تفاقمت العلاقة بين ريال مدريد وبرشلونة نهاية الأسبوع الماضي بفعل الأحداث التي شهدها اللقاء الذي أُقيم بينهما ليلة الأربعاء في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب سنتياغو برنابيو، حيث لاقى المدير الفني للريال، مورينيو عقابه من الحكم الألماني شتارك بالطرد من دكة البدلاء لاعتراضه على الكيفية التي طرد بها مدافعه البرتغالي البرازيلي "بيبي"، والذي أجمعت جُل الصحف العالمية على أنه طرد ظالم شكلاً ومضمونا صباح اليوم التالي. وزاد المشهد سوءا عندما تَهجم جوزيه مورينيو على البرصا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء بقوله "البرصا يحصل على مساعدات دائمة من الحكم، وقد سبق وحدث ذلك في قبل نهائي البطولة عام 2009 عندما تأهل على حساب تشيلسي، ولا أدري ما السبب، هل لأن رئيس الإتحاد الإسباني لديه علاقات واسعة في اليويفا أم لمنظمة حماية الطفل العالمية (يونيسيف) التي يرعاها على قميصه" دخل فيما يحدث"؟؟. التحريض على العنف ردة فعل البرصا كانت عنيفة للغاية برفع شكوى ضد مورينيو للإتحاد الأوروبي (يويفا)، وقال المتحدث باسم مجلس إدارة الفريق الكتالوني والأمين العام فريكسا توني في تصريحات رسمية "سيكون موقفنا حازماً تجاه مورينيو، الحرب الكلامية لها حدود معروفة، ونحن نعتقد أن السيد مورينيو تخطى الخط الأحمر يوم الأربعاء، لذا قدمنا القضية الآن إلى الاتحاد الأوروبي كي تتخذ لجنته التأديبية قرارا رادعا ضده، حيث تعدى على برشلونة وتخطى كل الخطوط الحمراء". وأضاف توني "من غير المقبول قيام أي شخص مهما كان بالتشكيك في نَزاهة البطولات التي ربحناها طيلة الفترة الماضية، أو حتى بإقحام منظمة اليونيسيف في التصريحات الكروية، نحن لا نهدف إلى تأجيج النيران ولكن الوضع الحالي لا يُمكن السكوت عليه، بعد أن تحدث المدرب في أمور لا يصح التطرق لها أمام وسائل الإعلام، فالمدربون يجب أن يتحدثوا فقط عن كرة القدم والأمور المتعلقة بالتكتيك والتدريب وليس الأشياء التي تُحرض على العنف بين جماهير الناديين". وأكد "نحن نشعر بأن سمعة النادي قد تضررت من هذا الحديث الذي أدلى به مورينيو، وبرشلونة سيتخذ إجراءات قانونية ضد مورينيو بشكلٍ شخصي لما فعله حتى بعد أن يقوم الإتحاد الأوروبي باتخاذ قراراته". التاريخ الأسود قد يُسهل المهمة من المعروف أن الإتحاد الأوروبي لا يَرحم في مثل هذه الأمور، فميشيل بلاتيني ورفاقه سبق لهما اتخاذ قرارات عنيفة ضد أخطاء أقل وطأة من التي اقترفها جوزيه مورينيو مؤخراً، والتاريخ يكشف المستور، فمنذ تولي بلاتيني المهمة والقرارات الصارمة عنوناً له عكس عهد الرئيس السويدي السابق (لينارت يوهانسون). بلاتيني عاقبه في 2005 بعد اتهامه للحكم السويدي أندريس فريسك وعلى ذكر يوهانسون الذي تولى مسؤولية الرئاسة عام 1990 وسلمها لميشيل بلاتيني عام 2007 بعد فشله في الانتخابات الرئاسية، فسبق وعاقب مورينيو بالإيقاف مرة أثناء فترة تدريب البرتغالي لتشيلسي اللندني عام 2005 بسبب انتقاداته للحكم السويدي "أندريس فريسك" عقب انتهاء مباراة ذهاب الدور ثمن النهائي بالبطولة أمام برشلونة على ملعب كامب نو، حيث قال "مو" للإعلام إنه شاهد الحكم يتحدث مع مدرب البرصا "فرانك ريكارد" في غرف خلع الملابس، وطلب من الاتحاد الأوروبي تسليم مهمة إدارة لقاء الإياب للحكم الإيطالي "بير لويغي كولينا"، وهو الطلب الذي نَفذه الإتحاد الأوروبي وتَمكن بسببه مورينيو من تحقيق الفوز على برشلونة برباعية لهدفين أهلته للدور ربع النهائي آنذاك، وبعد مراجعة اللقاء ظهر أن كيزمان خدع كولينا عندما منع فالديز من الخروج من مرماه داخل منطقة الستة ياردات أثناء تنفيذ ركلة ركنية جاء منها هدف الصعود للبلوز برأسية جون تيري، ونَجمت عن تلك الأحداث خسارة اليويفا للحكم السويدي "فريسك" الذي قرر إعلان اعتزاله مهنة التحكيم، حيث صادفه سوء طالع غريب في نفس الموسم عندما ألقت عليه جماهير روما أداة حادة جرحته جرح عميق في الرأس، ولم يَقم مورينيو بإدارة البلوز في بداية الموسم التالي بدوري أبطال أوروبا لمدة مباراتين بسبب الإيقاف. حادثة التفاوض مع أشلي كول المرتبط بعقد مع أرسنال ولم تكن هذه المشكلة الوحيدة لمورينيو في تاريخه التدريبي فقد سبق وتجاوز قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم بمفاوضة اللاعب "أشلي كول" وهو لا يزال تحت ذمة ناديه آرسنال ليتم تغريمه وتغريم تشيلسي بمبلغ ضخم، فضلاً عن لسانه الصليت الذي لم يكن يَكف عن استفزاز الجماهير وزملائه المدربين في الدوري الإنجليزي ولعل أشهر حادثة مع المدرب الإسباني "رافائيل بينيتيز" وجماهير ليفربول عندما قال إن الريدز ليس فريق بطولات ولا يُعد من الأندية الكبرى. تحريض لاعبيه تعمد الحصول على البطاقات الصفراء وتعرض السبيشال "فايف"، كما يلقبه جمهور برشلونة على خلفية الخماسية الثقيلة التي تلقاها في الكلاسيكو الأول له- لعقوبة الإيقاف مباراة واحدة من الإتحاد الأوروبي هذا الموسم لتحريض لاعبيه " تشابي ألونسو وراموس" على أخذ بطاقات صفراء إضافية ليتم إيقافهم في المباريات التالية بطريقة مفضوحة أمام كاميرات النقل التلفازي. تعديه جسديا على أنديرا رامازوتي محرر صحيفة "ديلو سبورت" هذا فضلاً عن كوارثه مع الإعلام الإيطالي الموسم الماضي، حين تعدى جسدياً على "أنديرا رامازوتي" محرر صحيفة "كورييري ديللو سبورت" الإيطالية في شهر فبراير 2010، بل وسبه بألفاظ نابية، ليتم تغريمه بمبلغ 18 ألف دولار وتغريم نادي الإنتر مبلغ 20 ألف دولار وتحذيره إذا كرر هذه الفعلة قد يتم إيقافه لفترة طويلة عن العمل. الإتهامات تدور حالياً مداولات داخل أروقة لجنة الإنضباط للإتحاد الأوروبي عن أنواع الاتهامات الموجهة لريال مدريد وبرشلونة، عقب لقاء الأربعاء الماضي بملعب سنتياغو برنابيو، وقائمة الإتهامات لم تحو سوى تهمة وحيدة فقط لبرشلونة ألا وهي تهمة اشتباك الطرفين بسبب حارس البرصا بينيتو في الممر المؤدي إلى غرف خلع الملابس سواء بالأيدي أو بالألفاظ عقب انتهاء الشوط الأول، وهذه هي التهمة الوحيدة الموجهة لبرشلونة)، والتالي الإتهامات الخمس الموجهة صوب ريال مدريد: -1 إلقاء بعض الجماهير للقذائف داخل الملعب سواء على اللاعبين أو الأرضية أو بالقرب من مدرب الفريق الخصم. -2 تصريحات جوزيه مورينيو في المؤتمر الصحفي ضد برشلونة. -3 تصريحات جوزيه مورينيو في المؤتمر الصحفي ضد الإتحاد الأوروبي. -4 اعتراضات مدرب ريال مدريد على الحكم وتخطي بعض معاونيه واللاعبين الإحتياطيين لأرض الملعب. -5 النظر في البطاقة الحمراء الموجهة لبيبي. العقوبة المتوقعة الرجل الخاص، المتخصص في اقتحام الملاعب عند تحقيق فريقه لأي نصر، يبدو أن حجم النقاط السوداء في مشواره التدريبي سيتسع منتصف هذا العام عندما يواجه خطر الإيقاف الأوروبي بسبب التصريحات الأخيرة له ضد اليويفا ونادي برشلونة، وتنصب التوقعات حول إيقافه 10 مباريات أوروبية أو أكثر وتغريمه مبلغ مالي، والتعامل معه بطريقة عنيفة مثلما سبق وتعامل الاتحاد مع الأندية الإنجليزية قاطبة بإيقافها عن المشاركة في البطولات الأوروبي لعدد من السنوات بسبب ما اقترفته جماهير ليفربول في نهائي ملعب هايسل ببلجيكا من جرائم ضد جماهير جوفنتوس، فمزاعم الفساد الداخلي بين الإتحاد الأوروبي وبرشلونة أمر لن يسكت عليه أفراد معينين في اليويفا يُمنع لمسهم أو حتى مُجرد الاقتراب منهم خاصةً إذا كان يتعلق الأمر بمدرب لفريق كبير بحجم ريال مدريد وفي مرحلة متقدمة كتلك في أكثر بطولة مشاهدة على سطح الكرة الأرضية. وستتخذ الهيئة التأديبية في الإتحاد الأوروبي لكرة القدم قراراتها في هذا الشأن يوم الجمعة الموافق ل 6 من ماي 2011.