بعد أن تجاوزت الشبيبة الفترة العصيبة التي ألمّت بها بعد الهزيمة التي مُني بها الفريق في ذهاب نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام حامل لقب المنافسة للموسم الفارط، يعود الفريق اليوم إلى أجواء التحضيرات ويبدو أن حرب المناصب ستبلغ ذروتها في الأيام المتبقية خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها المسؤول الأول عن العارضة الفنية القبائلية والتي أكد من خلالها أنه سيعتمد على الأسماء الأكثر جاهزية، هذا وسيبدأ الطاقم الفني مرحلة ضبط بشكل نهائي قائمة اللاعبين الذين سيدافعون عن ألوان الشبيبة والسعي على مواصلة التألق وحصد النتائج الإيجابية التي حققها رفاق القائد دويشر على حساب الإسماعيلية وهارتلاند والأهلي، لكن هذه المرة بطعم مغاير لأن الأمر يتعلق بالتأهل إلى نهائي المنافسة، خاصة وأن الجميع أكدوا على أحقية التشكيلة الشابة بالتأهل إلى هذا الدور أكثر من أي فريق، وها هي تعود هذه التشكيلة مع بعض الاستقدامات النوعية والتي بلغ عددها سبعة، وستكون الشبيبة أقوى خاصة أنها ضمنت الازدواجية في جميع المناصب لكن الطابع الخاص الذي تتميز به المنافسة الإفريقية والمباراة القادمة على وجه الخصوص يجعل من هذه الأخيرة صعبة للغاية بالنظر إلى اسم الفريق المنافس للشبيبة، معطيات تجعل اللاعبين يبذلون أقصى ما في وسعهم من أجل كسب ثقة المدرب السويسري والظفر بمكانة أساسية. منصب ظهير أيمن لمن استطاع ولعل أكبر مركز سيعرف تنافسا حامي الوطيس في هذه الفترة، هو الظهير الأيمن الذي عرف استقدام لاعب يشغله ويتعلق الأمر برماش، دون نسيان زيتي منذ الموسم الفارط والذي يتجه إلى قضاء موسمه الثاني في الشبيبة بعد أن نجح إلى حد كبير في تأدية واجبه خلال المواجهة السابقة التي لعبها الفريق القبائلي أمام الممثل النيجيري هارتلاند، بالإضافة إلى رماش الذي يمتلك من الإمكانات ما تجعله من العناصر التي تلقى دعم الجماهير وكذا الطاقمين الفني والإداري للشبيبة، فضلا عن كوليبالي الذي وإن كان مستواه الهجومي متوسطا مقارنة مع زميليه إلا أن غيغر اعتاد الاعتماد عليه في هذا المنصب وهذا لإمكاناته الدفاعية الكبيرة، غير أن الأمر يختلف هذه المرة بالنظر إلى طابع المباراة والتي تتطلب تسجيل هدفين على الأقل من أجل المرور إلى النهائي، لذا يمكن القول إن المنافسة ستكون على أشدها بين كل من رماش وزيتي من أجل افتكاك مكانة أساسية في الفريق، خاصة أن المباراة تعتبر فرصة كبيرة للاعبين من أجل البروز أكثر في الساحة الإفريقية. دويشر متعدد المناصب ولا خوف على الدفاع أما على الجهة اليسرى فإن الأمور تختلف نوعا ما بوجود كل من أوصالح فضلا عن نساخ الذي أظهر هو الآخر إمكانات كبيرة من خلال الاعتماد عليه في عدة مناصب سواء على الجهة اليسرى أو في الوسط، وهذا لما يمتلكه هذا الأخير من مؤهلات فنية تجعل منه لاعبا متعدد المناصب وبإمكانه اللعب دون أي إشكال في أي منصب يرشحه فيه الطاقم الفني .. الوجه الطيب الذي ظهر به اللاعب أكسبه الكثير من النقاط خاصة حب الأنصار الذين أبدوا تمسكهم به إلا أن المنافسة ستكون على أشدها؛ في نفس السياق، يبقى القائد دويشر لعمارة من بين الأسماء التي تعرف بتعدد مناصبها، حيث أن الطاقم الفني بقيادة السويسري ألان غيغر، كان يعتمد عليه الموسم الفارط كظهير أيسر مكان القائد ربيع مفتاح، الذي غادر الفريق إلى بجاية؛ إلى ذلك تبقى الأسماء السابقة الذكر بالإضافة إلى بلكالام يمكن القول إنه لا خوف على الفريق القبائلي في الدفاع باعتباره يمتلك البدائل اللازمة. لاعبو الوسط ب"الشبعة" وتجار سيكون الباترون كما كان خط الوسط الموسم الفارط نقطة قوة الشبيبة وصانع اللعب، خاصة أنه يتكون من عناصر بارزة فرضت سيطرتها على كل خطوط الوسط في الجزائر، خاصة المتألق تجار الذي أثار الإعجاب الموسم الفارط إلى جانب دويشر، دون نسيان شريف الوزاني محبوب الأنصار بالإضافة إلى الأسماء الجديدة التي استقدمت على غرار نايلي، يعلاوي والعرفي، حيث سيكون الصراع على أشده إذا علمنا أن غيغر يحبذ اللعب بثلاثة فقط لأنه يفضل خطة 4-3-3 لكن الشيء المؤكد أن سعد تجار سيكون "الباترون" بالنظر الى الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الأخير والتي تجعله من الأسماء التي يعتمد عليها الطاقم الفني بنسبة كبيرة خلال المواجهات القادمة .. الشبان مطالبون بمضاعفة العمل .. وقدور أمام فرصة كبيرة كما سيكون الشبان أمام تحدّ كبير لإثبات جدارتهم في اللعب بالنظر إلى ثراء التعداد والإمكانات الكبيرة لجل العناصر، خاصة وأن المواجهة التي تنتظر الفريق في المنافسة الإفريقية صعبة والاعتماد على الخبرة أكثر من ضروري، معطيات تدفع الشباب إلى بذل مجهودات كبيرة من أجل تغطية عنصر الخبرة بالجانب البدني، لأن الطاقم الفني أصر في وقت سابق على جاهزية المجموعة بدنيا.