ناصر سنجاق، هو أحد المدربين الذي سبق له الإشراف عن المنتخب الوطني، وحقق معه نتائج إيجابية، إلا أنه يواصل المغامرة بسبب بعض الخالافات مع المسؤولين آنذاك الذين فضلوا عليه مساعده جداوي. سنجاق، المتواجد حاليا بالجزائر باعتباره تنقل رفقة أصاغر نوازي لوساك إلى سطيف، قصد المشاركة في دروة إحياء لذكرى 8 ماي 45، أبى إلا أن يرد عن أسئلتنا وحتى الحساسة منها... سنجاق في الجزائر، هل لنا أن نعرف دواعي هذه الزيارة المفاجئة؟ لا يمكن أن نعتبر الزيارة مفاجئة، طالما أني أتنقل للجزائر كلما تكون الفرصة سانحة، أما وأن وصلتني دعوة من الجزائر فلا يمكن بأي حال من الأحوال رفضها، خاصة وأنها كانت من أجل إحياء ذكرى عزيزة على كل جزائري وأعني بها ذكرى 8 ماي 1945، إذ تلقيت دعوى للمشاركة بأصاغر نادي نوازي لوساك في دورة كانت في نظري ناجحة بكل المقاييس. ماهي معايير النجاح في نظرك؟ كل ما في الأمر، أني لم أكن أتوقع أن يتم التحكم من الجانب التنظيمي في عدد كبير من الفرق المشاركة، خاصة وأنها ليست كلها من الجزائر وإنما عدة دول، وقد كنت على رأس نادي نوازي لوساك، حيث أصريت على المشاركة ولم أندم. الحديث إليك لن يكون بخصوص دورة 8 ماي 45، وإنما عن المنتخب الوطني، فهل أنت متسعد للتطرق لبعض المواضيع الحساسة؟ أنا على أتم الاستعداد، إلا أنه لديّ تعقيب بخصوص المواضيع الحساسة التي تتحدثون عنها، طالما أن المنتخب الوطني في فترة أكثر من حساسة، إذ لم يتبق سوى شهر واحد عن انطلاق المونديال، وبالتالي لا يسعنا سوى الوقوف إلى جانب الخضر ومساندتهم لتحقيق آمال كل الجزائريين وأعني المرور إلى الدور الثاني. قبل الحديث عن الدور الثاني في المونديال، نود التطرق إلى قائمة ال25 التي أعلن عنها سعدان؟ بوسع أي شخص التحدث عن ال25 وقول الكثير من الأشياء، لكن علينا أن نعود إلى نقطة الإنطلاقة، إذ كان للناخب الوطني 40 أو 45 لاعبا ثم توصل في نهاية المطاف إلى 25 لاعبا، وعلينا أن نعرف على ماذا ارتكز في خياراته حتى وإن أقر أن الأمر صعب للغاية، ممكن أنه ارتكز على الماضي القريب أو على الجانب العاطفي، لكن المؤكد أن الأمر صعب لأنه في نهاية المطاق لم يختر سوى 25 لاعبا. أنت تصر على الحديث بعقلانية، لكننا نريد تعقيبا عن لاعب تراه الأنسب في هذه القائمة؟ صراحة، لا يمكن التعقيب عن قائمة أعدها الناخب الوطني لسبب بسيط وهو أننا مطالبون باحترام خياراته، لكن إن تريد الحقيقة كنت أرى لاعبا مثل جابو في القائمة ذاتها لما يمكله من إمكانات أبهرتني. تتحدث عن جابو وكأنك تعرفه منذ مدة طويلة هل أنت بصدد متابعته عن كثب؟ لا، تواجدي في الجزائر ولاضبط في مدينة سطيف سمح لي بحضور آخر مباراة لوفاق سطيف أمام إتحاد الحراش، وهي المباراة التي أبدع خلالها لاعب يدعى جابو.. صراحة إنه جوهرة ويفعل بالكرة ما يشاء. وهل ترى أنه كان على الشيخ سعدان استدعاءه للمونديال؟ بحكم أننا نتحدث عن قائمة ال25، فأرى أنه كان من الأفضل توجيه الدعوة له، طالما الأمر يتعلق بقائمة أولية، إذ كان من الممكن أن تكون الدعوة بمثابة تحضير لهذا اللاعب من أجل التعود على أجواء المنتخب الوطني، ذلك أنه مقبل إن عاجلا أم آجلا على الاحتراف. تبدو متحمسا للاعب جابو، هل تراه قادرا على اللعب في أوروبا؟ أنا لا أراه قادرا على اللعب في أوروبا وفقط، وإنما سأسعى جاهدا لتحويله ولن يهدأ لي بال حتى أتمكن من ذلك، طالما أنه لاعب له من المواصفات ما تسمح له بتفجير كل طاقاته في حال ما إذا خاض تجربة احترافية. هذا عن اللاعب الذي تراه كان ممكنا استدعاءه، وماذا عن قائمة اللاعبين الذين وجه لهم سعدان الدعوة لدخول تربص سويسرا؟ تبقى خيارات نحن مطالبون باحترامها وبما أنه استدعاهم، فهذا يعني أنهم يستحقون مكانة ضمن تعداد الخضر... لم يعد يفصلنا عن المونديال سوى شهرا من الزمن، ولا يمكن الإنتقاد أو إبداء تعقيب وإنما المساندة لدفع هذا المنتخب على بذل مجهودات كبيرة قصد تشريف الجزائر. وما تعليقك على ما أقدم عليه اللاعب مالك زياية برفضه تلبية دعوة الخضر لأسباب قال إنها شخصية؟ ما قام به زياية أمر مرفوض.. المنتخب الوطني ليس لعبة وعندما نوجه الدعوة لأي لاعب عليه تلبيتها بصدر رحب ودون أدنى نقاش.. ماقام به زياية ليس أمرا مرفوضا وفقط وإنما هو خطير جدا. وماذا عن قائمة اللاعبين السبعة الذي وجهت لهم الدعوة؟ لا أخفي أن قائمة اللاعبين السبعة حملت في طياتها بعض المفاجآت، وأن سعدان راوغ الجميع من خلال اختياره قائمة لم تحظ بمتابعة إعلامية كبيرة، مقارنة بلاعبين آخرين، إلا أنني بالمقابل فرح للغاية للاعب، أنا واثق من تقديه الإضافة المرجوة منه.. والأمر تعلق باللاعب عدلان ڤديورة. وهل لنا أن نعرف دواعي فرحتك لاستدعاء ڤديورة؟ ڤديورة نموذج للاعب وصل بالعمل إلى ما هو عليه حاليا، وكنت أعرفه منذ أن كان شابا يافعا، وبالتالي فأنا أعرف ڤديورة الإنسان واللاعب على حد سواء، فقد سبق لي وأن أشرفت على تدريبه وبوسعي التأكيد أنه تعب كثيرا. وهل سيقدم ڤديورة الإضافة؟ لم أختر من اللاعبين السبعة سوى ڤديورة، وهذا لإدراكي التام أنه لاعب بإمكانه تقديم الإضافة للمنتخب الوطني وأداؤه في منحنى تصاعدي، منذ أن كان في بلجيكا وحتى عندما تنقل إلى إنجلترا، إذ أنه يلعب أساسيا في غالبية المباريات، ماعدا في الآونة الأخيرة وهذا لاعتبارات تجارية بحتة، طالما أن النادي يصر على عدم الإعتماد عليه كثيرا قصد إنقاص قيمته في سوق التحويلات وبالتالي استقدامه بأقل ثمن. سعدان اختار وقتا معينا للاعلان عن قائمة اللاعبين السبعة الذين استدعاهم، هل ترى الوقت مناسبا؟ خيار توجيه الدعوة للاعبين جيد في الوقت الحالي يعد سلاحا ذا حدين، وسعدان هو الأدرى لماذا اختار هذا الوقت بالذات، وكان من المفترض طرح هذا السؤال من قبل.. ربما اختيار هذا الوقت سيؤتي كله وربما لا، والأكيد أن المستقبل هو من سيكشف ذلك. وما تعليقك عن تحديد القائمة المعنية بتربص سويسرا ل25 لاعبا عوض 27 أو 30 لاعبا؟ إنه خيار مناسب وهذا ما سيخفف الضغط عن سعدان ويبعد المشاكل، وبالتالي لن يكون أمامه سوى خيار إبعاد لاعبين فقط، ما يعني أنه سيتفادى الصراعات وحتى الخيارات بعاطفة. زياني ومغني يعانيان من نقص فادح في المنافسة، هل تراهما قادرين على تقديم الإضافة في المونديال؟ بالنسبة للاعب زياني، فإنه يدفع ثمن مشاركته في كأس إفريقيا للأمم، وفي نادي أوروبي، عندما تغيب لمدة شهر كامل. فغالبا ما تجد 3 لاعبين يتربصون بمكانتك الأساسية ويتحينون الفرصة لاستغلال غيابك، إذ حتى وإن عدت لناديك وأنت متوجا بطلا لإفريقيا فلن يشفع لك ذلك، ناهيك عن أن المدرب كوستنار لا يطيق زياني، في حين أن اللاعب فضل خيار الوطن على ناديه، عكس لحسن الذي لا يعد أحد كوادر المنتخب الوطني وعندما وجهت له الدعوة فضل البقاء مع ناديه سانتاندير، لإدراكه التام أنه تنتظره سبع مباريات أكثر من حاسمة وبالتالي أرجأ مجيئه إلى شهر مارس. وهل ترى زياني قادرا على تقديم الإضافة؟ لا ينتابني أي شك في ذلك، وأنا متأكد أن زياني لن يفقد شيئا من رصيده الكروي إلا إذا كان مصابا، أما عن النقص البدني أو بالأحرى النقص في المنافسة فيوجد عدة طرق للعودة وبسرعه لسابق عهده. وماذا عن اللاعب مغني؟ الأمر مخالف بالنسبة لمغني، فإذا جاء للمونديال منقوصا أو مصابا، فلا داعي لتوجيه الدعوة له، أما إذا كان في أحسن أحواله فإنه لاعب لا يمكن تعويضه، باعتباره موهوب ويملك من الفنيات ما يسمح له بتقديم الإضافة للمنتخب الوطني. قائمة اللاعبين الجدد ضمت كذلك الحارس مبولحي، هل تعرفه؟ قبل أيام قليلة كنت بصدد سماع حصة إذاعية عن كلارمون فيران، وهو النادي الذي يضم الحارس مايكل فابر الذي يجمع كل المتتبعين أنه حارس جيد ويملك إمكانات كبيرة، لكنني في نهاية المطاف علمت باستدعائه . نريد تعليقا؟ يجب أن نعرف ما هي المعايير التي تم الاستناد عليها لاستدعاء لاعب دون سواه، وإذا ما أخذنا عامل الأقدمية والتجربة الإفريقية، فإن خيار الاعتماد على ڤاواوي لا نقاش فيه، وحتى شاوشي يملك خبرة على المستوى الإفريقي، بحكم مشاركاته مع ناديه وحتى في خرجات المنتخب الوطني الأخيرة، أما إذا نظرنا إلى إمكانات حارس كبير فلن نصل إلى نفس النتيجة مع حارس تلقى تكوينه في أوروبا، وأضحى قريبا من الإنتقال إلى نادي مانشيستر يونايتد. إذا كنت ترغب في الذهاب للمونديال فيجب أن يكون لديك حارسا كبيرا ودفاعا قويا. المنتخب الوطني سيلعب منافسة المونديال دون ظهير أيمن، هل سيشكل ذلك عائقا؟ هذا الخيار مرتبط ارتباطا وثيقا بالمدافعين الثلاث الذين تم الإعتماد عليهم، ويتعلق الأمر بحليش، عنتر يحيى وبوڤرة، وهم من يفرضون عليك خيارات صعبة لا لشيء سوى أنه متكاملون فيما بينهم. هل تعتقد أن رحو يستحق توجيه الدعوة له في المونديال؟ في البداية، يجب التأكيد أن سليمان رحو متأثر للغاية، وحتى وإن لم توجه له الدعوة في القائمة المعنية بالتربص، إلا أنه لاعب بوسعه تقديم الكثير للمجموعة طالما أنه يضفي أجواء خاصة بحكم أقدميته في التشكيلة، وخفة روحه وكذلك لأنه شخص اجتماعي، والمدرب في هذه الحالة يكون استفاد من جهتين إذا ما وجه له الدعوة من جهة استقرار المجموعة ومن جهة أخرى الإستعانة به في حال ما اقتضت الضرورة في الرواق الأيمن، باعتباره يملك من الإمكانات تسمح له باللعب بشكل عاد. وبماذا تود أن نختم هذا الحوار؟ يجب التأكيد على نقطة مهمة، وهي أنه يستحيل في الظرف الحالي إعادة النظر في خيارات المدرب، ويجب علينا الوقوف مع المنتخب الوطني والهدف هو المرور إلى الدور الثاني