يسعي الجيش الأمريكي لتوظيف الناطقين باللهجة الجزائرية في إطار برنامج يهدف إلى إقحام جنود من أصول عربية وإسلامية للاستعانة بلهجاتهم سواء في مهمات داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها تستهدف بني جلدتهم.. وأفاد بيان نشرته أول أمس الاثنين قيادة أركان الحرس الوطني للجيش الأمريكي أن البرنامج يستهدف تجنيد من يتكلمون اللغة العربية باللهجة الجزائرية تحت صفة "مختصين في اللغة والثقافة المحلية". لكن في إطار نظام عسكري محض، يتم من خلاله التعاقد مع المجند لمدة لا تقل عن سنتين بتوظيف كامل، ثم يحول إذا شاء إلى توظيف شبه تام دون إمكانية الانفصال من الجيش الأمريكي. وتعد المرة الأولى التي يكشف فيها رسميا وبصورة مباشرة الجيش الأمريكي عن حاجته الملحة لاستقطاب من يتكلمون اللهجة الجزائرية في إطار برنامج يضم أيضا من يتحدثون اللهجات العربية الأخرى المعروفة في الوطن العربي وكذا جنوب غرب آسيا.. وكشف البيان الذي نشرت محتواه منشورات مصالح التوظيف للحرس الوطني عن قائمة اللهجات التي يريد الجيش الأمريكي الاستعانة بمن ينطقون بها. وسيخضع المترشحون إلى تدريب بمركزي جونسبورو بولاية أريزونا ولايك تشارلز بلوس أنجلس تحت شعار "حول معارفك إلى نجاح دائم" وأوضح النص بأن الحرس الوطني الأمريكي يبحث عن أفراد "متحمسين" ليصبحوا مختصين في اللغات والثقافات ضمن وحدات عسكرية تعتمد على خبرتهم بالثقافات الجهوية وعلى إتقانهم للهجات واللغات العربية أو لهجات مناطق جنوب غرب آسيا. وتتمثل مهمة من ينضم إلى هذا الاختصاص حسب البيان في "ترجمة الأحاديث والاستجوابات في الوسط العسكري وبين الجنود الأمريكيين ومواطني المناطق التي يقوم فيها الجيش الأمريكي بمهمات" كما تمثل مهمته في تقديم النصائح والإرشادات للمسؤولين العسكريين بشأن الثقافات المحلية عندما يحتك الجنود الأمريكيون بالشعوب أو الأفراد الناطقين بلهجته، فضلا عن مساعدة مكتب الشؤون المدنية في مهماته الإعلامية تجاه الشعوب الناطقة بهذه اللهجات. وينتظر منه أيضا توظيف لهجته في نقاط التفتيش والمراقبة التي ينصبها الجيش الأمريكي في الدول الناطقة بها فضلا عن ترجمة مؤلفات وأعمال من اللغة الإنجليزية إلى إحدى هذه اللهجات أو عكس ذلك.. ويشترط الجيش الأمريكي من المترشح للانضمام إلى هذه الوحدات أن يكون سنه يتراوح ما بين 17 و 42 عاما ويكون حائزا على الأقل على شهادة التعليم الثانوي أو ما يعادلها.. كما يفترض أن يكون مقيما في الولاياتالمتحدة أو اكتسب الجنسية الأمريكية ويكون قادرا على التحدث باللغة الإنجليزية.. لكن هذا الشرط لا يبدو ضروريا، إذ أن الجيش الأمريكي كما توضح قائمة شروط الدخول يمنح فرص الانضمام إلى الطلبة الأجانب. ومعلوم أن العديد من الأجانب الذين انضموا إلى الوحدات القتالية للمارينز وأرسلوا إلى مواقع القتال، خاصة العراق وأفغانستان كانوا من الأقليات المغتربة المقيمة بصورة غير شرعية في الولاياتالمتحدة، لاسيما ذات أصول لاتينية يتم منحهم الجنسية بعد انتهاء مدة تعاقدهم مع الجيش الأمريكي.. وفضلا عن الناطقين باللهجة الجزائرية يتوجه البرنامج إلى توظيف العرب الناطقين باللهجات المصرية، العراقية، الأردنية، اللبنانية، الليبية، التونسية، المغربية، السودانية، السورية، اليمنية بالإضافة إلى من ينطقون بلهجات الكردية "البهدانية والسورانية" والفارسية والأفغانية الباشتونية. ويشار إلى أن القائمة لم تذكر لهجات دول الخليج أو الدول المسلمة الأخرى. وفور انضمامهم يخضع الجنود إلى تكوين في اللغة الإنجليزية لتحسين مستواهم تليه دورة تدريبية عسكرية مدتها تسعة أسابيع ثم تربص في الترجمة مدته ستة أسابيع.. وفي المقابل يمنح الجيش الأمريكي لكل مرشح تحفيزات يصفها بأنها ستحسن مستواه الاجتماعي منها منحه الجنسية الأمريكية في أسرع مدة.. كما سيمنح للجندي علاوات للضمان الاجتماعي له ولعائلته تصل إلى 15000 دولار وكذا مساعدة قدرها 20000 دولار لكل من يود الالتحاق بأي جامعة، إضافة إلى مساعدات حكومية له ولأفراد عائلته في مجال التكوين. ويعد الجيش الأمريكي كل مترشح بترقية سريعة لتجاوز الصفوف الأربعة الأولى القيادية، كما يضمن له منحة قدرها 288 دولار خلال فترة التدريب لشراء ما يحتاج إليه من كتب ولوازم، إلا أن الجيش لم يذكر كم سيكون الراتب الشهري للجندي، مكتفيا بالإشارة إلى انه سيمكنه من ادخار ما يكفيه للمستقبل. ويوضح البيان في الأخير إلى أن كل من ينضم إلى هذا النوع من الاختصاص سيكون مجبرا على قبول أداء مهمته خلال السنتين الأوليين داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها وسيكون له بعدها الاختيار إما البقاء في صفوف الحرس الوطني أو العمل معه بصورة شبه دائمة.. ومند دخول الجيش الأمريكي الحرب في العراق وأفغانستان أصبحت حاجته إلى التجنيد ملحة مع تزايد الأصوات الرافضة في الداخل للعدوان على العراق. وعليه توجه الجيش الأمريكي إلى الأقليات المغتربة مهما كانت وضعيتهم تجاه قانون الهجرة لتلبية حاجياته المتزايدة أمام الخسائر التي يتكبدها في العراق وأفغانستان.. ومعلوم أن جزائريين انضموا إلى صفوف الجيش الأمريكي منهم من أرسل إلى العراق.. وإذا كان عدهم غير معروف رسميا، إلا انه من المؤكد كما توضح منشورات الجيش الأمريكي بأنهم تلقوا تدريبهم لا سيما بالمركز الوطني للتدريب العسكري بفور ايروين بكاليفورنيا ومركز التدريب للبحرية بكوري ستايشن بفلوريدا وبمركز نورث فولك بفيرجينيا. كمال منصاري