قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، الخميس، بالجزائر العاصمة أن عيد النصر الذي سيعود بعد أيام وتعود معه الذكرى الخمسين للاستقلال والتي يجب أن تكون هذه المرة فرصة لتقييم مسار البلاد وتقييم فاتورة الخطب السياسوية والديماغوجية مؤكدا أن حزبه ضد الخطاب الهدام الذي رجع للساحة بقوة لا سيما منذ حوالي سنتين". وأكد أويحيى أن التجمع يعارض هذا الخطاب من قناعة سياسية لأنه يشعل فتيل النيران والجزائر لا تحتاج إلى مثل هذه التصرفات التي عشناها في 1990 و1991"، مشيرا إلى أنه لا يقصد بكلامه هذا الحزب المحل، بل يقصد الجو الذي كان سائدا آنذاك عندما كان كل شيء مغلق ومفلس، وهو جو سادته انحرافات أوصلتنا إلى سنوات الإرهاب التي فقدنا فيها أعز أبناء وبنات الوطن من جنود وقوات أمن ومدنيين وحتى صبيان في المهد". غير أنه أضاف بأن الجزائر فقدت أيضا شبابا غرر بهم و"دفعهم البعض إلى الموت دون أن يعرف لماذا يموت" قائلا "أننا نعرف من دفعهم إلى صفوف الإرهاب إنها الجماعة التي تتبحبح اليوم في لندن والدوحة وجنيف وهي تنادي اليوم بالعودة إلى الثورة". وقال أيضا بأن خمسينية الاستقلال أن كانت فرصة للجزائر لتقييم مسار التشييد فإنها "عند البعض فرصة للبكاء على الأطلال على فقدان التاج" مضيفا "نحن شعوب شمال إفريقيا والعالم العربي الإسلامي نعرف عمق هذا البكاء لأننا بكينا سنوات طويلة على فقدان اشبيلية وقرطبة والإمبراطورية". ودعا أويحيى الشباب الجزائري إلى حماية بلاده من "العاصفة" التي تعرفها بعض الدول العربية و كذا من "حسابات الهيمنة الخارجية". وقال أويحيى خلال كلمة ختامية في الندوة الثانية للشباب التي نظمها التجمع انه يتعين على الشباب المناضل في الحزب "المساهمة في توعية شباب البلاد بحقيقة ما يتربص بالبلاد ليحمي مكاسبها و يحميها مما يحدث في العالم العربي" الذي -كما قال- دخل في حالة "يمكن تشبيهها بالأحداث التي عرفتها أوروبا سنة 1968". وأضاف بأن "ما يحدث اليوم في العالم العربي يحتاج إلى زمن لكي يقيّم ويحلل، مشيرا إلى أن الفضاء العربي اليوم في دوامة وأن الهيمنة الأجنبية موجودة ولا بد على الشباب حماية البلاد منها". وقال أويحيى أن الشعب الجزائري قادر على حماية الجزائر لأنه تمكّن من حماية وطنه وبكرامة من "سانت ايجيديو في وقت الأزمة التي عرفت فيها البلاد الحصار دون أن يستعمل لا دبابات ولا أموال".