تمكنت الفرقة المتنقلة لعناصر الدرك الوطني بعين الأربعاء ولاية عين تموشنت من تفكيك شبكة دولية مختصة في تهريب النفايات السامة من التراب الجزائري إلى وجدة المغربية لتحويلها وتسويقها باتجاه إسبانيا. حدث ذلك بداية هذا الأسبوع في منتصف الليل، حيث كان عناصر الدرك الوطني على مستوى الطريق الولائي رقم 18 الرابط بين بلدية حمام بوحجر وطفراوي بوهران. عندما تم توقيف شاحنة نصف مقطورة من نوع فولفو مرقمة بولاية وهران وبعد تفتيشها وجدت بها حوالي 5000 بطارية مستعملة، من مختلف الأنواع والأحجام، قدر وزنها الإجمالي بأكثر من 20 طنا، كما تم توقيف سائق الشاحنة وشريكه. التحريات الأولية مع الموقوفين كشفت عن نشاط شبكة دولية خطيرة تنشط من مدينة عنابة إلى إسبانيا مرورا بالمغرب، حيث تقوم الشاحنات بتحميل البطاريات المستعملة والموضوعة في خانة النفايات السامة بفواتير مزورة لشركة وهمية ذات مسؤولية محدودة المسماة "صال سوميطرا" تتواجد فرضيا بمدينة عنابة بالشرق الجزائري ليتم تخزين كل هذه النفايات (البطاريات) في مستودع بمدينة مغنية لصاحبه المدعو (د.ا) 30 سنة من نفس المدينة يستلمها بقيمة 15 دج للكغ الواحد، ثم يعاود هذا الأخير بتمريرها خلسة عبر الحدود نحو مدينة بركان بالمغرب، حيث يتواجد مصنع معالجة واسترجاع هذه النفايات يستلمها المصنع بقيمة 100 دج جزائري للكغ الواحد، يقوم على إثر ذلك المغاربة باستخراج الرصاص من هذه البطاريات ليسوق إلى التراب الإسباني على شكل قضبان بالعملة الصعبة. في نفس السياق، تم اكتشاف دفتر لفواتير مختوم على بياض تستعمله الشبكة في تغليط مصالح الأمن الجزائرية عند نقاط المراقبة أثناء نقل هذه المواد، مدعين أن البطاريات صالحة للاستعمال ومصدرها الشركة الوهمية بولاية عنابة وتنقل إلى مدينة مغنية لتسويقها. وبناء عليه، فقد تم حجز الشاحنة بما حملت من بطاريات، كما تم توقيف أحد رؤوس الشبكة صاحب المخزن بمدينة مغنية، ليتم تقديم كل من المدعو (د.ا) 30 سنة من مدينة مغنية (ش.م) سائق الشاحنة من بلدية حمام بوحجر ورفيقه المدعو (ش.س) إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة عين تموشنت الذي أمر بحبس صاحب المستودع وإطلاق سراح المتبقين برقابة قضائية. سعيد كسال