نقلت شبكة "العربية نت" موضوعا حول ما أثاره مسلسل "24" الأمريكي في موسمه السادس من غضب في أوساط الجاليات المسلمة في الولاياتالمتحدة بسبب تصويره المسلمين كإرهابيين يطلقون صاروخا نوويا مسروقا ضد أهداف أمريكية، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية إساءة لحقوق المواطنة. المشكلة أن الموضوع لم يشر إلى أن المسلسل نفسه تعرضه قناة MBC 4 وهي أحد فروع "الأم بي سي جروب" الذي يضم قناة العربية أيضا وهذا منذ نوفمبر الماضي مساء كل ثلاثاء وسط دعاية كبيرة جدا. والحقيقة التي لم يذكرها الموضوع هي ان الإساءة الكبيرة التي لحقت بالمسلمين كانت ضمن الموسم الثاني وليس السادس، وقد أثارت مشكلة في فرنسا سنة 2003، حيث كانت تعرضه قناة + وقابلته الجالية العربية باستياء كبير وهو الموسم نفسه الذي يعرض هذه الأيام على القناة العربية. تجدر الاشارة الى أن مسلسل 24 جلب إليه الأنظار، لأنه جاء مباشرة بعد أحداث تفجيرات سبتمبر 2001 وهو ما استغلته شركة فوكس الأمريكية في الدعاية للعمل من خلال الترويج له تحت شعار: مؤشر الخطر والإرهاب يرتفع إلى أقصى درجاته في "24" " وقد بدأ عرض "24" لأول مرة في نوفمبر عام2001، حيث احتوى الجزء الأول من المسلسل على ثلاثين حلقة فقط، لكن النجاح الباهر الذي حققه الممثل في كيفير سيدرلاند في الحلقات العشر الأولى والذي قاده للفوز بجائزة "الغولدن غلوب" دفع الشركة المنتجة لإصدار المزيد من الأجزاء ل"24". ويتناول كل موسم من المسلسل 24 ساعة من حياة العميل الفيدرالي جاك بايور الذي يحاول أن يوقف عددا من الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها لوس آنجلس. ويحكي المسلسل أيضا عن زملاء جاك في وحدة مكافحة الإرهاب والممارسات الإرهابية، بالإضافة إلى عائلة مدنية معينة، عادة ما تكون عائلة سيناتور أو شخصية سياسية. وتشكل الحلقات الخمس الأولى من الموسم تعريفا عاما بالقضية التي يدور حولها الموسم بأكمله، قبل أن تحمل الحلقات التالية عددا من المفاجآت والتضحيات والخيانات والحبكة القصصية بين طياتها. ويواجه البطل جاك في كل موسم أيضا عددا من المشاكل الشخصية البعيدة عن إطار عمله اليومي في مكافحة الإرهاب. تجدر الإشارة إلى أن كل الأعمال التلفزيونية التي تلقى حاليا رواجا في أمريكا وأوروبا تتقاطع كلها في نقطة واحدة هي الإرهاب القادم من الشرق، حتى أن الكثير من الشركات الإنتاجية الأمريكية صارت تنشر إعلانات تبحت فيها عن ممثلين أمريكيين ذوي أصول عربية، ويستحسن أن يكونوا على معرفة ولو بسيطة باللغة العربية وهو ما ينبئ بتصاعد حدة الأعمال السينمائية والتلفزيونية المنتظرة لهذا العام والتي من المؤكد انها ستساهم في إشعال نار العداء ضد العرب والمسلمين، هذه النار التي أشعلت دراميا منذ أكثر من 15 سنة مع أول فيلم سينمائي أمريكي اتهم العرب مباشرة بالارهاب وهو فيلم "أكاذيب حقيقية"، بطولة الممثل أرنولد شوايزنيغر الذي لا يخفي عداءه الشديد للعرب والإسلام حتى في الكونغرس الامريكي، اين يمثل مقاطعة كاليفورنيا كسيناتور منذ سنوات. سمير بوجاجة : [email protected]