عدلان ڤديورة، الذي سطع نجمه منذ إلتحاقه إلى وولفرهامتون قادما إليه من شارل لوروا البلجيكي، ولم يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يبرز موهبته ويبرهن على أحقيته في اللعب ضمن أقوى بطولة في العالم، وهو لم يتعد ال25 ربيعا، إستطاع أن يجلب أنظار الطاقم الفني للمنتخب الوطني ويثير إهتمام الشارع الجزائري الذي رحب بالتحاقه إلى محاربي الصحراء، ليكون أحد الوراق الرابحة في يد الناخب الوطني، ويكون أحسن خليفة للقائد منصوري الذي سيعتزل اللعب دوليا بعد المونديال لتكسب الجزائر واحد من أبنائها الذين هاجروا إلى الغربة لكنهم يساهمون في إعادة بناء مجد الكرة الجزائرية، كما شارك أبوه من قبل في صنع أفراح المنتخب وإتحاد العاصمة سابقا. ڤديورة لا يحبذ الكلام كثيرا، يفضل أن يكون الميدان الفاصل كي يثبت أحقية الدعوة التي تلقاها، حتى يشرف الجزائر التي تسري في عروقه، حيث أثبت تعلقه بها ولا يفضل عدلان الظهور والتكلم كثيرا على صفحات الجرائد، بل يفضل العمل في صمت وهدوء ليصنع المفاجأة بعد ذلك، ويكشف عن الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها والتي جعلت إدارة الفريق الإنجليزي تصر على شراء عقده، بعدما لعب مرحلة العودة على شكل إعارة من فريقه شارل لوروا البلجيكي، الذي لن يفرط فيه بسهولة، وسيشترط مبلغ هام نظير بيع عقده، خاصة وأنه ينتظر مشاركة وسط ميدانه في المونديال ليرفع من قيمة تحويله الموسم القادم. مازال محافظا على ميزته الكبيرة في التسديدات ڤديورة يعمل هذه الأيام في هدوء وبتركيز كبير، وهو كله عزم على التألق في بلاد منديلا الصيف المقبل، وقبل ذلك حتى يحجز مكان ضمن قائمة ال23 لاعبا، التي يبدو قريبا منها والعمل على افتكاك مكانة أساسية، والبداية ستكون بلقاء إرلندا الذي يعول عدلان أن يكون الإنطلاقة الفعلية لرحلته مع المنتخب، وأن تكون محطة راسخة في ذاكرته. ومن بين أهم مميزات اللاعب ڤديورة، تلك التسديدات القوية والدقيقة، التي كثيرا ما سجل أهداف في فريقه السابق شارل لوروا، وحاليا مع ولفر هامبتون وكان آخرها في الجولة الختامية للبطولة الدرجة الأولى الإنجليزية، ودع به جماهير التي خصته بتحية حارة عند مغادرته الملعب. التشكيلة الوطنية ستستفيد كثيرا من هذه الصفة، سيما وأن أصحاب القذفات القوية يعدون على الأصابع في الفريق الوطني، وهو ما قد يعود بالفائدة على المنتخب في كأس العالم، إذا قرر سعدان الاستعانة بخدمات اللاعب الجديد في كتيبة سعدان. قراءته الجيدة للعب وكراته الحاسمة تصنع دائما الفارق أما نقطة القوة، التي تميِّز الوافد الجديد، هي قراءته الجيدة للعب وحسن الرؤية لمجريات اللعب، وظهر ذلك هذا الموسم عندما تمكن من تغيير مجريات اللعب مباشرة بعد دخوله ويحسن تهدئة اللعب وبناء الهجمات. ولقد وقفنا على هذه النقاط القوية في التدريبات التي أجراها اللاعب رفقة المنتخب الوطني، مما جعل الجميع يؤكد أن ڤديورة يملك مستوى فني رائع، وبالتالي فإن المدرب الوطني رابح سعدان، لم يخطئ تماما حسب المتتبعين في إستدعائه والتأكيد على إمكاناته الكبيرة.