أطلت مجلة "فوربس" المختصة في عالم الثروة والغنى الفاحش بتفاصيل جديدة عن الوافدين الجدد على عالم الثراء ونادي المليارديرات، وركّزت على ارتفاع عدد المليارديرات الأمريكان إلى 415 من بين 946 ملياردير يوجدون حاليا في العالم ويجمعون أزيد من 3500 مليار دولار، أي أن رقم الأمريكان ممن تفوق ثروتهم المليار دولار يمثلون أزيد من 45٪ من أثرياء المعمورة، مع العلم أن نصف هذا العدد الأمريكي هم يهود شارك البعض منهم في تمويل الحرب الإسرائيلية على لبنان، بينما يشارك آخرون في دعم اللوبيهات اليهودية في مختلف دول العالم بالمال وبالتكنولوجيا. وفي المقابل، يوجد ضمن هذا العدد من المليارديرات 62 رجل أعمال مسلم، من بينهم 25 تركيا والبقية من دول الخليج العربي، وللأسف لا أحد منهم (ضُبِط) في مساعدة قضايا المسلمين أو على الأقل في التصدّق على فقراء المسلمين الذين زحفت أنفلونزا الطيور عليهم في مصر، والكوليرا في الصومال، والكوارث في أندونيسيا، والحروب في أفغانستان. وترجع آخر إحصائيات لمليارديرات العالم العربي إلى أربع سنوات، حيث تمت تسمية خمسين ثريا عربيا كان حينها الأغنى الأمير السعودي الوليد بن طلال الذي جمع عام 2002 أزيد من 20 مليار دولار، متبوعا برجل الأعمال السعودي سليمان عليان الذي بلغ رقم 8 مليار دولار، ويليه ناصر الخرافي من الكويت بحوالي 6 مليار دولار. ويعتبر الراحل اللبناني رفيق الحريري أول لبناني دخل عالم المليارديرات عالميا ب 4 مليار دولار قبل رحيله، والغريب أن من بين خمسين مليارديرا عربيا لا يوجد أي جزائري بالرغم من أن الدول المتواجدة في نادي الخمسين العربي هي ليبيا، مصر، لبنان، سوريا، العراق وكل دول الخليج وحتى فلسطين، في غياب مذهل للجزائريين. أما إذا عدنا إلى أمريكا، فإن تقاليد حب المال وجمعه بالقناطير المقنطرة بدأ مع تصاعد التواجد اليهودي، وكان جون روكفلر المولود في السابع من سبتمبر 1916 أول من لامست ثروته السحاب، وكان حكيما وغير مبذر وعندما سأله أحد الصحافيين عن سر التناقض الموجود بينه وبين ابنه المسرف الذي يحجز في الفنادق الفخمة جناحا راقيا، بينما يقتنع روكفلر بغرفة بسيطة، رد قائلا »ابني عنده أب يصرف عليه، وأنا ليس لي أب يصرف علي«.. وبعد أن كان عدد المليارديرات عام 1994 هو 358، قارب الآن رقم الألف، مع الإشارة إلى أن عدد المليونيرات في أمريكا (أكثر من مليون دولار) يقارب عدد سكان دولة، أي حوالي ثلاثة ملايين نسمة... عفوا شخصا. إسرائيل التي لا تمتلك ثروات أيضا، تمتلك ستة مليارديرات يشتغلون جميعا في المعلوماتية والأدوية والأسلحة، وطبعا يدينون بالصهيونية إلى درجة التقديس ويصنعون القرار مع عسكر إسرائيل. ومازال للسنة الثالثة عشرة على التوالي الأمريكي "بيل غيتس" أغنى أغنياء العالم بالرغم من أن ثروته التي حطمت كل الأرقام عام 1999 عندما بلغت 90 مليار دولار تقلصت إلى رقم 56 مليار دولار، وهو حاليا في سن دون ال 52 (مواليد 28 أكتوبر 1955)، وبيل غيتس من عائلة برجوازية تعلّم في الثانوية المعلوماتية وكتب في عام 1976 رسالة إلى أهله وهو في سن ال 21 قال لهم فيها إنه يشم الثروة من خلال ثورة علمية، وتحقّق إحساسه عندما أصبح مؤسس "الميكروسوفت" وينافسه حاليا الأمريكي "وارم بيغات" صاحب 52 مليار دولار الذي يتولى إدارة استثمارات "بركشاير هاتواي" العملاقة وعمره حاليا 74 سنة، أي كل سنة بحوالي واحد مليار دولار. وكلما تحدثنا عن المليارديرات نتساءل عن غياب الجزائر التي كان أكبر مرشح فيها لطرق باب النادي الذهبي هو عبد المؤمن خليفة الذي اتضح بعد ذلك من خلال المحاكمة التي جرت في محكمة البليدة أنه كان قادرا على تبذير أموال مليارديرات العالم ال 946 عبر "شكاير" تتبخّر في لمح البصر.. وتبقى الجزائر لغزا حتى في أغنيائها الذين بنوا ثرواتهم من تجارة السكر والمعكرونة، في بلد يقطر ثروة ويُنبِت فقراء، ولا تتعدى نسائم أغنيائنا حدودنا الجغرافية، وبمجرد أن يبلغ دولة أوربية حتى تتبخر ملايينه في غياب "البناء" المالي كما هو حاصل مع بيل غيتس مثلا الذي قال عنه أستاذه السابق "لقد كان أترابه من التلاميذ يمرحون وكان يبقى لساعات في مخبر المعلوماتية يريد أن يخترع شيئا". وقلبت أمريكا قاعدة الثراء رأسا على عقب فجعلتها من نصيب العلماء والعباقرة، وليست للأميين كما هو حاصل عندنا، ولأن التاريخ يعيد نفسه فإن الثراء عاد إلى اليهود بعد أن بدأ معهم في زمن سيدنا موسى عليه السلام عندا روى القرآن جزءا من ثراء قارون، كما جاء في سورة القصص "إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين"، ومازالت أمريكا ويهودها الأثرياء يفرحون بكنوزهم ويفرحون بالفقر المعنوي بالخصوص للشعوب العربية والإسلامية. ناصر