أعلن أمس رئيس الهلال الأحمر الجزائري، حاج حمو زغير، أن السلطات العمومية اتخذت كافة الاحتياطات لاستقبال اللاجئين الطوارق الفارين من المعارك في شمال مالي، وبعد يوم واحد من استقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لوزير الشؤون الخارجية المالي رجح الهلال الأحمر نزوح أعداد كبيرة جدا من توارق مالي نحو الجزائر في الأيام المقبلة. وفي وقت تحدثت المنظمات الإنسانية عن فرار نحو خمسة آلاف مدني مالي إلى الجزائر، خشية هجمات المتمردين الطوارق والحركة الانفصالية في شمال البلاد، قال بن زغير في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، »إن عدد النازحين إلى الجزائر في الوقت الحالي ليس كبيرا وأغلبهم من الطوارق الذين لديهم صلة قرابة مع طوارق جزائريين والوضع لا يحتاج لإقامة مخيمات لاستقبالهم«. ومع استمرار تعرض مدن عديدة في شمال مالي لهجمات يشنها المتمردون الطوارق منذ منتصف جانفي الفارط، لم يستبعد المتحدث إمكانية لجوء أعداد كبيرة من توارق مالي إلى الجزائر، على غرار حركات النزوح الواسعة إلى مخيمات في مالي والنيجر وموريتانيا هروبا من المعارك الدامية، وأمام هذا الوضع الذي يزداد تعقيدا في الأسابيع الأخيرة بفعل رفض نداء وقف الاقتتال وتكثيف هجمات المتمردين ضد القوات الحكومية، أعلن بن زغير »أن الهلال الأحمر الجزائري اتخذ كافة الاحتياطات لاستقبال أي نزوح كبير للسكان الذين سيتم استقبالهم في برج باجي المختار على الحدود الجزائرية المالية، بالنظر إلى توفر وسائل الاستقبال والتمركز الجيد للهلال الأحمر في المنطقة. وأكد بن زغير، أن الهلال الأحمر الجزائري »يملك خبرة كبيرة في التعامل مع النزاع في شمال مالي منذ التسعينيات«، مضيفا أن الهلال الأحمر الجزائري يبعث مساعدات بشكل دوري إلى شمال مالي تقدر بعشرين إلى ثلاثين طنا في كل مرة، آخرها تلك التي تم إرسالها منذ بضعة أيام.