكم تجربتي على رأس العارضة الفنية للمنتخب أعرف جيدا أن الجمهور الجزائري شغوف بحب منتخب بلاده ويتطلع دائما للجديد وعندما يسمع بلاعبين محترفين في البطولات الأوروبية ينتظر منهم الكثير وحتى أضعهم في الصورة أقول مثل هذا الكلام على بودبوز أو على باقي اللاعبين المتداولة أسماءهم لتدعيم المنتخب الوطني، وبالنسبة لي بودبوز يصلح لأن يكون جوكير في كتيبة سعدان خلال المونديال لا أكثر ولا أقل. حسب المعلومات التي بحوزتنا بودبوز كان مترددا في البداية في قبول عرض الخضر، هل هذا صحيح؟ حتى لا نظلم اللاعب، يجب أن نكون منطقيين، فليس من السهل على أي لاعب أن يضحي بمكانته في المنتخب الفرنسي، خاصة وأن لديه الأمل في أن يكون ضمن أكابر الديكة ويختار المنتخب الجزائري وبعد ذلك يجد نفسه خارج القائمة ويضيّع كل شيء، وهذا ما جعل بودبوز يتردد نوعا ما في إعطاء موافقته المبدئية، ولكني تحدثت معه وقدمت له النصائح اللازمة. يعني أنك كنت وراء إقناعه بقبول عرض الخضر؟ صراحة أعامل كل اللاعبين وكأنهم أبنائي ولا يمكن أن أقبل بأن أدفعهم لشيء يضرهم، من خلال حديثي مع بودبوز أدركت أنه يميل للمنتخب الجزائري أكثر من الفرنسي، بالرغم من أنه كان متخوفا في البداية، فلم أتردد في مده بالنصائح اللازمة وقلت له أنه لن يخسر شيئا إذا اختار المنتخب الجزائري بما أنه لاعب موهوب وبإمكانه اللعب في أعلى المستويات، وهذا ما زاد من رغبته وحماسه في منح موافقته. وماذا عن باقي اللاعبين المتداولة أسماؤهم على غرار بلعيد، فيغولي، قادير وشاقوري؟ بحكم تجربتي في فرنسا ولديّ نظرة عامة عن هؤلاء اللاعبين، أظن أن كل اللاعبين الذين ذكرت أسماءهم في سؤالك يستحقون منحهم الفرصة لحمل ألوان المنتخب الوطني، ولكن هناك أمور يجب مراعاتها أهمها أن هناك لاعبين يستحقون الدعوة قبل المونديال وهناك من يجب الاستثمار فيهم مستقبلا. وهل يمكن أن تصنف لنا هؤلاء اللاعبين مبدئيا؟ حسب رأي الشخصي الذي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب، فإن فيغولي لاعب موهوب وإذا تمكنت الفاف من إقناعه فسيكون حتما صفقة مربحة، وبلعيد بإمكانه منح دفع إضافي للدفاع الجزائري، أما شاقوري فأظن أنه فقد الكثير من إمكاناته والبطولة البلجيكية لم تسمح له بتطوير قدراته، ولكن في بعض الأحيان يختلف مردود اللاعب مع المنتخب عن مردوده مع فريقه، ومن جهتي أتمنى التوفيق للجميع، ويبقي القرار الأول والأخير من صلاحيات المدرب سعدان. ماذا تقول عن الحرب التي اندلعت مؤخرا بين الإتحادين الفرنسي والجزائري بخصوص اللاعبين الفرانكو جزائريين، وهل صحيح أنهم يتعرضون لضغوطات من الإتحاد الفرنسي؟ هناك تضخيم في هذا الموضوع، ولا يمكن أن نصف المشكل بين الإتحادين بالحرب، فكل اتحاد يحاول الدفاع عن مصالحه، وسياسة إغراء اللاعبين مسموح بها، ضف إلى ذلك لا يمكن أن يمنع الإتحاد الفرنسي مهما كانت قوته لاعبا يختار اللعب لمنتخب بلاده الأصلي، ففي هذه القضية اللاعب مخيّر، إلا أن من يختارون المنتخب الفرنسي يريدون تبرير اختيارهم بالحديث عن الضغوطات. تقصد أنه لا يوجد أي ضغط؟ أجل، هذا ما أقصد، وأتحمل مسؤولية كلامي، فلا يمكن لأي اتحاد في العالم أن يجبر لاعبا على تقمص ألوان منتخب ما، وأعرف جيدا أن اللاعبين الفرانكو جزائريين كلهم يفضلون منتخب بلدهم الأصلي، وإذا تريد أن أذهب معك إلى أبعد الحدود فإن سبب اختيار بعض اللاعبين للمنتخب الجزائري يعود بصفة مباشرة لتأهل الخضر إلى المونديال ولولا هذا لما لبوا الدعوة. بما أنك متتبع لأخبار المنتخب الوطني، كيف تعلق على إبعاد سعدان لبعض اللاعبين بعد المباراة الودية أمام صربيا؟ بالرغم من أني لست مؤهلا لانتقاد خيارات الناخب الوطني، إلا أني أرى أن سعدان تسرع لمّا أعلن عن إبعاده لجملة من اللاعبين، عقب الهزيمة في المباراة الودية أمام المنتخب الصربي، إذ كان عليه التريث إلى غاية إيجاد البدائل اللازمة حتى لا يقع في مأزق، كما أني أظن أنه فتح باب التأويلات على مصراعيها لمّا تأخر في الإعلان عن قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في التربص. وهل تظن أن اللاعبين الجدد الذين سيتم استدعاؤهم بإمكانهم أن يكونوا ضمن قائمة ال23 لاعبا الذين يمثلون الجزائر في جنوب إفريقيا؟ بحكم خبرتي أظن أن ثلاثة لاعبين منهم على الأقل سيكونون ضمن تعداد المنتخب في المونديال، لأن سعدان لا يملك البدائل اللازمة حاليا، وهذا ما يجعلني أتنبأ بأن يكون الصراع والمنافسة على أشدها في التربص المقبل وفي المباراتين الوديتين أمام منتخبي إيرلندا والإمارات على التوالي، من أجل كسب ثقة سعدان. وكيف ترى مهمة الخضر في المونديال؟ كأس العالم ليست كأس إفريقيا ومهمة المنتخب الوطني الجزائري لن تكون سهلة على الإطلاق، أدرك جيدا أن المدرب سعدان يعرف صعوبة المأمورية ولهذا يرفض الإدلاء بتصريحات تفاؤلية -إن صح التعبير- حتى لا يقول كلاما قد يحاسب عليه مستقبلا، لكم مادمنا في مجال كرة القدم فالأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات. بصراحة، هل الخضر قادرون على اجتياز عقبة الدور الأول؟ كجزائري أتمنى أن يبلغ منتخب بلادي اللقاء النهائي، ولكن إذا تحليت بالموضوعية وبلغة المنطق فإنني أقول أن المهمة صعبة للغاية، وحتى المنتخب السلوفيني الذي يستصغره البعض هو منتخب كبير جدا ويبحث عن صنع المفاجأة ولكن كل شيء متوقف عن الفوز بالمواجهة الأولى. تقصد أن المرور للدور الثاني يستوجب الفوز في المواجهة الأولى أمام سلوفينيا؟ أجل، هذا صحيح، أريد فقط أن أوضح للجمهور الجزائري أن المنتخب السلوفيني لم يتأهل بمحض الصدفة للمونديال، فهو منتخب قوي ومنظم وسبق لي وأن شاهدته في عدة مباريات، الفوز في المباراة الأولى يزيد من ثقة اللاعبين في أنفسهم ويحفّزهم أكثر على مواصلة باقي المواجهات بقوة، مع العلم أن المنتخب الإنجليزي هو المرشح الأول عن هذه المجموعة، نظرا للإعتبارات التي يعرفها الجميع والتي لا داعي لذكرها مجددا. بما أنك المناجير العام لنادي سوشو وكنتم ترغبون في التعاقد مع زياية، كيف تعلق على تألق هذا اللاعب مع ناديه السعودي الإتحاد؟ تحدثت كثيرا بخصوص قضية المهاجم زياية، وقلت مرارا وتكرارا أني كنت أتمنى أن يحترف في فرنسا، ولكنه اختار في الأخير العرض السعودي الذي كان أحسن من عرضنا ماديا، أنا سعيد جدا بتألقه مع فريقه الجديد وأتمنى له كل التوفيق، بالرغم من أننا كنا نأمل في أن يكون معنا. يظهر من كلامك أنكم نادمون على تضييع صفقته؟ بصراحة إدارة نادي سوشو على علم بتألق زياية في السعودية، ويمكن القول أنهم ندموا كثيرا على تضييع صفقته، وبما أنه لاعب شاب في مقتبل العمر من الممكن جدا أن يكون ضمن تعداد سوشو مستقبلا، وأظن أنه جدير بأن يكون ضمن المنتخب في المونديال. هل هناك لاعبون جدد في البطولة الوطنية أنت بصدد معاينتهم لضمهم لسوشو؟ حاليا لا يوجد أي لاعب، وصراحة اللاعبون المحليون الذين بإمكانهم اللعب في البطولات الأوروبية قليلون جدا، لدينا عدة معايير نلجأ إليها قبل الإقدام على معاينة أي لاعب، ثم إن مستوى البطولة الجزائرية متواضع جدا، ودخول عالم الاحتراف جد ضروري للبطولة الوطنية حتى لا يكون المنتخب بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة. باعتبارك مدرب سابق للمنتخب الوطني، ما هي الأمور التي تقلق سعدان حاليا قبل المونديال؟ صعب جدا أن تكون مدربا للمنتخب الوطني الجزائري، فإرضاء الجمهور الجزائري غاية لا تدرك، الأكيد أن سعدان حاليا قلق بشأن اللاعبين المصابين والذين لا يلعبون كأساسيين مع أنديتهم ، وليس بوسعه إحداث تغييرات كثيرة على التشكيلة حفاظا على الإستقرار، كما أنه ليس لديه الوقت الكافي لمعاينة اللاعبين الجدد، وكل هذه الأمور تجعله في سباق ضد الساعة من الآن وإلى غاية المونديال.