إلى نهايتها مع النادي الملكي الأبيض، بعد موسم كارثي بجميع المقاييس بالنسبة للمدلل السابق لنادي ميلان الإيطالي. حيث نشرت عدة صحف ومواقع إسبانية متخصصة أنباءً تتحدث عن إمكانية إقدام إدارة ريال مدريد على بيع اللاعب الذي كان قد كلفها قبل عامين مبلغ 65 مليون أورو، من أجل الحصول على خدماته من فريقه الإيطالي السابق، وهذا بعدما أثبتت الأيام أنه كان صفقة خاسرة بالنسبة للإسبانيين من الناحية الرياضية . وحتى إن كانت الأخبار التي نشرتها المواقع الرياضية المتخصصة مجرد تكهنات واجتهادات صحفية لا غير، إلا أن مجرد التفكير في الأمر والتمعن في الوضعية الحالية التي يعيشها اللاعب مع الفريق، سيقودنا إلى قناعة مفادها أن بيع النجم البرازيلي كاكا أصبح ممكنا، خاصة بعدما دخل اللاعب دائرة اهتمام كل من مانشيستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيين، إضافة إلى إنتر ميلان الإيطالي . وفيما يلي 6 أسباب منطقية تجعل ريال مدريد يفكر حقيقة في بيع كاكا :
انخفاض قيمته بمرور الأشهر
ولعل من بين أبرز الأسباب التي تجعل إدارة النادي الملكي تفكر في بيع النجم البرازيلي ريكاردو كاكا، أن قيمته في سوق التحويلات تنخفض عاماً بعد عام، بفعل الإصابات التي تعرّض لها، والتي أبعدته عن الميادين لمدة معتبرة، وجعلت مستواه يتراجع بشكل كبير، كما أن الأجرة الشهرية التي يتقاضاها اللاعب تعد مكلفة جدا بالنسبة للفريق مقارنة بكونه لاعبا احتياطيا، وهو ما دفع مسيري الريال إلى إعادة التفكير في مصير اللاعب والبحث عن مصلحة النادي، من خلال إعادة بيعه سريعا لأحد الأندية المهتمة بخدماته، وفقا للمنطق التجاري، خاصة أن توقعات المتخصصين في سوق الانتقالات تقول إن الريال إذا تحصّل هذا الموسم على 30 مليون أورو مقابل صفقة بيع كاكا، فإنه لن يحصل الموسم المقبل سوى على 15 أو 20 مليونا في حال تواصل سقوط اللاعب وعدم تحسن مستواه. وتأهل مانشيستر سيتي لأول مرة إلى دوري الأبطال قد يشجعهم على ضمه، خصوصاً أنه بحاجة لأسماء ترفع من حضور النادي الإنجليزي إعلامياً .
المستوى الكبير الذي يقدمه أوزيل
وهناك سبب ثان يزيد من قناعة مسؤولي الريال على التخلص من العبء المادي الكبير الذي يكلفه تواجد كاكا في الفريق، وهو وجود مسعود أوزيل الذي ينشط في نفس مركزه ويؤدي نفس الدور على الميدان. غير أن الكفة ترجَّح لصالح اللاعب الألماني، باعتباره شاباً وأمامه مستقبل كبير، خاصة أنه يؤدي مباريات في المستوى ويتقاضى أجرا منخفضا مقارنة بكاكا، الذي يُعد لاعبا متقدما في السن نسبيا ولم يعد يؤدي الدور المطلوب منه خلال المباريات الرسمية، خاصة أنه قضى معظم الموسم في كرسي الاحتياط بسبب الإصابات وتراجع مستواه .
تحوّل مورينيو لتطبيق خطة 4/3/3
وبعيدا عن المعيار المادي وتكلفة اللاعب الباهظة جدا بالنسبة للفريق، فإن قرار الإدارة الملكية بتسريح نجمها البرازيلي له أسباب رياضية متعلقة بالجانب الفني، باعتبار أن الريال من المنتظر أن يغيّر طريقة لعبه ويطبق الموسم في المقبل خطة 4/3/3، ومهو ما يصعّب من مهمة كاكا في فرض نفسه، لأن كل المعطيات تقول إن اللاعب الاحتياطي على الأجنحة سيكون على الأغلب دي ماريا. كما أن الفريق يضم أسماء مهاجمين قادرين على اللعب في هذه الخطة مثل هغواين وبن زيمة والقادم الجديد نايمار، مما يعني أن فرص مشاركة النجم البرازيلي ستكون محدودة جداً، والاحتفاظ به كاحتياطي لن يخدمه لا هو ولا الفريق، خاصة أن أجره يزيد على 9 ملايين أورو . تراجع مستواه وعودة الإصابات وهناك عامل آخر ساهم في قرار الإدارة الملكية بالتخلص من عبء نجمها البرازيلي وعرضه للبيع، وهو أن كاكا لم يعد ذلك اللاعب الذي يخشاه كل المدافعين ولا يقهر فوق الميدان منذ أن تُوج بلقب دوري أبطال أوروبا سنة 2007، حيث تراجع مستواه بشكل رهيب منذ ذلك الوقت، وعملية شرائه كانت أصلا خطأ كبيرا جداً وقعت فيه الإدارة، خاصة أن اللاعب يعاني من لعنة الإصابات التي تطارده في كل موسم. وبالعودة إلى لغة الأرقام والإحصائيات، سنجد أن اللاعب البرازيلي لم يقدّم شيئاً طيلة أربع سنوات قضاها في ملعب البرنابيو، وكل المتخصصين أكدوا أن عودته إلى مستواه المعروف يبدو ضرباً من المستحيل، خاصة أن المردود الذي ظهر به في الموسمين الأخيرين لم يشجع حتى أكبر المتفائلين في صفوف محبيه وعشاقه على المراهنة عليه. بقاء ديارا وهغواين وبن زيمة مقابل القدوم المحتمل لنايمار وأغويرو وبعيدا عن كلفة اللاعب وإصاباته المتكررة وتراجع مستواه، فإن العارفين بخبايا الكرة الإسبانية وكواليس النادي الملكي، يؤكدون أن اللاعب لم يعد له وجود في صفوف تشكيلة الريال، بعدما أكد وكيل أعمال اللاعب المالي لاسانا ديارا، بقاءه في البيرنابيو واستمراره مع الريال. كما أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية البرتغالي مورينيو كان قد صرح مسبقا بأن الفرنسي كريم بن زيمة والأرجنتيني هغواين مستمران مع النادي، وكل ذلك قابله الحديث عن القدوم المحتمل لكل من نايمار أو أغويرو، وهي كلها معطيات تؤكد بأن بقاء النجم البرازيلي في النادي الملكي أصبح أمرا شبه مستحيل، لأن الفريق سيصبح أكثر قوة في الموسم المقبل، في ظل التدعيمات التي تعوّل الإدارة على القيام بها. ومقعد الاحتياط سيكون مدججا بالأسماء الثقيلة، وبالتالي التفكير المنطقي يؤكد بأن كاكا صار اللاعب الأكثر مرشحا للخروج من حسابات الطاقم الفني، وأنه سيكون الأقل اعتمادا عند مورينيو. رغبة مورينيو في تفادي المشاكل مثلما حدث لبيلغريني معه وفي المقابل، فإن العارفين بخبايا وكواليس التشكيلة الملكية والمزاج الخاص الذي يتمتع به اللاعب البرازيلي، أكدوا أن أحسن ما يمكن أن تقوم به الإدارة الملكية هي إقدامه على تسريح اللاعب في الوقت الراهن قبل أن تزداد الأمور تعقيدا بين الطرفين، لأنه سيكون من الصعب على ريكاردو كاكا أن يرضى بالجلوس على كرسي الاحتياط مرة أخرى وتكرر معاناة هذا الموسم أيضا، خاصة أنه سيتحجج بكونه في أفضل لياقة وأنه تخلص من شبح الإصابات، عكس ما كان عليه في الموسم الماضي، عندما تجنب المطالبة باللعب بالنظر إلى عودته من الإصابة. وفضلا عن كل ذلك فإن اللاعب كان قد دخل في حرب كلامية حادة مع مدربه السابق بيلغريني، تبادل خلالها الطرفان التصريحات النارية بسبب رفض اللاعب وضعيته في النادي كورقة احتياطية، وهو الأمر الذي سيدفع بمورينيو إلى التخلص منه سريعا لتفادي الدخول في حرب كلامية معه هو الآخر في الموسم المقبل. "لا دخان من دون نار" وصمت الريال يدل على ذلك وبالنظر إلى كل ما سبق ذكره، يتضح لنا أن إقدام الإدارة الملكية على تسريح لاعبها البرازيلي ريكاردو كاكا في فترة التحويلات الصيفية الحالية، أضحى حتمية لا مفر منها بالنسبة للإسبان، خاصة أن الفريق يسير نحو ضمان خدمات نايمار أو أغويرو. كما أن تراجع مستوى اللاعب وتكلفته الباهظة تجعل بيعه أفضل حل لاسترجاع ولو جزءا قليلا من القيمة المالية التي صرفها النادي مقابل استقدامه، خاصة أن قيمته تنخفض من موسم لآخر، لنختم مقالنا بالتذكير بأمر هام، وهو أنه كلما ارتبط اسم نجم بسوق الانتقالات سواء من خلال عمليات مبادلة وبيع ولم يصدر أي نفي من النادي الذي يملك عقد ذلك اللاعب، فإن الصفقة ستبرَم بعد أيام قليلة من ذلك، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على وضعية اللاعب حاليا في ظل الصمت الذي يسود مسيري الريال، الذين لم يقوموا حتى بنفي رحيل اللاعب ورغبتهم في الاحتفاظ به، إذ "لا يوجد دخان من غير نار". رؤوف. ب