أعلنت حركة تحرير الأزواد في مالي، عن تمكن المتمرّدين التوارق من السيطرة على مدينة تينزواتين الواقعة على مرمى البصر من شقيقتها (تينزواتن الجزائرية) التي تقع في أقصى جنوب البلاد، في وقت أعلنت فيه الجزائر عن اتخاذها كافة الاحتياطات تحسبا لحركة كبيرة للتوارق الفارين من المعارك شمال مالي. وقالت الحركة في بيان لها تلقت "الشروق" نسخة منه إن مقاتليها التوارق تمكنوا صبيحة أمس الثلاثاء، من تحرير مدينة تينزواتين الحدودية، بعد أيام من الحصار الشديد للقاعدة العسكرية التي أقامها الجيش المالي في المدينة، موضحة أن مقاتليها تمكنوا من أسر عدد من الجنود في الجيش المالي، فيما لاذ آخرون بالفرار. وفي سياق آخر، أكد رئيس الهلال الأحمر الجزائري حاج حمو بن زغير أن منظمته اتخذت كافة الاحتياطات تحسبا "لحركة كبيرة" للتوارق الفارين من المعارك شمال مالي، موضحا أن عدد النازحين في الوقت الحالي لا يحتاج إلى إقامة مخيمات لاستقبالهم. وقال حاج حمو بن زغير لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن في مرحلة الانتظار ونحضر أنفسنا لحركة كبيرة محتملة للسكان الماليين من التوارق" نحو الحدود الجزائرية، وذلك عقب الهجمات العديدة التي تعرضت لها مدن شمال مالي، ما أجبر عشرة آلاف شخص على الأقل على النزوح واللجوء إلى مخيمات في مالي والنيجر وموريتانيا. وأوضح بن زغير أن "عدد النازحين إلى الجزائر في الوقت الحالي ليس كبيرا واغلبهم من التوارق الذين لديهم صلة قرابة مع توارق جزائريين، والوضع لا يحتاج إلى إقامة مخيمات لاستقبالهم"، في وقت كشفت فيه إذاعة فرنسا الدولية عن أكثر من ستة آلاف لاجئ عبروا إلى موريتانيا أو ينتظرون بالقرب من الحدود، بينما فر خمسة آلاف إلى الجزائر. وتابع بن زغير "لكننا اتخذنا كافة الاحتياطات لاستباق أي نزوح كبير للسكان"، مضيفا أن الهلال الأحمر الجزائري يملك خبرة كبيرة في التعامل مع النزاع في شمال مالي منذ التسعينيات، مشيرا إلى انه في حالة نزوح لاجئين توارق نحو الجزائر فإن عددهم لن يزيد عن "مئات العائلات" وسيتم استقبالهم في برج باجي مختار على الحدود الجزائرية المالية.