وجه عبد العزيز زياري، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أمس، خطابا شديدة اللهجة ضد الأحزاب السياسية التي انتقدت أداء الغرفة السفلى للبرلمان ووصفتها بالهزيلة، وقال بأن هؤلاء المنتقدين يستعملون غطاء الديمقراطية وهم أعداؤها، "لأنها لا تخدم مصالحهم الحزبية والشخصية"، محذرا من مغبة العزوف عن المشاركة فيالانتخابات بحجة أثارها السلبية على شرعية العملية. واستغل زياري اختتام الدورة الخريفية للبرلمان للرد على ما وصفهم بخصوم الديمقراطية، معربا عن أسفه لما اعتبره بالانتقادات غير المؤسسة وغير الموضوعية التي لم يكن حسبه المراد بها الضرر بأفراد بعينهم في المجلس، "ولكن الضرر بالمجلس الشعبي الوطني كمؤسسة دستورية تكرس الديمقراطية، وفي تقديره فإن الغرض من ذلك تضعيف الديمقراطية والتعددية. وحرص رئيس الغرفة السفلى للبرلمان على تقديم حصيلة إيجابية لأداء الغرفة التي يرأسها، وذلك بالنظر إلى عدد القوانين التي ناقشها وصادق عليها النواب، وذلك على خلفية الانتقادات التي وجهتها أحزاب سياسية للبرلمان بحجة قلة المبادرات من قبل مكتب المجلس وكذا تغيب الكثير من النواب عن أشغال المجلس، في حين رأى زياري بأن قوانين الإصلاح التي مرت على المجلس الشعبي الوطني كان لها دور فعال في تعزيز الديمقراطية فضلا عن تنظيم المجتمع المدني وفتح المجال أمام التنوع السياسي الذي مكن الأحزاب من المساهمة في حركية التنمية السياسية والاجتماعية. ووجه زياري رسالة ضمنية إلى المحسوبين على التيار الإسلامي دون أن يذكرهم بالاسم قائلا: "إن الذين كانوا يقولون في الماضي القريب بأن الديمقراطية كفر وتابوا إليها اليوم أن لا يتراجعوا عنها غدا"، وذلك في سياق تأكيده على الثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر لتكريس دولة الحق والقانون وكذا الديمقراطية وحرية التعبير التي يجب الحفاظ عليها حسب قوله.