غريب أمر الناخب الوطني، رابح سعدان، الذي لم يقدر على تسيير أمور المنتخب مباشرة بعد تأهله لمونديال جنوب إفريقيا، عناصر تلقى الشفقة دائما بعدم إبعادها من المنتخب، ويتعلق الأمر بلاعبين ساهموا في تأهل الخضر لكأس العالم بعد غياب طويل عن هذه المنافسة الكبيرة، عناصر بقي إسمها خالد في القائمة الأبدية للمنتخب على رأسهم المتقدم في السن منصوري الذي أصبح لا يفيد في شيء رغم إبعاده من التشكيلة الأساسية، إلا أنه مازال في المنتخب، الإسم الثاني الذي أصبح عاجزا حتى بالمشي بالكرة، هو رفيق صايفي الذي يفرض نفسه دائما ناهيك عن الحارس ڤاواوي وكذا "المهاجم الكبير" وثعلب المساحات غزال الذي لا يحسن التسجيل، وهو العنصر الذي يثير الشفقة دائما. منصوري أبعد بسبب الضغوط وصايفي قبل البقاء كإحتياطي وكان الجميع يطالب بإبعاد اللاعب منصوري من التشكيلة الأساسية نظرا لتقدمه في السن، إلا أن هذا اللاعب وجد نفسه في الإحتياط بل وبعيدا عن أجواء المباريات الرسمية، ومع ذلك لم يهضم ابعاده من التشكيلة الأساسية، ليليه صايفي الذي كان سيعرف نفس المصير لو تكلم لأن هذا الأخير قبل بكرسي الاحتياط، وهو الثنائي الذي لم يفد في شيء ورغم ذلك بقيا في المنتخب الوطني كرموز فقط بالنسبة لرابح سعدان حتى وهما في سن متقدم، مما يعني أن بقائهم لا علاقة له بفرض نفسهما في التشكيلة. سعدان بشعار الشفقة ولا تهمه مصلحة الخضر وأمام تقدم هذه العناصر في السن، إلا أن المدرب سعدان لم يحرك ساكنا، وإلا كيف نفسر إبقائهم فى التشكيلة وهو يعلم أن هذان العنصران غير قادران على منح الإضافة للخضر، مما يعني أنه يسير بسياسة الكيل بمكيالين وفضل في كل الأحوال الإعتماد على عناصر كبيرة في السن أو فقدت الكثير من امكاناتها الحقيقة، ضاربا مثلا في الشفقة لأن المدرب سعدان أعلنها مرارا أنه يصعب عليه الإستغناء عن لاعبين قدموا الكثير للخضر. غزال اللغز المحير لم يبعد رغم ضعف مستواه وبعيدا عن صايفي وكذا منصوري، فإن اللغز المحير في النخبة الوطنية هو وجود إسم آخر خالف كل التوقعات، يتعلق الأمر بغزال الذي لم يكن في المستوى منذ استدعائه للخضر، أين ظهر بمستوى غير عادي في كل المباريات التي لعبها، كان آخرها الوجه الشاحب الذي لعبه في المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفيني بطرده في المباراة، أين ترك زملاءه يعانون ب10 عناصر فقط، والذي أصبح ندير شؤم على النخبة الوطنية، وحتى الاحتفاظ به من قبل سعدان كشف كل شيء، لأن الناخب الوطني إستغنى على حارس شاب اسمه زماموش الذي كان من المفروض إبقاءه في التشكيلة بالنظر لصغر سنه وحتى أنه حاليا أحسن من ڤاواوي. كان يجب التخلي عن الجميع مع تأهلنا للمونديال وبعيدا عن الشفقة كان على المدرب رابح سعدان تصفية التشكيلة مباشرة قبل توجهنا للمونديال، لأن الإعتماد على نفس العناصر غير عادي في منافسة بحجم كأس العالم، لكن سعدان فضل إبقاءهم وأخذهم للمونديال رغم أنه يعلم علم اليقين أن هذه العناصر سوف لن تفيده في شيء، وهو الأمر الذي لم يفعله أفضل المدربين في العالم عندما فضل دومنيك الإستغناء عن أحسن اللاعبين، نفس الأمر بالنسبة لدونڤا الذي أقصى رونالدينيو وأخرون، فما بالك يا سعدان باحتفاظك بغزال، صايفي وكذا منصوري الثلاثي الذي كان محل سخط الشارع الجزائري.