حافظ نصر حسين داي على التقاليد في مواجهته لشباب بلوزداد وألحق به أول أمس هزيمة غير منتظرة في عقر داره، مخالفا بذلك كل التكهنات والمعطيات التي كانت في صف أشبال بلعياشي المدعمين بالآلاف من الأنصار الذين توافدوا على ملعب 20 أوت في ساعة مبكرة. ولم يتأثر رفقاء الحارس طوال إطلاقا بعاملي الأرض والجمهور ولقنوا البلوزداديين درسا في الفعالية من خلال حسن انتشارهم وخلقهم عدة فرص في الشوط الأول وتحويل إحداها إلى هدف في الدقيقة 33 عن طريق المهاجم أوزناجي، الذي أسكن الكرة في الزاوية 90 بعد استلامه لفتحة من زميله كامارا، وهو الهدف الذي أربك كثيرا أصحاب الأرض الذين رموا بكل ثقلهم قصد ترجيح الكفة، لكن بطريقة فوضوية، وهو ما سهل من مأمورية خط دفاع النصرية. وفي الوقت الذي كان كل المتتبعين ينتظرون فيه رد فعل قوي من البلوزداديين بعد استفادتهم من الراحة، إلا أنهم خيبوا ظن أنصارهم من خلال تسرعهم واعتمادهم على الكرات العالية التي كان لها حارس النصرية طوال بالمرصاد، كما لم تجد المخالفات التي تداول على تنفيذها كل من ڤانا ومسعود أي نفع لتنتهي المبارة بفوز ثمين لذوي الزي الأحمر والأصفر أبعدهم عن منطقة الخطر وجعلهم يتصالحون مع أنصارهم، خاصة وأنهم لم يتذوقوا طعم الفوز منذ 30 نوفمبر، وخسارة مذلة لشباب بلوزداد الذي سجل ثاني انهزام له هذا الموسم في 20 أوت بعد ثلاثية بارادو في مرحلة الذهاب، وهو ما يجعل حظوظه تتقلص في لعب ورقة اللقب. هذا وقد نجح المدرب مجاج في أول امتحان له بالرغم من صعوبة المهمة، واعتبر هذا الأخير أن فريقه كان الأحسن من كل الجوانب سواء البدنية أو التكتيكية، وأكد أنه اعتمد على خطة تشديد الخناق وعدم ترك مساحات للمنافس، وهو ما أثمر على حد قوله، باعتبار أن بلوزداد لم تجد الحلول، وأثنى مجاج كثيرا على لاعبيه وقال "وافقت على تدريب النصرية من منطلق معرفتي الجيدة للتركيبة البشرية التي يضمها الفريق والتي تعتبر في نظري مجموعة جيدة شريطة مضاعفة المجهودات" مضيفا أن "النقاط الثلاث ثمينة للغاية وستساعدنا على فك العقدة وتجاوز مرحلة الفراغ". ومن جهته، بلعياشي لم يخف أنه لم يكن يتوقع على الإطلاق أن تنهزم تشكيلته، خاصة بعد المردود الجيد المقدم ضد سطيف، إلا أنه فوجئ بالمستوى الهزيل في الشوط الأول، وهو الأمر الذي سمح -حسبه- للمنافس بأخذ الأسبقية في التسجيل، وأرجع بلعياشي الهزيمة للعامل النفسي الذي يصعب التحكم فيه على حد قوله، موضحا أن حساسية المباراة وعدم تحقيق الفوز على النصرية لأكثر من 12 سنة يجعل اللاعبين يدخلون المباراة متخوفين وتحت وطأة ضغط شديد. هذا وقد أكد بلعياشي أن الهزيمة لن تؤثر كثيرا في فريقه، ذلك أن الهدف المرجو ليس تحقيق الفوز على النصرية وفقط وإنما تكوين فريق للمستقبل. ج. بدرالدين على خلفية شكوك في إصابته بمرض خطير: الفاف تمنع آيت وعمر من اللعب إلى إشعار آخر تلقت إدارة بلوزداد، صبيحة الأربعاء الماضي، مراسلة من الفاف ممضاة من طرف المدير الفني للفرق الوطنية، تيكانوين، شددت من خلالها على ضرورة منع اللاعب الدولي حمزة آيت وعمر من خوض أي لقاء على خلفية الشكوك التي تراودها في إمكانية إصابته بمرض خطير على مستوى الصدر، وهي المراسلة التي خلقت شرخا على مستوى البيت البلوزدادي بين رافض ومؤيد للقرار المتخذ من المديرية الفنية، ليخلص بلعياشي إلى وضع آيت وعمر في قائمة 18 لاعبا المعنيين بمباراة النصرية، إلا أن اللاعب رفض أن يدرج اسمه قصد السماح للاعب آخر بخوض اللقاء. وعن حيثيات هذه القضية، قال آيت وعمر في تصريح ل "الشروق" إنه واثق من عدم إصابته بأي مرض، وكل ما في الأمر أنه تماطل في إجراء فحصين على مستوى المركز الوطني للطب الرياضي، وهو الأمر الذي أدخل الشك لدى مسؤولي هذه الهيئة التي قامت بمراسلة الفاف، على اعتبار أنه لاعب دولي في صفوف آمال الخضر، مضيفا أنه سيجري فحصا طبيا مدققا على مستوى الصدر في العيادة الوحيدة الموجودة على ارض الوطن هذا الاثنين. يذكر أن آيت وعمر دخل في تربص مغلق أمس مع الفريق الوطني للآمال في نزل مازافران، قصد التحضير للقاء الرسمي ضد إثيوبيا هذا الأربعاء الذي سيجرى في ملعب 20 أوت، لحساب إقصائيات الألعاب الأولمبية التي ستقام في بكين بالصين. ج. ب