بعد حمل طويل المدى وضع عثمان عريوات آخر ما تبقى من فناني "البسمة" مولوده "سنوات الإشهار" الذي يحتاج هو في حدّ ذاته فيلما كاملا يروي تفاصيل تصويره الغريبة الأطوار والتي كان من بينها حادثة إنتحار الفنان القسنطيني رمضان صابوري المعروف باسم صابو الذي شنق نفسه بواسطة "الشاش" في مسكنه الكائن بحي القماص بقسنطينة في جويلية 2003. وكنا قد حضرنا جانبا من زيارات عثمان عريوات إلى قسنطينة، حيث اتفق مع صابو، لأن يمنحه دورا مهما في الفيلم وساهم صابو في جمع بعض الأموال للفيلم من تجار العلمة بولاية سطيف وتمّ الاتفاق على دور مهم بدأ (صابو) في التدرّب عليه ويتمثل في أن (صابو) يقوم بالمتاجرة اللاشرعية في كل شيء بما في ذلك الأحمرة. ولكن الممثل القدير عثمان عريوات أطال من سفرياته ما بين ولايات بسكرة وباتنة وخاصة خنشلة وهو ما جعل (صابو) يصاب بخيبة أمل تحولت إلى توترات عصبية حادة جعلته يعلنها صراحة بأن حرمانه من دور في فيلم "الأحلام" هو نهاية لمشواره الفني الذي عرفناه في عدد من الإسكتشات القسنطينية التي أخرجها علي عيساوي وعلي شولاح، وكان آخر ما قدمته القناة التلفزية سكاتش "كبش العيد" في عيد الأضحى الأخير، من بطولة صابو.. الذي قرّر بعد ذلك دخول السينما بقوة رفقة عثمان عريوات الذي أصبح أحد أقرب أصدقائه، وعندما سدّت كل الدروب في وجه صابو، قام بعملية شنق نفسه وعمره 47 سنة، تاركا خلفة طفل وبعض الأعمال التلفزيونية وجبل من علامات الإستفهام؟! ب. عيسى